الدكتور رضا سكر يكتب.. عيب يا جدو
داري جمالك دي العيون بصاصة ... داري جمالك دي الرجال قناصة
كل نظرة رصاصة
... ياوردة في حضن النسيم رقاصة
علي مهلك وحدة وحدة
... ضحية الصياد غزالة شاردة
فضحك الشيخ وقالي خليني أحكي لك حكاية يادكتور أبو فراس دة
بيفكرني بجدي اللة يرحمة كان تعب بالكلي زمان ومكانشي عندنا مستشفيات ولا غسيل ولاعلاج لة هنا بالأمارات ووالدي كان تاجر فذهب
للشيخ زايد حاكم الأمارات وقتها اللة يرحمة وحكي لة قصة مرض جدي فأمر بسفرة للعلاج
في المانيا علي نفقة الدولة مع مرافق ولما كان والدي مشغول بعملة طلب مني أن أسافر
مع جدي كمرافق ومترجم لأنني كنت أدرس لغة أنجليزية علي يد زوجة مهندس بترول بريطاني و دي كانت العائلة
الأوربية الوحيدة في دبي وقتها وفكروا أنني ممكن أتكلم مع العالم كلة بتلك اللغة المهم
خلصت الأجراءات في أسبوع وسافرنا لألمانيا
والسفارة الأماراتية هناك كانت مجهزة لنا كل شئ الفندق والمستشفي والأنتقالات ...الخ
كنت بقعد مع جدي طوال النهار وفي الليل أروح الفندق القريب من المستشفي أنام وأرجع
لة في الصباح الباكر المشكلة أن جدي لا كان
بيعرف يتكلم أنجليزي ولا ألماني ولا حتي عربي ضحكت وقلت لة كيف ياشيخ مابيحكيش عربي ممكن يكون أمي مبيعرفشي يقرأ
ويكتب بس أكيد بيتكلم عربي قالي لا لأنة من البدو الرحل يعني عاوز مترجم يترجم لة من
اللهجة البدوية الغير مفهومة الي العربية فكان بيتعامل بالأشارة مع الجميع الي أن أصل لة يوميا , المهم جدي كل
شوية يطلب مني أستدعي الممرضة أوشي بالذات
فتيجي أوشي علي عجل وتضحك في وجهة بأبتسامتها
الجميلة الساحرة وتسألني فية أية تاني أنا متابعة جدك وبعطية الدواء في ميعادة بالضبط حسب توصية الدكتور المعالج جدك عاوزني جنبة طوال ال24 ساعة و هذا مش ممكن لأن عندي مرضي أخرين وطلبت مني أن أسال جدي أذا
كان محتاج حاجة ضرورية تعملها لك أوشي فيصفن (يسكت ) ويقولي أنا برتاح لما أشوفها بدون
ماتعمل لي أي شئ وحصوات الكلي والألم بيخف بدون علاج خليها تقعد معايا علي طول وتبقي
ممرضة خاصة لي وحدي , ضحكت وقلت لة أنتة بتحكي لي قصة مسرحية الدبور مش قصة جدك ياشيخ
,دي مسرحية شهيرة بالأبيض والأسود بطولة أبو
بكر عزت وجميلة الجميلات ليلي طاهر وأبراهيم سعفان لما دخل المستشفي بيشتكي من كلاوية ومكنشي بيرتاح لحد من التمريض غير ليلي طاهر وكل
شوية يضرب الجرس ويطلبها فتبعت لة نبوية الممرضة
الثانية فيطردها وتيجي أخيرا ليلي طاهر وتضحك
وتقولة عاوز أية بس ياعمي , أستريح هنا جنبي لحد ما نبوية تغير لك ملاية السرير فقام
وقف وسند علي ليلي طاهر وحط أيدية علي كتفها وقال لها جملتة الشهيرة (أنا مبسوط كدة
أنا مرتاح كدة) وقعدت نبوية تتريق علية وقالت
لة أنا خلصت تعالي أقعد علي سريرك قال لها أسكتي ياولية أنتي كلاويا بتتعب لما أقعد علي أقل من مهلك خالص غيري الملايات براحتك ضحكت نبوية وقالت لة خلصت
خلاص قال لها ماقولنا علي مهلك ياتك البلة وقامت شيلاة نبوية هيلة بيلة بالعافية ورمتة
علي السرير قعد يصرخ ويقول أنا تعبان أة ياكلاوية ؟ ضحكت نبوية وقالت لة سلامتك ياراجل
يانمس وهنا ليلي طاهر بتقولة عاوز حاجة تاني ياعمي أنا ماشية بقي عندي شغل تاني قال
لها متمشيش أنا تعبان أة أة أة قالت لة سلامتك
