غادة واكد تكتب.. وجع بنت «عبد الحميد»
السبت 19/فبراير/2022 - 10:59 ص
إنتابتني حالة من الحزن والألم للموقف الذى تعرضت له "هاجر" بنت عبد الحميد بطلة مسلسل أبو العروسة، الأبنة الثانية أو العروس الثانية فى حكايات هذا البيت.
ليلة الحنة الكل جاء يهنئ ويبارك، فرحة وسعادة، زينة ونور، أفكار للاستمتاع باليوم وزغاريد ورقص العائلة المحبة الودودة.
حالة من الجو العائلى المبهج يجعلك تندمج لدرجة أنك تترجم مشاعرهم بابتسامة على وجهك وكأنك معهم
فى هذه الليلة الجميلة، وفجأة ينسحب العريس ويعلن "عبد الحميد" الأب عدم استمرار الزيجة وكل شئ نصيب.
خبر غير متوقع بعد كل هذه الفرحة والاندماج فيها، تجد نفسك متألم للعروس وأبو العروس وأمها، بل يحاول
عقلك إنكار ما حدث وتتمنى أن يكون حلم و تعود الحقيقة الجميلة.
ولكن يصدمنا المؤلف الذى برع فى نقل حال الأسرة المصرية ربما ترجم حكايات معظم البيوت إلينا
وأمام أعين المشاهدين، لتجد نفسك كمشاهد تشعر على رأى سكينه فى مسرحية (ريا
وسكينة): "وكتاب الله دا مش تمثيل دا بجد وبحق وحقيقى".
حواراتنا وقصص تُحكى لنا وممن حولنا، مواقف حقيقية ليست منقولة من أفلام ومسلسلات أجنبية، لذلك تجد
نفسك فى نصف ساعه - مدة الحلقة- مندمج وكأنك تجلس مع عائلتك أو الأصدقاء.
كانت الصدمة التى نسمعها كل يوم وهى الخيانة، خيانة العريس فى شقة الزوجية قبل أن تبدأ فيها الحياة
الجديدة، فيديو يرسل لـ"هاجر" ليلة الحنة يجعلها تتأرجح وتفقد توازنها العقلى والنفسى، ويتدخل الأب ويعترف العريس بحجج أنه تم إغوائه ومره وعدت!
فكان قرار الأبنة المصدومة عدم الرغبة فى الاستمرار وساندها الأب بكل قوة ضارباً بعرض الحائط كلام
الناس وإحراج المعازيم وفساد الليلة الجميلة.
أما الأم كان لها رأى آخر، من صميم حبها وخوفها وحرصها على بنتها، هو أن الأب اخطأ، كان يجب أن
يتريث ويعطى العريس فرصة ويهدأ من روعة أبنته، فمعظم الرجال يرتكبون الأخطاء،
والمرأة عليها المسامحة حتى تسير الحياة.
رأيان كلُ منهما له وجهة نظرة، ثم لم يتركنا المؤلف هكذا بين الرأيين فكان أخو عبد الحميد وزوجته
الذى وجه لها سؤال :لو خنتك ماذا تفعلين؟!
فأجابت بالابتعاد وعدم الاستمرار بعد الانتقام منه، وعندما أنكر عليها مشاعر الألم من الخيانة أن المنطقى أن تسامح من أجل البيت والأولاد، ردت علية السؤال :وماذا لو عكسنا الموقف؟!
فضجر وتزمر ورفض مجرد التفكير فى السؤال، كرامته آبت أن يحدث ذلك، فكان جواب زوجته تلك المشاعر
الثقيلة المرعبة هى نفس ماتشعر به المرأة بعد خيانة الرجل لها.
المسلسل أيضاً طرح فكرة الغفران والسماح من الزوجة عندما تحدث الخيانة بعد الزواج، حتى لاتهدم بيتها
وحياتها وتخرب نفسية أولاده، وكأنها تعالج خطأ الفاسد وتتحمل المشاعر المؤلمة والإهانة النفسية وتفضيلة لغيرها حتى ترضى المجتمع والناس والمخطئ نفسة..فى حين الفتاة التى لم تتزوج يمكنها التراجع على الزواج على رأى المثل" وأحنا لسه على البر".
الخيانة الزوجية
موضوع شائك لا يحل فى مقال، الخيانة حالة إنسانية قميئة ومرفوضة ولكن من يتحمل تبعاتها، ومن يدفع فاتورة الوجع هل المرأة أم الرجل أم الأولاد أم الأهل؟، سؤال مطروح للمناقشة للوصول لحل مُرضى للمكلوم.