الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«أوموجا» القرية المحرمة على الرجال.. أسستها امرأة بعد تعرضها للضرب أمام زوجها

الخميس 17/فبراير/2022 - 09:05 م
هير نيوز

قبل 30 عاما من الآن في شمال كينيا وتحديدا في قبيلة سامبورو، كانت النساء تتعرض للظلم والاضطهاد على أيدي الرجال المؤيدين بالعادات والتقاليد الظالمة.

جنود بريطانيا والألعاب الحيوانية

وعلى مسافة ليست بالبعيدة من القبيلة، كان يتدرب الجنود البريطانيون  الذين فضلوا اللعب أوقات راحتهم باصطياد فتيات قبيلة سامبورو اللاتي يعملن على جمع الحطب واغتصابهن ثم يطلقون الضحكات العالية وكأنهم يمارسون أفضل لعبة لديهم.

ولمدة 50 عاما يتواجد الجنود البريطانيين في هذه المناطق ويمارسون ألعابهم الشهوانية الحيوانية، وفي المقابل كان رجال القبيلة يرفضن الفتاة التي تعرضت للاغتصاب ومن ثم يطردونها من منزلها، ولإعالة أطفالها لا تجد طريق إلا بيع "التشانغا" المشروب الذي يعد بيعه أمراً غير قانونياً فينتهي الأمر بهن في السجون ليبقى أطفالهن بلا معين حتى أن بعضهم ماتوا بعدما نهشتهم الضباع.



ريبيكا تتمرد على عادات القبيلة 

ظل هذا الظلم والاضطهاد إلى أن تعرضت سيدة تدعى ريبيكا لولوسولي للاغتصاب على يد الجنود البريطانيين، لتلقى مصير قريناتها من فتيات القبيلة، إلا أنها تمردت ورفضت الظلم الذي تتعرض له النساء، فتحدثت علنا عن تعرض النساء  للاغتصاب من الجنود البريطانيين لأكثر من 50 عاما وهو ما استهجنه رجال القرية لينهالوا عليها بالضرب المبرح والشتم على وزوجها ينظر دون تدخل. 

تأسيس قرية "أوموجا"

حينها استعادت ريبيكا ذكريات الطفولة وما تعرضت له من ظلم لم ينتهي بكبرها، وجدت نفسها رافضة لكل الممارسات التقليدية التي يتبعها أهالي قبيلة سامبورو المسيئة للنساء، فقررت أن تقود عام 1990 قافلة الهجرة النسائية لتدشن قريتها الجديدة بصحبة 16 سيدة أخرى ممن رفضتهن القبيلة.

أسست ريبيكا قريتها المسماة بـ" أوموجا" والتي تعني في اللغة السواحلية في كينيا "الوحدة"، لتكون ملاذا آمنا للنساء والفتيات اللاتي اتخذن قرار الهروب من حياة العنف التي يعشنها في القبيلة.



وعملت النساء داخل قرية أوماجا التي لا يسمح للرجال العيش فيها، وإن كان يمكنهم زيارتها بشرط التزامهم بالقواعد التي تفرضها "النسوة"، في صناعة المجوهرات وغيرها من الحرف اليدوية، كما افتتحن القرية كمنطقة جذب سياحي.

تطورت قرية أوماجا كثيرا في الفترة الأخيرة حيث دشنن مركزا صحيا ومدرسة لتعليم أطفالهن، وهجرت النسوة مهام تربية المواشي بسبب جفاف المنطقة واهتممن بتربية الدواجن لتوفير البروتين للسكان لتصبح القرية مكتفية ذاتيا.

معركة البقاء

لم يترك رجال القبيلة نساء قرية أوماجا وشأنهن، خاصة بعد أن بدأت الأموال تدخل القرية، حيث عمل رجال حسودين على إقامة قرية قريبة لقطع الطريق أمام السياح ومنعهم من دخول قرية "النساء"، كما حاولوا تشويه سمعة القرية بعدما دخل 30 رجلا وبدأوا في ضرب النسوة أمام أعين السياح.

هنا قررت النساء ادخار الأموال لشراء الأرض التي يقمن عليها لمنع الرجال من طردهم منها، وبالفعل نجحن في جمع 200 ألف شلن للحصول على ملكية القرية بعد عدة شهور.



وحتى الآن تعد ريبيكا الرئيسة الحاكمة لقرية النساء "أوموجا أوسو" بعد انتخابها وقت تأسيس القرية، لتُنشأ عاداتها الخاصة وتدافع عن النسوة و تحمي الأرامل والأيتام، وضحايا الاغتصاب، وتدع إلى منع ختان الإناث، والزواج القسري، وتقول أن أهدافها " تحسين سبل العيش للنساء بسبب تفشي الفقر وإعالة النساء اللواتي تخلت عنهن أسرهن، فضلا عن إنقاذ وإعادة تأهيل الفتيات اللاتي هربن أو طردن من منازلهن بسبب الحمل أو الزواج المبكر".

أصبحت ريبيكا تترأس الفرع المحلي لمنظمة اناكيه يا مانيديليو (MYWO)، وهي مجموعة غير ربحية تعمل على تحسين حياة النساء في كينيا، علاوة على حصولها على جائزة القيادة العالمية من "فيتال فويسز" عام 2010.

اقرأ أيضًا..

ads