أمك... لن تدخل الجنة دون رضاها فهي من يكرمك الله من أجلها
يأتي شهر مارس وكل منا يحتفل على طريقتة الخاصة بمن كانت له سندًا وشريكًا وحنانًا.
إنها الأم .
الأم التي تحملت كثيرًا
من أجل أن يكون ابنها أو بنتها من الأفضل وتدافع عنهم تقبلهم وتقسو عليهم من أجل ان
يكونوا من الناجحين .
ننام نحن وهي ساهرة تفكر
في مستقبلنا متسائلة: كيف أجعلكم يا أولادي أفضل الناس؟
تذهب إلى عملها صباحًا
وتعود إلى شؤون أسرتها مساء تقوم بتوفير كل متطلبات الأسرة من مأكل وملبس ومراجعة أمور
حياتهم، ومن لديه مشكلة يسرع إليها لتحمل عنه تلك المشكلة وتسعى لإيجاد حل لها .
إنها الأم التي يتجرأ في
بعض الأحيان الابن العاق ويمد يده عليها ويسبها، وإذا جاء من يعلمه الأدب نهرته لتؤكد
المثل القائل :
"أدعي على ابني وأكره اللي يقول آمين
"
قصة من الواقع
في أحد الأحياء الشعبية
تجرد ابن من مشاعر التقدير والحب والاحترام وضرب أمه. خرجت كلمات الرفض والاستنكار
من أفواه الجيران ومنهم من شجعها على عمل محضر له، وبالفعل ذهبت إلى قسم الشرطة، وقامت
بعمل محضر لابنها، وتم تحويلها إلى الطب الشرعي وجاء التقرير بالعلاج 21 يومًا، يعني
جنحة، وكان في ذلك الوقت رئيس المباحث من الضباط المشهود لهم بحسن المعاملة، وطلب أن
يتحدث مع الأم، وحينما رآها بدون وعي تساقطت دموعه وأمسك بيدها وطلب منها القعود، ولم
ينطق بكلمة واحدة، بل طلب من أمين الشرطة أن يأتي بهذا الابن العاق فورًا.
تقطع قلبه حينما نظر إلى
الأم ورأى جروحًا في وجهها ودمًا يتساقط من
أنفها وأقسم بينه وبين نفسه أن يلقن هذا الابن العاق درسًا لا ينساه، ويجعله عبرة لكل
يد تمتد إلى من وصانا بها رب العالمين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
وجاء الابن وهو يرتعد خوفًا
ودموعه لا تتوقف، وينظر إلى أمه نادمًا على ما فعل، ومعه تساقطت دموع الأم وكأنها تعاتبه:
هل هانت عليك أمك يا ابن بطني يا فلذة كبدي يا نور عيني وسندي؟
تمالك الضابط أعصابه واقترب
من الشاب وما إن رفع يده لضربه حتى أسرعت الأم إليه ترجوه أن لا يضربه وتتوسل إليه
أن لا يعذبه وأنه لن يكرر ذلك مرة أخرى وأنها مستعدة أن تتعهد هي بذلك .
تعجب الضابط من تصرف الأم
ورمق الفتى بنظرة قاسية طالبًا منه الرد، فما كان من الابن الإ أن خرَّ على الأرض يقبل
أقدام أمه في بكاء مستمر والأم تقبله وتقبل رأسه ودموع الضابط لا تجد من يوقف تساقطها .
وبعد أن استجمع قواه طلب
الضابط من الابن أن يرضي أمه .
وقف الابن بعد أن استجمع
قواه، وقال وهو يلملم مشاعره: سوف أضعها فوق أكتافي من هنا إلى بيتها، ولن أدخل البيت
حتى ترضى عني، ولن أتناول الطعام حتى ترضى عني ولن أشرب الماء حتى ترضى عني، وأشهد
الله على ذلك .
نظر الضابط إلى الأم وقال
لها بكل حب واحترام: هل هذا يرضيكي يا أمي؟
وأثناء الحوار سمع ضجيجًا
خارج مكتبه سأل الضابط ماذا هناك؟
قال أمين الشرطة: عدد كبير
من سكان شارع الست أم حسن جاوا يطلبون استضافتها بعد أن تجرأ عليها ابنها وضربها.
وكانت نظرات أمين الشرطة
تجاه الابن قاسية، فهو يعرف هذه السيدة التي ترملت على ابنها وأحسنت تربيته، ولكن بعد
الزواج أصبح حسن تاني خالص .
انشغل الضابط بأمر الست
أم حسن، وطلب أن يعرف قصتها .
وكان أمين الشرطة الشخص
المخلص الأمين الذي قص عليه قصتها انتفض الضابط مرة أخرى ليضرب هذا الابن العاق، ولكن
الأم بدموعها المتواصلة ترجوه أن لا يمد يده عليه، كل ذلك والابن دموعه لا تتوقف وصرخ:
احبسني يا باشا حتى تعرف أمي إني ندمت ولن أكررها ولن أخرج من حبسي حتى ترضى عني وتسامحني .
وعاد الضابط يسأل الأم
ماذا بينك وبين ربك يا أم حسن؟
تنهدت أم حسن قائلة: أنا
من ذكرني ربي في القرآن الكريم ووصى بي الحبيب الأمين، وجعل ربي الجنة تحت أقدامي،
وأزاحم الرسول في الجنة، فقد ربيت اليتيم وأسكن الله حسن في قلبي ولا يخرج منه بأي
قانون، فهو صاحب القلب، والقلب له يلين .
قبّل الضابط يدي أم حسن
وأعطاها رقمه، وطلب منها أن تتصل به فورًا في حالة الحاجة إليه .
والابن لم يتنازل عن حمل
أمه على أكتافه وخرج من القسم وهو يحملها حتى وصل إلى بيتهما، ولم يدخل إلا بعد أن
أعلنت أنها راضية عنه .
تحية احترام وتقدير وحب
لكل أم على ما تقوم به من أجل أسرتها.
أمي الجنة تحت أقدامك.
اللهم احفظ كل الأمهات وارحم اللهم كل أم هي عندك، واجعلها اللهم في جنتك اللهم آمين.
أمك.. لن تدخل الجنة بدون
رضاها فهي من يكرمك الله من أجلها .