تقدمت الزوجة الشابة الجميلة من منصة القاضي تخفي جمالها الصارخ خلف نظارة "بنية اللون"، تملكت ملامحها كآبة ظاهرة وتحمل حافظة مستنداتها وتتحدث بلهجة كلها أسى وحزن، اقتربت من القاضي وكأنها تهمس في أذنه بقضية لا تريد أن يعرف تفاصيلها أحد.. قالت: كنت أحبه ولكن كل شيء راح، ضاع الحب على فراش الزوجية والساعات الحلوة التي كنت أقضيها معه، في كل مرة كان يبوء مجهوده بالفشل الذريع، صدقوني في كل مرة كنت أشجعه، أرجوه أن ينجح في مهمته، ولكن للأسف الشديد لم ينجح في مهمته ولم أفلح أنا في الوصول إلى الهدف، لاستمرار الحياة،عدة أشهر كاملة عشتها في حزن وأسي بعدما أصبحت لقاءاتنا كلها باردة أشبه ببرود الجليد.

ما زلت عذراء

وتكمل الحسناء الشابة حديثها قائلة: أخفيت ألمي وابتلعت حزني ولم يعلم أحد بمأساتي حتى أقرب الناس إليَّ، وحاولت مرارا أن أساعده وطلبت منه عرض نفسه على كبار الأطباء لحل مشكلته ولكن أيضًا راحت جهود الأطباء سدى، وفشلت في أن تنجح مهمتنا معا وإلى الآن يا سادة ما زلت أمامكم عذراء أرجوكم، تفهموا مشكلتي جيدا وراعوا شعوري إنني أعيش في الجحيم منذ عدة أشهر، تزوجت ولم أعرف يوما معنى الزواج، وتضاعفت مشكلتي لأنني كنت أحبه وأذوب فيه عشقا، لكني في النهاية أنثي صغيرة السن لها مشاعر وأحاسيس وأخشى علي نفسي الفتنة، ثم توقفت الزوجة الحسناء عن الكلام وبلل الدمع وجنتيها وانسحبت في هدوء بعد أن قالت، كلي أسى وحزن من تفاصيل مشكلتي الحساسة ولكن هذا قدري، أرجوكم انظروا في أمري، ورددت في صوت كسير، أنا ما زلت عذراء رغم مرور 9 أشهر.

اقرأ أيضًا..

«شيطانة الطريق» تتزعم عصابة لسرقة سيارات المواطنين

بطلان عقد الزواج

وأمام تفاصيل القضية المثيرة، وتوسلات الزوجة قررت المحكمة إحالة الزوجة الحسناء إلى الطب الشرعي للتأكد من عذريتها، وأثبت الطب الشرعي أن الزوجة ما زالت عذراء فقضت المحكمة ببطلان عقد الزواج من الزوج بزوجته الحسناء ونظرًا لحب الزوج الكبير لزوجته أسرع الزوج إلى المحكمة لاستئناف الحكم الذي قضى ببطلان عقد الزواج، وراح الزوج يدفع بمبرراته وأكد دفاع المتهم أن تقرير الطب الشرعي أقر بأن الزوجة ما زالت عذراء ولم ينسب التقرير للزوج أي إصابة بالعجز الجنسي، كما أن التقرير يعد دليلًا فنيًّا فقط أي أنه لا يثبت أي غش لجأ إليه الزوج وأدخله على زوجته وكان لا يعلم بعجزه قبل الإقدام على الزواج، وأضاف دفاع الزوج دليلا آخر هو أن مدة الزوجية لم تكمل عامًا كاملا يمكن أن يثبت بدقة عجز الزوج الكامل، وأن الحكم بعد عدة أشهر من الزواج يعد منقوصًا؛ لأن هذه المدة ليست كافية لإثبات رجولة الزوج، وأمام التقرير الطبي وصدق كلام الزوجة والاطلاع على أوراق القضية كاملة قضت محكمة الاستئناف ببطلان عقد الزواج، وكأن الزواج لم يكن، وأكدت المحكمة أن الزوج أدخل على زوجته غشا أوجب بطلان العقد، وقالت المحكمة في حيثيات حكمها: إن التقرير الطبي أثبت أن الزوجة ما زالت عذراء وأنها خالية من أي موانع تمنع الدخول بها، كما أنه ليس شرطًا أن تتم الزوجة عامًا كاملًا من الزواج حتى تقيم دعوى وتلجأ إلى المحكمة، ورفضت المحكمة استئناف الزوج وقررت بطلان عقد الزواج.