صرخة زوجة لمحكمة الأسرة: مازلت عذراء بعد 7 سنوات زواج
الثلاثاء 08/فبراير/2022 - 11:46 م
محمد علي
ليلة الدخلة كان الامتحان صعبًا وعسيرًا على حامد وسقط في نتيجته، وتحملت رانيا في صمت سبع سنوات دون أن تبوح بسرها لأحد فالبيوت أسرار هكذا تعلمت الزوجة الجميلة وتحلت بالصبر، لكن للصبر حدود ولكل شيء نهاية، وطلبت رانيا الطلاق، لأنها لا تزال عذراء وشابة وجميلة، وأصبحت تخشى على نفسها الفتنة، لكن حامد في غرور وصلف ودون أن يعترف بعجزه الذي قرره الأطباء رفض أن يطلق سراح زوجته، بل والأدهي أنه ذهب وتزوج بأخرى ظنا منه أن دعوى الزوجة أمام المحكمة ستكون مثل العيار 'الفشنك'، لكن محكمة الأسرة حسمت النزاع في النهاية لصالح الزوجة الفاتنة.
داخل محكمة الأسرة ووسط هذا الزحام المألوف حيث الأجساد المتلاصقة والعقول المبعثرة والعيون السارحة الزائغة والثرثرة مجهولة المعاني وتصرفات لا إرادية، داخل هذا المكان تختلط كل الأشياء بلا معنى، الأوراق الرسمية بالقصص والحكايات الواقعية، الابتسامات بالدموع وصوت الحاجب بأصوات الخصوم والمحامين، لا أحد يلتفت للآخر، الكل في انتظار أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، الجميع يترقبون مصائرهم المعلقة بين أيدي القضاة، وعندما تصدر الأحكام ينقسمون إلي قسمين قسم راضِِ بالعدالة مبتهج بانتصارها وقسم هزمته العدالة، داخل المحكمة تتساوى الرؤوس لا فرق بين رجل وامرأة أو غني وفقير ولا أبيض وأسود إلا بما له من حقوق وما عليه من واجبات قانونية، والقانون دائما هو الفيصل وهو السيد، معاني كثيرة ترتسم فوق الوجوه وكلمات كثيرة تتمتم بها الشفاه ونظرات تحمل آلاف المعاني تملأ العيون لكن لا أحد يلتفت لكل ذلك فلكل منهم شأن يغنيه، سيدة واحدة كانت محط أنظار الجميع ومثار تساؤلاتهم وهمساتهم ربما لأنها جميلة وأنيقة تختلف عن باقي النساء اللائي جئن إلى محكمة مصر الجديدة وربما لأنه يبدو عليها القلق والتوتر أكثر من أي شخص آخر سواء كان رجلا أو امرأة فهي لم تجلس على أي مقعد يخلو بدخول صاحبه إلي قاعة الجلسات كما يتسارع البعض للفوز بهذا المقعد ولم تقترب من الحاجب لتسأله عن موعد جلساتها ومتابعة أرقام القضايا كما يفعل الجميع كل لحظة فالأمر بالنسبة لها كلما طال الوقت كان أفضل وكأنها مساقة إلي غرفة الاعدام لا إلى قاعة جلسات جاءت لتحصل على حقوقها داخلها.
لحظات كثيرة مرت عليها كالدهر وفجأة انتبهت لصوت حاجب المحكمة وهو يعلو بصوته مناديا على رقم قضيتها في ترتيب الجلسات باسم رانيا. ع، انزعجت رانيا عندما سمعت اسمها ورقم قضيتها وكأنها لم تكن تريد أن تستمع لكنها انساقت خلف محاميها الذي سبقها لداخل القاعة الصغيرة التي لم يكن بها سوى القاضي وعضو النيابة وأمين السر وأخصائي اجتماعي وآخر نفسي.
