حروب و زلالزل وأوبئة.. أسباب تعطيل الدراسة في مصر تاريخيًّا
الخميس 30/ديسمبر/2021 - 05:00 م
آلاء عبدالرحيم
تحول الحديث عن تعطيل الدراسة بسبب ارتفاع أعداد الإصابة بمتحور كورونا إلى شائعة شبه يومية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى جروبات الأمهات وأولياء الأمور. وعلى الرغم من نفي وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، وإصراره على سير العملية التعليمية بشكل طبيعي إلا أنها لا تتوقف عن الانتشار بين الطلاب وأولياء الأمور، وتسارعت هذه الشائعة في الانتشار، مؤخرًا؛ نظرا لكثرة تعطل الدراسة في معظم المحافظات بسبب سوء الأحوال الجوية، وهو ما دفع المجتهدين ومروجي الشائعات لاستغلال هذه التعطيلات في الحديث عن تعطيل الدراسة وإلغاء امتحانات نصف العام ليمتحن الطلاب مرة واحدة في نهاية العام.
أسباب تعطيل الدراسة في مصر
وقد شهدت مصر خلال تاريخها سجلًا طويلًا من تعطيل الدراسة، بعضها بسبب انتشار الأوبئة وبسبب سوء الأحوال الجوية وبخاصة في محافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح، وبعضها الآخر بسبب الأوضاع الأمنية وبخاصة في المحافظات الحدودية كجنوب سيناء، وبعضها المتبقي بسبب الحوادث الإرهابية والحروب، وسنتعرف خلال السطور القادمة على بعض الأحداث التي مرت على مصر وتسببت في تعطل الدراسة.
سوء الأحوال الجوية
كان آخر هذه الأحداث، يوم 20 ديسمبر الماضي؛ بسبب سوء الأحوال الجوية؛ حيث أصدرت عدد من المحافظات قرارا بتعطيل الدراسة في هذا اليوم بسبب سرعة حركة الرياح وانخفاض درجات الحرارة، وكانت القاهرة والجيزة والإسكندرية من بين هذه المحافظات.
فيروس كورونا
وبسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، تقرر تعطيل الدراسة في مارس عام 2020؛ حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم إلغاء امتحانات نهاية العام لبعض صفوف النقل مع استكمال المناهج بطريقة التعليم عن بعد وذلك بالاعتماد علي المكتبة الإلكترونية التي أعدتها الوزارة لتسهيل عملية الدراسة، بالإضافة إلي إتاحة التواصل بين الطلاب والمعلمين والآباء من خلال المنصة الرقمية.
واكتفت الوزارة بطلب مشروع بحث عبر الإنترنت لسنوات النقل من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثاني الإعدادي، علي أن تقام امتحانات الشهادات العامة والدبلومات الفنية في موعدها، وتجري امتحانات الصف الأول والثاني الثانوي من المنزل باستخدام أجهزة التابلت.
تخريب الإخوان
وفي عام 2014، وبسبب بعض العمليات الإرهابية والاجرامية التي خطط لها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، قرر الدكتور محمود أبو النصر، وزير التعليم في ذلك الوقت، تأجيل الدراسة لمدة أسبوع ثم أسبوع آخر؛ وذلك للحفاظ على سلامة الطلاب.
ثورة يناير
وفي عام 2011، وبسبب أحداث التخريب التي تلت ثورة يناير، قرر عدد من المحافظين تعطيل الدراسة حتى يتمكنوا من إعادة الأمن، ثم قرر وزير التعليم العالي والمشرف على وزارة التربية والتعليم الدكتور هاني هلال، تأجيل الدراسة لمدة أسبوع آخر في كافة المدارس والجامعات المصرية.
أنفلونزا الخنازير
وفي أوائل سبتمبر عام 2009، قرر الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، تأجيل الدراسة لمدة أسبوع؛ بسبب تزامن انتشار أنفلونزا الخنازير مع انتهاء موسم العمرة؛ وذلك لضمان انقضاء فترة حضانة المرض وحتى يحمي البلاد من انتشار الفيروس.
زلزال 1992
وفي عام 1992، وبسبب زلزال أكتوبر الشهير، تقرر تعطيل الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية والمدارس والجامعات؛ بسبب تشريد الآلاف من المصريين ومقتل أكثر من ألف شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف، هذا إلى جانب تعرض العديد من المؤسسات التعليمية للتصدع والانهيار.
مجزرة بحر البقر
وفي عام 1970، وبسبب مجزرة مدرسة بحر البقر، تقرر تعطيل الدراسة بسبب غضب أولياء الأمور وخوفهم على أبنائهم؛ حيث نتج عن هذا الحادث وفاة 30 تلميذا وإصابة ما يزيد على 50 طالبًا إلى جانب انهيار مبنى المدرسة بالكامل.
العدوان الثلاثي
كما شهدت الفترة السابقة لهذه الأحداث العديد من المواقف التي تسببت في تعطيل الدراسة كالعدوان الثلاثة على مصر، والذي حدث في أكتوبر عام 1956، وغيرها من أحداث العدوان والحروب والتدميرات التي شهدتها مصر على مر تاريخها.