الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

صرخة زوجة: آسفة لن أعود بمحلل

الأربعاء 26/يناير/2022 - 01:41 م
هير نيوز

كانت تجلس إلى جوار زوجها وهو يقود سيارته متجهين إلى مطار القاهرة الدولي، كان الزوج شاردا، وجاء صوتها رقيقا ليقطع الصمت الذي ساد بينهما، بكل حنان قالت له سمية: لا تنسى يا حبيبي بمجرد وصولك إلى النمسا أن تطلقني كما اتفقنا سويا، وأعدك بأنني سأكون في انتظارك عند عودتك إلى أرض الوطن، ببساطة شديدة قال لها، حاضر، سوف يتم الطلاق حسب رغبتك، وصلت سيارة الزوجين إلى المطار قبل موعد اقلاع الطائرة المتجهة إلى النمسا بوقت كاف، وجاء صوت المضيفة عبر الميكرفون الداخلي بالمطار ليعلن عن موعد إقلاع الطائرة، ودعت الزوجة سمية زوجها بأحلى وأجمل الكلمات وقبلته قبلة الوداع وهي مستمرة في البكاء بصوت لفت أنظار المسافرين والمودعين، وبعد أن غاب عن عينها خرجت واستقلت سيارتها عائدة إلى شقته، وصعد الزوج إلى الطائرة، وجلس في مقعده وقام بتنفيذ تعليمات المضيفة بربط حزام الأمان، ودارت عجلات الطائرة وأخذت تسرع علي مهبطها وارتفعت وحلقت في سماء قاهرة المعز ونظر من زجاج الطائرة كأنه يبحث عن زوجته وسط آلاف وآلاف البشر.





بداية العلاقة


وعاد الزوج إسماعيل، (50 عاما) بشريط الذكريات إلى الوراء بضع سنوات، وبالتحديد عندما رآها لأول مرة، امرأة غاية في الجمال، تمشي واثقة من نفسها، دخلت عليه مكتبه حيث يعمل مهندسا زراعيا بإحدي المصالح الحكومية، كان منهمكا بالرد على التليفون، أنهى المكالمة بسرعة، واتجه إليها بابتسامة رقيقة:
'أهلا وسهلا، تفضلي بالجلوس، تشربي إيه حضرتك'، وجاء الساعي، وطلبت كوبا من عصير الليمو، وبدأت تعرفه بنفسها: 'أنا سمية، موظفة في الهيئة التي بجوار هذه المصلحة، ولي خدمة عندكم أود أن تساعدني في إنهاء أوراقها، كان المهندس إسماعيل يستمع إليها بشغف، فصوتها انبعث كالموسيقى الناعمة في عذوبة ورقة متناهية، سكتت سمية عن الكلام، ثم قالت، لم أسمع من حضرتك أي إجابة، بسرعة، أفاق قائلا لها، أبدا، إنني أتابع حديثك، كل شيء سيصبح تماما، وخرجت من مكتبه على أمل العودة بحيث تكون أوراقها منتهية، لم يتمالك المهندس إسماعيل الوقور نفسه عندما ودعها على باب المكتب، أحس بشيء ما في داخله قد تغير، كأن الأرض غاصت من تحت قدميه، زادت دقات قلبه، شعر بأن سهما من سهام نظراتها إخترق قلبه، وسأل نفسه، ماذا صنعت فيه هذه الفتاة، ترى هل هذا هو الحب من أول نظرة كما يقولون ربما كان موقفا عابرا وسوف ينتهى، وخرج المهندس إسماعيل من مكتبه، لا يدري إلى أين هو ذاهب؟ هل يعود إلى بيته حيث تنتظره زوجته وأولاده على الغداء؟ أم ماذا هو صانع الآن؟ فجأة، وجد نفسه يسير على كورنيش النيل، وصورة سمية، لا تفارق خياله، ظل أكثر من ثلاث ساعات يتمشى دون أن يشعر بالتعب، وعندما عاد إلى بيته، سألته زوجته عن سبب تأخيره، لم يجب عليها، ظنت أنه متضايق من شيء في العمل فلم تثقل عليه بالأسئلة، فهي زوجة عاقلة، فضلت أن تتفرغ لزوجها وأولادها وتركت وظيفتها، مضحية بكل شيء من أجلهم حفاظا على كيان الأسرة، مر أسبوع على زيارة سمية للمهندس إسماعيل في مكتبه، إن موعدها اليوم، لماذا لم تأت حتى الآن؟ أشعل السيجارة العاشرة، وقبل أن تنتهي دخلت عليه سمية بابتسامة جميلة قائلة: 'آسفة ياباشمهندس على التأخير'، وكأن مجيئها أعاد إليه الحياة، تهلل وجهه ابتسامة خفيفة واستفسرت عن أوراقها، أجابها بأنه أنهى كل شيء، شكرته واستأذنت في النهوض وبتلقائية قال لها.. كيف أراك بعد ذلك؟





