الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

تفاصيل محزنة.. غادة: أنا ضحية أول سيجارة بانجو

الأحد 13/فبراير/2022 - 12:47 م
هير نيوز

أول سيجارة، أول صديقة، أول نصيحة، هذه الأشياء تلخص حياة غادة، أول سيجارة كانت محشوة بالبانجو، قدمتها لها أول صديقة تعرفها، ومع أول نصيحة قالتها لغادة بدأ السقوط إلى الهاوية، بداية الإنحراف سيجارة أشعلتها غادة دون أن تفكر فيما سيحدث بعدها، كل ما كان يسيطر على عقلها الحزن واليأس التي ملأت حياتها بعد وفاة والدها، مما حدث بعدها من مشاكل هددت كيان أسرتها.

مسرح الإنحراف هي شقة صديقتها التي أخذت تروي لها عن مغامراتها العاطفية وعلاقاتها المتعددة والمشبوهة، وكيف استطاعت أن تحقق من وراء هذه العلاقات مبالغ مالية لا بأس بها، كان حديث صديقتها الذي جعل غادة تحلم بأن يكون لها عالم خاص بها مثل صديقتها، لم تكن السيجارة الثانية فارغة بل كانت مليئة بنبات البانجو الذي جعلها تعيش الوهم ويكون بداية الانطلاق إلى عالم الانحراف، ومع التعود على طعم الغيبوبة التي سيطرت على عقلها بفضل الدخان الأزرق للبانجو، جعلها لا تتردد في الموافقة على طلب صديقتها بأن تعمل معها في توزيع البانجو.



ساعات قليلة سوف تجعلها تمتلك أوراقا مالية تستطيع أن تعيش من خلالها حياة مرفهة بدلا من حياة الفقر التي تعيشها، وكان نجاح العملية الأولى سببا في إغرائها لأن تسير في الممنوع،ومن عملية إلى أخرى وحياة غادة لا تتغير، المكاسب التي حققتها من تجارة المخدرات، جعلتها تشعر بأنها تود أن تعيش من أجل تكوين ثروة كبيرة مهما كان الثمن.

الأوراق المالية التي ملأت حقيبتها جعلتها لاتعرف العيب، بل غلب قلبها شعور القسوة، مما جعلها ترفض الاستجابة إلى نداء الضمير بأن التوبة ربما تكون نجاة لها من السقوط في حياة دخلت فيها بمحض إرادتها، كانت بداية المأساة عندما توفى والدها الذي كان يعمل موظف بسيط فلم يترك لهم أي مصدر للرزق، ولأن الجنيهات القليلة التي يوفرها شقيقاها من العمل في ورش التجارة لم تكف لسد احتياجات أسرتها المكونة من خمسة أشقاء بجانب والدتهم العجوز، لم تجد غادة سوى الموافقة علي أول عريس يتقدم لخطبتها، وبالفعل تزوجت الفتاة الصغيرة التي لم يتعد عمرها في ذلك الوقت '17سنة'، أول عريس تقدم لخطبتها، لتكون الزوجة رقم ثلاثة في قائمة التاجر الكبير، صدمة جديدة استقبلتها الفتاة الصغيرة عندما انتهى زواجها بعد شهور قليلة لم تتعد الستة أشهر، بعدما عذبها زوجها وضرتها التي كانت تعيش معها في نفس الشقة، لم تتحمل غادة الصدمة الثالثة التي تمثلت في القبض على شقيقها الأكبر بسبب تجارته في المخدرات، وبدأت تبحث عن الطريق الذي ينقذها من الحزن واليأس الذي ملأ حياتها، لم تجد سوى صديقتها، التي فتحت لها قلبها وبيتها، وبدأت تتردد عليها كثيرا وتتحدث معها في أدق تفاصيل حياتها، جذب انتباه غادة الحياة المرفهة التي تعيش فيها صديقتها على الرغم من أن والدها لم يمتلك مشروعا أو يعمل فى إحدى الوظائف الراقية، وتتضح الحقيقة أمام عينيها عندما وجدت صديقتها تصارحها بأن والدها يتاجر في المخدرات، ويعمل معه كل أفراد الأسرة التي تعاونه في توزيع المواد المخدرة، في البداية لم تصدق غادة لكنها سرعان ما تأكدت من الحقيقة مع أول سيجارة بانجو تناولتها مع صديقتها وتعرف الطريق إلى الإدمان.



مرت الأيام والصداقة تقوى بين غادة وصديقتها التي طلبت منها أن تعمل معها في توزيع البانجو، ومن أجل المال استمعت غادة إلي رغبات صديقتها ورغبات الشيطان، وبدأت في مساعدة صديقتها في توزيع المواد المخدرة، وبدأت معها الأوراق المالية تتزايد وتملأ حقيبة يدها، لم تستمع غادة إلى نصائح والدتها بالابتعاد عن هذه الفتاة سيئة السمعة، إلا أن كلام الأم ذهب أدراج الرياح، وانساقت غادة وراء رغباتها الشيطانية وبدأت خطواتها في طريق الضياع، لم تعرف طعم الحب في حياتها، كل ماكانت تفكر فيه تحصيل أكبر قدر من المبالغ المالية، حتى توفر لنفسها الحياة التي لم تمتع بها مع أسرتها، خاصة ما زاد من ألمها عندما تزوجت شقيقتها الصغرى من شاب كان سببا في عذابها بسبب قلة المال، بجانب المشكلات العديدة التي واجهتها بسبب الفقر الذي عاشت فيه،مرت الأيام وتعددت عمليات توزيع البانجو، ونسيت غادة أن هناك ما يسمى بالعدالة فلم تتوقع أن تقع في يد العدالة بهذه السرعة، ولم يمر علي حبس شقيقتها عام واحد، حتي تم القبض عليها وهي تستلم كمية من البضاعة في سبيل توزيعها، وداخل سيارة الترحيلات جلست المتهمة تفكر وتسترجع شريط حياتها الماضية وسنوات عمرها التي ضاعت بين الفقر وتجارة المخدرات ووالدتها العجوز التي تعيش بحسرتها على أولادها الذين أصبحوا خلف قضبان السجن.



واعترفت المتهمة قائلة: أنا ضحية الظروف، فبعد وفاة والدي أصبحت وأشقائي الأربعة بدون مصدر رزق، فتركت دراستي وذهبت أبحث عن فرصة عمل حتى أوفر منها القليل، إلا أنني فشلت وبعد أيام من العذاب والتشرد استطاع شقيقاي أن يجدا فرصة فى إحدى ورش النجارة، إلا أنهم انساقوا وراء أصدقاء السوء وتم القبض على الأكبر بتهمة الاتجار في المخدرات، كما تم القبض على شقيقتي الأصغر بنفس التهمة، وبسبب صديقتي الفاسدة وأسرتها وقعت في نفس الشبكة السيئة ووجدت نفسي تاجرة للمخدرات.

وفى النهاية تم إحالتها إلى محكمة جنايات القاهرة التي أصدرت حكما بسجنها 8 سنوات.

اقرأ أيضًا..

ads