دخلت رانيا إلى القاعة يسبقها صوت ضربات قلبها التي خفقت من شدة الخوف والقلق نظرت ذات اليمين وذات الشمال لم تجد زوجها الذي جاءت لتختصمه أمام المحكمة بل وجدت محاميه هو الذي يحضر الجلسة وكأن الأمر لا يعني الزوج من قريب أو بعيد.
بدأ القاضي مستعدا لسماع قصة جديدة من قصص الحياة طرفاها رجل وامرأة أرادا أن يكتب كلاهما كلمة النهاية بطريقته وجاء الاثنان للمحكمة من أجل أن يخرج بأقل الخسائر لكن قضية اليوم غريبة ومثيرة وتبدو من الأوراق الأولي معضلة قانونية ولذلك آثر القاضي أن يستمع لتفاصيل تلك الحكاية من صاحبتها تلك المرأة الجميلة الهادئة الملامح والأنيقة التي تنتفض خوفا وهي تقف أمامه، لم تكن رانيا مستعدة للحديث أو للكلام حسبما قال لها المحامي لذلك خرجت الجمل من فمها غير مرتبة والأحداث أيضا لا يحكمها ترتيب زمني.
بدأت كلامها قائلة إنها جاءت بصحبة والدها للإقامة في مصر بعد سنوات طويلة عاشتها في الغربة في إحدى الدول العربية حيث ولدت وعاشت وحيث كان يعمل والدها وحيث توفيت والدتها ودفنت في بلاد الغرب، جاءت مع والدها ليستقرا في شقة فاخرة اشتراها الأب في حي مصر الجديدة وافتتح سوبر ماركت على مستوى عالمي كانت رانيا تديره بحكم دراستها في كلية التجارة وتقضي فيه طوال اليوم، وفي هذا المحل كانت البداية الحقيقية لقصتها عندما تعرفت علي المهندس حامد شاب في الثلاثينات من عمره كان وقتها يكبرها بأثني عشر عاما تبدو على ملامحه الوقار والهيبة يتردد دائما على المحل لشراء مستلزماته من السوبر ماركت وكما يقولون يأتي الحب قدرا نظرة فابتسامة ثم موعد فلقاء في منزلها ليطلب يدها من والدها.. كانت رانيا تعيش في هذه الفترة مرحلة عدم اتزان بين التأقلم على الحياة في القاهرة بلد غربة دامت أكثر من 25 عاما، وتحاول في نفس الوقت أن تضمد أحزانها بسبب وفاة والدتها التي بسببها تركوا بلاد الخليج وعادوا من جديد إلي حضن الوطن لم تكن تبحث عن حب ينسيها كل هذا بل جاء الحب في طريقها ليقوم بنفس المهمة ولأنها فتاة مرهفة الحس والمشاعر سرعان ما فتحت قلبها على مصراعيه مرحبة بهذا الحب سعيدة به وكأنها كانت تريد أن تشرب منه حتى الثمالة أحبك بالفعل وكان حبها هو نقطة ضعفها الوحيد وكان حامد في نظرها يستحق هذا الحب وأكثر كان شابا مهذبا طيب الحديث هاديء الطباع يعمل في إحدى شركات البترول ثري ثراء معقول من ثمار جهده وثمار ميراثه من والده أحبها هو الآخر واطمأن لأنها ستكون هي زوجته لذلك لم يتأخر عن التقدم بشكل رسمي لطلب يدها للزواج، وتم الزواج واحتفل العروسان معا بأجمل ليالي العمر في أحد الفنادق الكبرى وظل الاحتفال حتى ساعة متأخر من الليل وانتقلا بعد ذلك إلى عش الزوجية الهادئ في نفس الحي الذي تسكن فيه رانيا وتبادل الاثنان في ليلة الدخلة نخب العرس وتبادل الاثنان القبلات الساخنة على ضوء الشموع التي أضفت على المكان جوا رومانسيا هادئا وانتهى الأمر إلى حد القبلات ثم نام العروسان حيث لا وقت للمبررات فحتما الإرهاق والجهد الذي بذله الاثنان في الحفل.