الزوجة الثانية


ولأنها لم تتوقع السؤال فلم تجب، ومر على هذا اللقاء ثلاثة أيام، لم يشعر إسماعيل بطعم النوم، سيطرت سمية على تفكيره، أيقن تماما أنه يحبها، وأصبح لا يطيق فراقها، في اليوم الرابع توجه إسماعيل إلى النادي الذي يطل علي النيل، وجدها تجلس بمفردها، تتناول فنجانا من القهوة، اقترب منها، مساء الخير يا سمية، آسف اقتحامي عليك المكان، أبدًا، أنا محتاجة أتكلم مع حد، وبعد كلمات المجاملة، فاجأ إسماعيل سمية قائلا: منذ لقائي الأول بك لم يفارقني خيالك ولا صورتك بصراحة، إنني أحبك، ولي رغبة في الارتباط بك، لا أريد أن أسمع منك إجابة الآن فكري على مهلك، لكن أقولها لك صراحة، لا أستطيع الحياة بدونك، فلك أن تحكمي علي، إما بالسعادة، وإما بالشقاء، وبصراحة شديدة، أنا متزوج من سيدة فاضلة منذ 20 عاما، تزوجتها بناء على رغبة الأسرة، كنت ما زالت طالبا بكلية الزراعة، أنجبت منها ثلاثة أبناء، أنا من أسرة ميسورة الحال وأمتلك مزرعة وبيتا، هذه كل ظروفي'، وبعد أسبوع جاء إليها في نفس المكان، وجدها وجلس إلى جوارها منتظرا إجابتها، قطعت الصمت الذي ساد بينهما قائلة: أنا موافقة يا إسماعيل، بس لي شروط، كل شروطك مجابة، تكتب شيكا بمبلغ 900 ألف جنيه كمهر وشبكة، يكون معي للزمن، والإقامة في شقتي، موافق ياحبيبتي، وتم الزواج بينهما ومرت 5 سنوات على الزواج، كل يوم يمر يزداد حب إسماعيل لزوجته سمية، حتى إنه أهمل زوجته الأولى وأولاده.


اقرأ أيضًا..





الخلافات الزوجية


 طرأت على إسماعيل فكرة السفر للنمسا للعمل بها، لكنه لا يدري متى يعود؟..كانت مفاجأة لسمية، قرار زوجها إسماعيل، أقنعها به، واتفق الزوجان على أن يقوم الزوج بمجرد وصوله إلى النمسا أن يرسل لها ورقة طلاقها عبر السفارة المصرية هناك، لم يدر إسماعيل بالوقت، أفاق على صوت المضيفة بأن الطائرة وصلت بسلامة الله إلى مطار النمسا، وبعد مرور شهر على إقامة إسماعيل في النمسا، أرسل ورقة الطلاق لزوجته حسب الاتفاق، لكن ظلت الاتصالات والخطابات بينهما ملتهبة بكلمات الحب والعشق والهيام، كان إسماعيل يعتقد أنه سوف يبقى بالنمسا لمدة 5 سنوات على الأقل، لكنه بعد مرور عام من الغربة، لم ينجح في العمل وعاد إلى وطنه مصر، ووظيفته، وإلى حبه الجارف سمية، استقبلته بكل الود والحنان، وطلب منها الرجوع إليها، وافقت على الفور دون تردد، وعادت السعادة ترفرف على الزوجين، سرعان ما تلاشت وتحول العش الهادئ إلى صراع وضوضاء وخناقات ترى ما سر هذا النقيض؟ سمية كانت قد دخلت مجال العمل الاجتماعي أثناء سفر إسماعيل للنمسا.
 وبداية الخلافات عندما طلبت منه السفر لحضور أحد المؤتمرات النسائية بإحدي المحافظات والمبيت لمدة ثلاثة أيام، لم يوافق إسماعيل، واشتدت حدة الخلافات، ووصلت الأمور بينهما إلي الطلاق، حزم إسماعيل حقائبه وترك شقة سمية، لم يدم الفراق أكثر من شهر، وتدخل الأصدقاء لعودة الزوجين إلى عش الزوجية، لقد عاني إسماعيل خلال هذا الشهر معاناة لا حد لها، شعر أنه يموت ببطيء، وافقت سمية على العودة مرة ثانية.





الحل في المحلل


مرت عدة شهور على الهدوء بينهما، وفجأة طلبت منه أن ينجبا طفلا عن طريق الأنابيب، رفض بشدة، وعادت الخلافات بينهما علي أشدها، طلبت  سمية منه الطلاق هذه المرة وصممت عليه وإلا اشتكته بالشيك الذي بحوزتها وهو مبلغ 900 ألف جنيه، لم تجد معها توسلاته، واضطر أخيرا إلى تلبية رغبتها وتم الطلاق للمرة الثالثة، وافترق الزوجان بعد قصة حب عنيفة كانت وما تزال مثار حديث المعارف والأصدقاء، لكن إسماعيل ظل يتصل بسمية ويطلب منها العودة، وطلب معاونة بعض أصدقائه، لكن كيف يحدث ذلك وقد طلق زوجته ثلاث مرات؟ أجاب إسماعيل: 'الحل هو المحلل'، وردت سمية عليه: 'آسفة ياعزيزي، لن أعود إليك بهذه الطريقة'، وهنا أقامت سمية دعوى نفقة أمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة.



ads