«روز اليوسف» أول امرأة يسجنها الاحتلال البريطاني
فاطمة اليوسف، أو روز اليوسف، رائدة الصحافة النسائية وأول صحافية في الوطن العربي، وتُعرف براعية الصحافة العربية والتي أسست واحدة من أنجح المؤسسات الصحفية "مجلة روز اليوسف" التي تحمل اسمها حتى يومنا هذا..
من هي روز اليوسف؟
ولدت فاطمة اليوسف في طرابلس بلبنان عام 1898،
لعائلة تركية مسلمة، توفيت والدتها عند ولادتها ووالدها كان تاجر ذهب، تركها في سن
صغيرة مع عائلة مسيحية لبنانية في مصر وسافر إلى البرازيل.
وطبقًا لتصريحات إبنتها آمال طليمات، كانت والدتها
تمتلك شغفا كبيرا نحو المسرح، وحينها تعرفت على المنتج والممثل "عزيز
عيد" الذي علمها القراءة والكتابة.
كان أول دور تجسده على المسرح دور "امرأة
عجوز" وهي تبلغ من العمر 14 عاما، فكانت إبنتها بالعمل المسرحي تكبرها بنحو
30 عاما، ولكنها حققت نجاح كبير وفي غضون بضع سنوات وصل راتبها إلى 25 جنيهًا إسترلينيًّا.
اقرأ أيضًا..
السوبرانو فاطمة سعيد.. أول مصرية تُغني بقاعة «ألبرت هول الملكية»
روز اليوسف ممثلة المسرح
عملت روز اليوسف، ممثلة بالمسرح منذ عام 1912 وحتى
عام 1925. وكانت عضو شهير بفرقة "جوروج أبيض"، كما عملت ضمن فرقة
"يوسف وهبي".
عُرفت روز اليوسف بلقب "سارة برنارد
الشرق" وفي عام 1925، أسست المجلة الإخبارية "روزاليوسف" وكانت
طفرة في عالم الصحافة العربية؛ حيث تناولت الرسوم الكاريكاتورية ومواضيع محظورة
مثل الدين والجنس.
وكانت روز اليوسف، امرأة هادئة وخجولة، صوتها رقيق
وتفضل العزلة، ولكنها في بعض الأحيان كانت امرأة صارمة للغاية، خاصة فيما يتعلق
بمستقبل أولادها.
والدة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس
تزوجت روز اليوسف من المهندس المصري محمد عبد
القدوس، الذي قرر فجأة أن يصبح ممثلا بعد ولادة إبنه "إحسان"، فهجر
زوجته ووقع الطلاق عام 1919.
نشأت بين روز اليوسف وبين "زكي طليمات"
زوجها الثاني علاقة صداقة قوية، إنتهت بالزواج وأنجبت منه ابنتها الثانية
"آمال طليمات"، ولكنها إنفصلت عنه أيضا.
وتقول إبنتها: إن روز اليوسف، حصلت على ترخيص
مجلتها بخمسة جنيهات فقط في جيبها، ولكن ساعدها عدد من الأصدقاء من أبرزهم السيدة
"أم كلثوم".
دخلت روز اليوسف مجال السياسة ودافعت عن الوطن ضد
الاحتلال البريطاني، ورفضت رشاوى وعروض كثيرة لوقف حملاتها، حتى أصبحت أول امراة
تدخل السجن من أجل استقلال الوطن.
ولكنها خرجت في اليوم التالي، بعد الحملات الأجنبية
لإطلاق سراحها، وحتى اليوم تظل روز اليوسف، رمزًا للصحافة والمسرح والمرأة المناضلة
القوية.