الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

سامية: زوجي مات وابنه يرفض الاعتراف بحقي في الميراث

الخميس 20/يناير/2022 - 11:49 ص
هير نيوز

ذهبت الأرملة إلى مكتبه بقدميها، لم يكن في ذهنها أكثر من أن توكله في قضية المعاش الذي ينافسها فيه أبناء المرحوم زوجها، لكن سامية اكتشفت بعد اللقاء الأول بالأستاذ "ث" أن علاقتها به لن تقف عند حد الزبونة والمحامي، بل أدرك المحامي نفس الشعور وراح يعلن على الفور حالة الطوارئ ويأمر كل قوات المقاومة بالانتشار السريع لمواجهة الخطر الجديد، أيام قليلة تمر، يتكرر اللقاء، تزداد الأرملة جمالا ويزداد المحامي اقترابا بعد أن اخترقت سامية قوات المقاومة، ورغم ضآلة القضية يتناسى "ث" اسمه الكبير ويحرص على حضور جلسات الدعوى حتى كسب للأرملة قضية المعاش، إلا أن سامية قطعت علاقتها عمدا مع سبق الإصرار بمكتب الأستاذ لغرض ما في نفسها، انتظر "ث" أياما وأسابيع حتى نفد صبره وشاطت أعصابه واحترقت أعماقه، صوت سامية ما زال سيمفونية رائعة تعزف في أذنيه، طيفها لا يبارح كل مكان يذهب إليه، شعرها الأصفر الحريري يخايل عينيه حيثما يكون، جسدها المبهر أصابه بمس من الجنون لا شفاء منه، أمسك سماعة التليفون وأدار رقم سامية، جاءها صوته كغريق يستغيث من تحت الماء ضحكت سامية بينها وبين نفسها فقد أدركت النجاح الذي حققته خطتها، افتعل الأستاذ مناسبة للحوار وأوهمته سامية أنها صدقته، وبعد أيام افتعل مناسبة للقاء،  لكن سامية حرصت هذه المرة أن تؤكد للأستاذ أنها لم تعد زبونة، وأنها لن ترفض دعوته للقاء على العشاء فوق الباخرة النيلية التي لم تكن تعرف اسمها إلا من إعلانات الصحف.


 

عجوز ثري


ذهب الأستاذ إلى الموعد في قمة أناقته، وحضرت سامية كعروس لا ينقصها غير حفل الزفاف، ودون مقدمات بدأ الحوار ساخنا حينما بدأته سامية هامسة: أخبرتني أنك تريدني لأمر شخصي، وأخفيت عنك ترددي، لأنني لا أجالس الغرباء، لا تقل أنك لست غريبًا عني، لأن علاقة العمل انتهت بالحكم في القضية وسداد الأتعاب كاملة، عموما دعني أسمع منك هذه الضرورة التي كانت مبررًا لهذا اللقاء، كاد "ث" يتصبب عرقا، كان يعتقد أن الموافقة الضمنية للمرأة على لقاء رجل توفر نصف الطريق، لكن سامية كما أدرك "ث" ليست ككل النساء، لم يطل ارتباكه، تشجع وراح يجيب دون تردد  سيدتي، كانوا يعتبرونني في شبابي زير نساء متطرفًا، نعم لم يعتبروني مجرد زير نساء وإنما مسجل خطر علاقات عاطفية، تزوجت ثلاث مرات وأحببت مرة واحدة وعشقت عشرات المرات إلا أن امرأة واحدة لم تكن تستحق البقاء إلى جواري حتى تشهد لحظة موتي أو تشارك في موكب وداعي أو يكون لها حق زيارة قبري، لم تستمر علاقتي بإحداهن أكثر من ثلاث سنوات للزوجات وستة شهور للصديقات، أما حبيبتي الوحيدة فقد خطفها مني رجل أعمال قبل ثرائي، سافرت معه إلى أوروبا وماتت هناك، ومنذ تسعة أعوام اعتزلت النساء، كانت هجرة المرأة عنوان حياتي بعد أن نلت درسًا قاسيًا علي يد امرأة مرعبة اسمها سناء، يقولون في الأرياف: 'كل حوت وله صياده' إذا كانت شهرتي القديمة تسبقني كحوت في بحر النساء فإن سناء نجحت في اصطيادي وذبحي وتقطيعي إربًا، كانت كالفيروس الذي يهاجم الرجل فيصيب حياته بالحمي والالتهاب دون أن يكتشف له أطباء الحب أية مضادات، كان الحل الوحيد لشفائي أن أستأصل قلبي من بين ضلوعي وأبتر عواطفي للقضاء على هذا الفيروس الحريمي، عشت تسعة أعوام بلا قلب، لكن زيارتك لمكتبي جعلتني أشعر أن قلبًا جديدًا بدأ ينمو في أعماقي، دبت الحياة في عروقي وتخلصت من عقدة الخوف وتفتحت شهيتي لحب جديد واتسعت حياتي لمكان تشغله امرأة مثلك، قررت أن أصارحك، لعل وعسى تقبلين الحياة مع أسد عجوز يعيش في عرين من الذهب، تزوج الأستاذ من زبونته القديمة التي صارت أميرة حبه وحياته، لم يجرؤ ابنه الوحيد من زوجته الثانية على الاعتراض، لكن الأسد العجوز بدأ يفرض قيودا لا تطاق على زوجته الحسناء التي تصغره بخمسة عشر عامًا، كان يعتقد أن سامية لن تهجر عرينه أبدًا طمعًا في ثروته التي يسيل لها لعاب النساء، لكن سامية وقفت أمامه في شراسة تعلن التحدي.


اقرأ أيضًا..


«خنقها على السطح».. سقوط قاتل لاعبة كرة السرعة في دسوق




لن أكون جارية


وقالت له: أموالك كلها يا أستاذ لا تشتري حرية امرأة شريفة، لن أكون جارية، ولن أكون أسيرة، ولن أقبل الحياة مع زوج يعشش الشك في عيونه.. طلقني يا أستاذ، لم يحتمل الزوج المواجهة التي كانت أمام ابنه الوحيد، ألقى عليها يمين الطلاق فحزمت حقائبها وتركت البيت وهي تبتسم في مشهد من مشاهد كيد النساء، مرة أخرى كانت الأخيرة، لم يحتمل الأسد العجوز البقاء وحيدا في عرينه، مات ذات ليلة باردة بعد شهرين من طلاق سامية، رحل في نفس الليلة التي كان يفكر فيها في إعادة سامية إلى عصمته، لكن ساعات العمر الأخيرة لم تمهله، وسارع ابنه يرفض أمام المحكمة دعوى سامية التي أقامتها لنيل نصيبها في الميراث.

 

ads