الباحثة الإعلامية نانسي نبيل تكتب: على أثر الآباء نخطو

يقف الأب صامدا أمام أبنائه  يتصف بقوة البنية والرأي الصائب فهو قائد ومعلم وحامل رسالة الحياه ليكملها على أكمل وجه  فيقوم بالتوجيه بين هنا وهناك مابين شده ولين وصرامه الرأي وأحيانا عقاب إذا تجاوز الأبناء الخطأ بخطأ آخر فهي أمانة التربية التي يسعى إليها الأب لزراعة الأبناء زراعة حسنة في حياه يتم رويها بعرق التعب والحب والاهتمام فهو لم يقصر في عطاء ولم يبخل في حمايه ما يزرعه في حياته ليحصد الأب ثمار حياته بأبناء ناضجين صالحين يعلمون ماذا فعل الأب من تعب وتفاني لمواجهه مشكلات الحياه، ومع هذا ومع التضحيات التي يقوم بها الأب في قطار حياته إلا أن بعض الأبناء يصنفون هذا علي أنه دكتاتور الرأي الذي لايتماشي مع أفكارهم وطموحهم وواقعهم الحالي ، فتصيبهم أفه التمرد والتكبر علي من يحميهم ويخاف عليهم ،علي إعتبار أن لغه الأب لغه أنشغاله فيما لايعنيه . فيصبح التمرد لبعض الأبناء هو التمرد الكارثي الذي لايؤذي غير نفسه فقط . فأفه الحياه وملوثات العقل سخرت لهم أن الحياه يستطيع الأبن مواجهتها دون وجود الأب . فهو في سن يستطيع فعل مايحلو له دون توجيه أو عتاب أو عقاب لما هو صحيح ،فجذع النخله الذي إتكأ عليها في الفتره  النمو إلي النضوج  قد جف وليس له أي مكان حاليا ،وهو لايعلم أنه يعاقب نفسه دون أن يشعر . ومع اختفاء الأب  فجأة ليواجه الابن الحياة بشكل رسمه الابن لنفسه . يجد ما يصدم عقله ،وهو أن ما أسس له الأب من أفكار وتوجيهات وخوف هو من يصارع له الإبن في الحياه مرة أخرى بنفس الشكل بنفس الخوف بنفس القلق ، ولكن دون أن يضع ما يحدث له في طائلة الحسبان . فيتذكر أباه كم كان يوجه ،وكم كان يساند، وكم كان يخشي عليه من آفات الحياة التي تفسد ما يزرعه إذا ترك ثمار حياته دون توجيه أو عقاب أو مشورة ، فيستوعب الأبن الدرس و كم كان لايدرك معنى القول إلا بالفعل وما واجهه من نفس المواقف الحياتية التي مر بها الأب دون شعور الأبناء بأي خوف . حيث أن كل ما كان يشغل الأب هو إيصالهم إلي بر الأمان. فبدون قصد ودون ترتيب يسير الابن في نفس طريق الأب مستعين بخطواته السابقة التي تمرد عليها منذ فتره لإصلاح ما أفسده عقله من وهم على قدرته واستطاعته في مواجهة حياه بأكملها دون السند والقدوه والذي يقتدي به رغما عن أنفه دون أن يشعر. فيوقن الأبن أن ما رسمه عقله له في يوما من الأيام أوقعه في أذي وألم الندم ،وأن المفاز لمن استوعب الدرس مبكرا.