عقارب
الساعة تجاوزت العاشرة صباحا، فجأة يقف أحد الأشخاص أمام رئيس المباحث
ويبدو
عليه الانهيار، ملامحه تخفي حادثًا جللًا قد وقع، اسمه محمد، صاحب
محل، أبلغ
الرجل بأن هناك حادث قتل وقع، فتاة قتلت شقيقها داخل المنزل في منتصف
الليل
وتم اكتشاف الجريمة صباحًا وأن الأب وزوجته انهارا في الحال.
على
الفور وبعد أن استمع رئيس المباحث إلى بلاغ الجار، توجه فريق البحث إلى مكان
الجريمة، شقة ضيقة، الدماء ما زالت تغطي المكان، الأب وزوجته يصرخان أمام جثة الابن
الصغير
الغارقة في دمائها، بجانب الجثة كان يوجد سكين وسلك تليفون ملفوف حول رقبة
الطفل،
على الفور بدأ ضباط المباحث في البحث عن الفتاة القاتلة، التي ارتكبت
جريمتها
في وقت متأخر وهربت من المنزل صباحًا.
الابنة القاتلة
بسؤال
الأب ومعرفة معلومات عن ابنته القاتلة ولماذا فعلت هذا؟ هل كنت تعاني من أي أمراض
نفسية؟!
أجاب
الأب بالنفي وأنها
ارتكبت هذه
الجريمة بدافع الغيرة من شقيقها الذي أنجبه من زوجة ثانية بعد طلاق أم ابنته
ويقول
الأب موضحا: بأن ابنته أتت إليه منذ ثلاثة أشهر بعد ان استلمها من قسم الشرطة
ويعطي لضباط
المباحث عنوان زوجته الأولى ومكان ابنته القاتلة، مأمورية سرية تتحرك ناحية
منزل المتهمة والتي تقيم فيه مع والدتها وزوجتها، الفتاة تبكي، منهارة تختبيء
داخل غرفتها ووالدتها تجلس بجوارها وهم في حالة انهيار.
القبض على القاتلة
ويتم
القبض علي الفتاة بسمة واصطحابها إلى قسم الشرطة، وداخل القسم، جلست الفتاة وهي في
حالة انهيار تام.. تحكي قائلة: 'أبي هو السبب، جعلني قاتلة بتفريقه بيني
وبين شقيقي من زوجته الثانية، دائما يفضله عني".
معاناة بسمة
وتستطرد بسمة قائلة: منذ أكثر من عشر سنوات وانفصل أبي عن والدتي، بعدها مباشرة تزوج أي وتزوجت أمي
وأصبحت مشتتة، لا أطيق العيش لا مع زوجة أبي ولا مع زوج أمي، الاثنان كانا
يكرهاني ويتمنيان اليوم الذي يتخلصان مني وانتهي بي المطاف إلى العيش مع جدي وجدتي لأكثر
من خمس سنوات، ولكنهما توفيا وأصبحت وحيدة ولم أجد أمامي وقتها سوي بيت زوج أمي،
عشت معهما لكن أمي كانت دائما تسب أبي وتكرهه لأنه فضل عليها امرأة أخرى،
ونقلت لي بدورها كل هذه الكراهية لدرجة أنني أصبحت لا أطيقه ولا أطيق حتي سماع اسمه،
تركتني أمي بلا اهتمام وكأني لا أعيش معهما داخل المنزل، تعرضت لمشاكل كثيرة
كادت أن تقضي عليّ كفتاة، لكن خوفي من الوقوع في الرذيلة كان يحميني دائما.
اقرأ أيضًا..
قتلت شقيقي الصغير
وتصمت
بسمة للحظات ثم تقول: في
يوم قررت أن أترك بيت أمي وأذهب لأبي، ذهبت إلى قسم الشرطة وطلبت أن يستلمني أبي من
قسم الشرطة وبالفعل استلمني بموجب محضر رسمي، بعدها أخذني إلى أحد المستشفيات
وكشف علي لأنه يشك في
سلوكي وتأكد أنني عذراء ومنذ هذه اللحظة وأنا أضمر له الشر، ليس له وحده وإنما
لزوجة أبي
وابنها الصغير أيضًا، وبدأت أتقرب من شقيقي عبدالرحمن وطلبت من أبي أن
أعيش
معه بغرفته، وقتها لم يكن في بالي حكاية القتل هذه، لكن كره أمي لأبي جعلني
لا أفكر
سوى في الانتقام من هذا الرجل وبأي طريقة، فجأة وجدتني أفكر في قتل
شقيقي الصغير
الذي تمناه أبي من الدنيا، ظللت أفكر حتى هداني تفكيري إلى ارتكاب
الجريمة
وبكل بساطة، لم أفكر وقتها في أي شيء، حتى في السجن ولكن فكرت في
الانتقام
فقط.
خنقته وطعنته
وتستكمل
الفتاة حديثها أمام ضابط المباحث وهي تبكي وتقول: استيقظت في الصباح الباكر
فوجدت
عبدالرحمن، نائما فقطعت سلك التليفون وقمت بلفه حول عنق أخي ثم خنقته وذهبت
إلى
المطبخ ووجدت سكينًا حادًّا أمامي، أخذته وقمت بطعنه في صدره عدة طعنات حتى تأكدت
من
وفاته بعدها هربت من المنزل إلى أمي لأخبرها بما حدث.
بعد أن
أدلت بسمة باعترافاتها تم إحالة الفتاة القاتلة إلى النيابة
التي أمرت
بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق، ثم إحالتها إلى المحاكمة،
التي أصدرت حكمها بالسجن المؤبد.