وفي اليوم التالي جاء الأهل والأصدقاء مهنئين العروسين بالصباحية المباركة وكالعادة اقتربت إحدى صديقات رانيا وهمست لها في اذنها بكلمات لم يفهمها غير رانيا التي احمرت وجنتاها وابتسمت ابتسامة عريضة توحي بأن كل شيء على ما يرام وأن الليلة قد مضت بسلام كما يرغب العروسان وكما يتمنى أي عاشقين، وما حدث في الليلة الأولى تكرر في شهر العسل بطوله وفي كل يوم كان حامد يقدم مبررات واهية تبرر عجزه عن الكشف عن رجولته واكمال وقت المتعة الزوجية لكن الأمر لم يكن يعني رانيا لأنها تحبه ولا يهمها إن كان رجلا بهذا المعنى أولا فكانت دائما تقبل مبرراته علي أنها حقيقة حتى جاء اليوم الذي انهار حامد على صدرها وأخذ يبكي وينهنه كالأطفال وهو يروي لها حقيقة عجزه الجنسي بأنه حادث قديم وقع له أفقده رجولته وأفقده الأمل في استعادتها وهو السبب الذي من أجله بقي طوال هذه الفترة عازفا عن الزواج حتى لا يظلم أي إنسانة يتزوجها لأنه يعلم أن لها حقوق فسوف يأتي يوم وتطالبه فيه بحقوقها مهما كانت تحبه..لكن هذه الكلمات لم تثني رانيا عن رأيها ولم تجعلها تقبل نصيحته بأن يطلقها لتعيش حياتها فقد كان حبه يملأ عليها الدنيا ويعوضها عن كل شيء.
وعاشت رانيا مع حامد علي هذا الوضع الكل يعلم أن حياتهما تسير بشكل طبيعي لكن الأمر بينهما لم يتغير ولم يتعد تلك القبلات الحانية التي كان يطبعها على خدها وشفتيها فلم تجد علاقتهما علاقة أخوية، ومرت سبع سنوات على هذا الحال لا تكل رانيا ولا تمل ولا تشكو أو تفصح بأسرار بيتها لأحد حتى تسرب الملل للزوج حامد وأخذ ينتهك كرامتها بضربها وسبها لأتفة الأسباب وكانت رانيا تلتمس له العذر في البداية لكن سرعان ما بدأت الخلافات بينهما تأخذ بعدا آخر وهي نهاية طبيعية لسبع سنوات من الحرمان عاشتها رانيا والأدهى من ذلك كله أن الزوج هددها أنه سيتزوج من امرأة أخرى حتى يكشف للجمع أنه رجل وسيد الرجال والأغرب أنه اختار للزواج فتاة من نفس عائلة رانيا كانت تتردد عليهم أخبرها أنه سيتزوجها بفلوسه وهددت رانيا في لحظات الغضب بأن تفضح كل شيء لأسرته وأهله وتحطمت معالم الطاووس التي كان يتحلى بها ويسير بين الجميع مختالا بنفسه وأغلقت كل الطرق للوصول إلى حل للمشكلة التي تعاظمت حتى طردها حامد من المنزل ليلا وهددها أنها ستعود في الصباح لتجد سيدة أخرى في مكانها ولم تتحمل رانيا كل هذه الإهانات وقررت أن تنتقم على طريقتها وجاءت للمحكمة لتطلب الطلاق وكافة حقوقها الشرعية وبصحبتها تقارير طبية تفيد أنها مازالت عذراء رغم أنها زوجة منذ 7 سنوات.
وأمام كل هذا الكلام لم يجد القاضي سوى الحكم بتطليق رانيا وفي دعوى أخرى حصلت على أحكام بنفقة متعة وتمكين من مسكن الزوجية وهذه هي النهاية لقصة حب أقل ما فيها أنها قصة حب عذرية بين زوجين.
اقرأ أيضًا..