السبت 06 يوليه 2024 الموافق 30 ذو الحجة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

باعت نفسها لزوج لا يعرف الحب.. مأساة زوجة أب مثالية

الإثنين 31/يناير/2022 - 05:32 م
هير نيوز

صفاء رقيقة كنسمة الصباح، هادئة كموج البحر في ليالي الصيف، تتحدث وكأنها تهمس، تروي مأساتها التي تغلف كلماتها وحرصت ألا تلقي اتهاماتها أو تجرح أحدا بكلامها، تجاوزت الأربعين بسنوات قليلة، قضت أجمل سنوات شبابها مع زوج اعتقدت قبل الزواج أنه فتى أحلامها، ولكن بعد الزواج اكتشفت أنها باعت نفسها لزوج لا يعرف الحب والحنان.



عندما بدأت تروي مأساتها استندت برأسها على يدها وكأنها تخشى السقوط وحبست دموعها التي تجمعت في عينيها وكأنها تتسابق علي النزول تعبيرا عن الحزن والأسى، صاحبة المأساة من السويس عاشت زوجة أب لخمسة أبناء ماتت أمهم، التقت بهم في النادي الذي اعتادت التردد عليه في أوقات فراغها وتصادقت معهم وأحبتهم من خلالهم تعرفت على والدهم وهو رجل ثري يملك 'مغسلة' ويعيش في بحبوحة من العيش ويوفر لأولاده كل أنواع الرفاهية ولكنهم يحتاجون لأم تقدم لهم الحب والحنان والرعاية، كان وقتها أكبرهم في أولي خطواته الجامعية وأصغرهم في الثالثة من عمرها.

وافقت صفاء على الزواج منه من أجل الأولاد الخمسة التي أحبتهم وأحبوها أيضا، وقرر زواجها وانتقالها للحياة في بيتهم الكبير شعرت من اللحظة الأولي أنه يعامل أولاده بقسوة ولاحظت أيضا أنه لا يعرف الحب في تعامله مع الجميع حتى هي.. لم تتضايق فكل همها كان الأولاد التي تفانت في رعايتهم وتربيتهم ومساعدتهم في استذكار دروسهم لم تشعرهم أبدا أنها زوجة أب ولم يشعروا هم إلا إنها أم حقيقية لهم تحبهم وتتفانى في رعايتهم، وبعد سنوات أنجبت ابنه وابن وصارت أما لسبعة من الأولاد، ولكن معاملة زوجها ساءت أكثر وأصبح الود مفقودا بينه وبين أولاده وبينه وبينها أيضا، كان إذا غضب على ابن له يقاطعه ولا يكلمه، حتى عندما كبروا الأولاد وتزوجوا عاقبهم بعدم حضوره حفلات الزفاف إلى هذا الحد كان قاسيا، ومرت 14 سنة عاشتها في عذاب وفقدان للحب والحنان ولكن كان يسعدها حب أولاد زوجها لها ودفاعهم عنها أمام قسوة والدهم، زادت الخلافات وحدث الطلاق مرتين، كان يطردها فى ليالي الشتاء الباردة ومعها ابنها الطفل مريضا وحرارته مرتفعة، لكنه لم يكن يعرف الرحمة أحدا وكانت تتحمل من أجل الأولاد وخاصة أصغرهم التي أنجبتها، وتذكرت أنها تركت عملها من أجل تربية أولاد زوجها الخمسة وضحت بكل هواياتها في كتابة الشعر من أجلهم، وبعد 14 سنة طلقها زوجها للمرة الثالثة، واستحالت الحياة بينهما بعد ذلك فقرر طردها، ولكن أين تذهب بولديها، ومن أين تنفق عليهما وهما في مدرسة لغات فطلبت منه أن يؤجر لها شقة، وانتقلت مع ولدها من الشقة الفاخرة الي شقة صغيرة خالية من الأثاث ولكنها تحملت كل شيء، المهم أن تعيش مع ولديها، ولكنه حتى لم يترك لها هذا الأمل، فقد فوجئت ذات يوم انه يطلب ضم أولاده اليه بعد أن بلغا السن القانونية، لم تصدق نفسها، فكيف تحرم من ولديها وهي التي ربت خمسة أولاد له وهو لم يشعرها يوما بالحب أو الأبوة، وبعد أن حرمهم من الحياة المرفهة التي كانوا يعيشوها الي حياة أخري مختلفة تماما في شقة صغيرة وبدون أثاث ويدفع لهم شهريا وهو الثري 300 جنيه فقط. 



توجهت "صفاء" إلى قاعة المحكمة بالسويس ووقفت بعيدا حتى لا يراها أحد وخاصة أولاد زوجها وبينهم محامية قد تكون موجودة في المحكمة بحكم عملها، وعرفت أن الحكم تأجل لمدة اسبوعين، أنها تعيش في خوف وهلع تخشى أن تفقد ولديها وهي لا تستطيع الحياة بدونهما، أنها لازالت شابة تستطيع العناية بولديها أكثر من زوجها الذي تجاوز الستين وبعد أن كانت أما لسبعة أولاد، وبعد أن ربت خمسة منهم كانت لهم نعم الأم ولم تشعرهم أنها زوجة أب، هل بعد كل ذلك تحرم من ولديها، أنها في انتظار حكم المحكمة وهي تهتم أولادها في خوف وتدعو الله ألا يحرمهم أحد منهما .

اقرأ أيضًا..

ads