منهل عبد الأمير المرشدي يكتب: إصبع على الجرح.. خرزة سبهان
الأحد 30/يناير/2022 - 02:31 م
مما لا شك فيه ان العلاقة الزوجية تشهد تعقيدا في الكثير من العوائل لدينا جراء تداعيات الحياة بمفرداتها التي لم تترك للأعصاب فسحة للراحة او الاسترخاء. مشاكل كثيرة وبأسباب عديدة ومسببات تعود لما أفرزته وسائل التواصل الاجتماعي من محدثات ومستحدثات اخترقت الجدار الأسري، وتهشمت فيها الكثير من أركان المنظومة القيمية وتؤدي الى مشاكل ينتهي الكثير منها بالإنفصال ناهيك عن العنف الأسري من كلا الطرفين فكما هناك عنف للرجال ضد نسائهم هناك ايضا عنف لبعض النساء ضد ازواجهم . بعيدا عن الخوض في انواع المشكال الأسرية والدواعي التي تؤدي الى تفاقمها واختصارا للموضوع وايجازا للفكرة نأتي الى حكاية البنت صبيحة وخرزة سبهان . كانت صبيحة تشتكي لأمها بإستمرار من العنف الذي تتلقاه من زوجها حيث كان يضربها بقسوة ومن دون رحمة . كان يضربها قبل الأكل وبعد الأكل . لقد وصل الحال بصبيحة الى حد الجزع فألحتّ على امها ان تنقذها وتبحث لها عن وسيلة لإنقاذها عند جيرانهم الحاج سبهان الذي يتعامل في السحر وعمل التعويذات لحل المشاكل الزوجية . اخذتها امها الى الحاج سبهان واشتكت له من قسوة زوج ابنتها والضرب العنيف لها بمجرد انها تفتح فمها بكلمة واحدة . نظر اليها الحاج سبهان بعين العطف وقال لها . انت مثل ابنتي وابوك رحمة الله عليه كان صديقي لذلك سأعطيك اغلى (خرزة) عندي وصلتني من الهند . ( الخرزة يعني حصا صغيرة ). واكمل قائلا هذه الخرزة لا تقدر بثمن وسعرها بالملايين وسوف لن آخذ منك ثمنها الا بعد ان تتأكدي من فعلها وعودة زوجك لك طبيعيا في التعامل وعليك ان تضعي هذه الخرزة تحت اللسان لمدة ثلاثة أيام ما دام زوجك في البيت وأحذري ان تقع من فمك او تخرج من تحت لسانك لأن السحر سينقلب عليك . ذهبت صبيحة الى بيتها وحين عاد زوجها الى البيت من العمل وطرق الباب . اسرعت صبيحة فوضعت الخرزة تحت لسانها وفتحت له الباب فما ان شاهدها حتى صاح بها . يا وجه الشؤم لعنة الله عليك . نظرت له صبيحة بحرقة قلب وتريد ان ترد عليه بقوة كما تفعل كل يوم لكنها ان تحدثت وقعت الخرزة وبطل السحر . جلس الرجل وجائت له بالطشت والماء ليغسل رجليه فصاح بها الماء بارد يا غبية سود الله وجهك . ارادت ان ترد عليه كما كانت تفعل كل يوم لكنها لا تستطيع خوفا على ان تقع الخرزة . صاح بها هات الغذاء الزقوم لنأكل بسرعة . جائت له بالطعام وهي ساكتة والدمع يسيل من عينيها على خدودها ليس حزنا فحسب انما غضبا لإنها لا تستطيع الرد فتقع الخرزة . كانت صامتة طوال ذلك اليوم والرجل يشتم ويلعن حتى لفت صمتها انتباهه فقال في نفسه يبدوا انني أظلمها فهي بمنتهى الأدب لا ترد عليه . حان وقت النوم وكانت ليلة سعيدة بين صبيحة وزوجها وهي صامتة ولسانها يطبق على خرزة السعادة . ما ان خرج الرجل الى عمله صباحا حتى سارعت صبيحة الى بيت اهلها تنقل لأمها بشرى نجاح خرزة حجي سبهان فتوجهتا اليه وهن يحملن مصوغات ذهبية هدية له فقال لصبيحة هات الخرزة فأعطته اياها فمسك بها وقذفها الى الشارع فتعجبت صبيحة وامها من ذلك واستغربن ما فعله فقال لهن . انها حصا عادية اخذتها من الشارع وليس خرزة او من جبل في الهند وهي لم تفعل سوى ضبط لسانك لا اكثر .