من الأة أية اللي تاعبك تاني ياعمي قال لها هاتي أيدك يابنتي وحطها جنبة اليمين وقالها أضغطي هنا علي الوجع وطلب أيديها
الثانية ووضعها علي الجنب الأخر وحضنها وقال لها أنا كدة تمام أرتحت خليكي علي الوضع
دة كدة علي طول يابنتي ضحكت ليلي طاهر وقالت لة بس أنا عندي شغل تاني ياعمي
قال لها ما أنا من ضمن شغلك برضة ياعروسة . وضحكنا جميعا وقالي الشيخ ماهو جدي كان عندة حق يادكتور أخدوة من الدار للنار طول عمرة
عايش في الصحراء بيرعي الماعز والغنم والأبل ماشافشي ستات في حياتة كانت الحياة بسيطة جدا في الامارات زمان قبل أكتشاف
البترول في الستينات وكانت الحياة تتسم بالقساوة وشظف العيش حيث لم تتواجد الطرق والمطارات والمدارس والمستشفيات
والكهرباء بالأضافة الي عدم توافر المياة العذبة
وهوة دة اللي جاب لجدي الفشل الكلوي والمشكلة أن شباب اليومين دول لايعرفون
كيف عاش أجدادهم كان مصدر رزقهم الوحيد صيد
الاسماك وتجارة اللؤلؤ , وحدث تغير اجتماعي رهيب في ال50 سنة الماضية ومنها ما هو إيجابي
ومنها ما هو سلبي , قلت لة ياشيخ قصة جدك دي بتفكرني أيضا بحكاية شاعر سوداني مرض ﻓﻲ آﺧﺮ ﺃﻳﺎمه وأراد أهله
أن يعالجوه بالخارج ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺭﺃى أﻣﺮأﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ برفقة زوجها ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ والزوج
يحاول أن ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ
أعَلى ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّا
ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْ ﻧﻈﺮﻧﺎ
ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ
ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟﻤُﻌنَّى
ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃﻧتِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ
ﻭﻣُنَى ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ ﺗَﻤنَّى
ﺃﻧتِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ ﻟﻨﺎ
ﻭأﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ ﻋنَّا
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ بة ﺇلى ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻼﺝ أُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ الإنجليزية
الشقراء ذات العيون الخضراء ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ
ﺳﻮﺩﺍﺀ تداري جمالها ﻓﻔﻌﻠﺖ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ
وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه
ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ
وعندما ترجم البيت للممرضة بكت من جمال الوصف
المهم يا شيخ نرجع لحكاية جدك طمني انتهت على ايه بالضبط ؟ ضحك وأسترجع شريط الذكريات القديمة وقالي جدي طلب يتزوجها وترجع تعيش معاه في الامارات وأنا خوفت أفاتح الممرضة في الموضوع وقلت لجدي عندي لك فكرة كويسة هنقدم لها تذكرة سفر ذهاب وعودة ودعوة لزيارتنا بالأمارات في أجازتها السنوية كنوع من الشكر ورد الجميل لها علي كل ماقدمته لك أثناء علاجك ولما تيجي وتشوف البلد علي الطبيعة نعرف رأيها أذا كانت علي استعداد للإقامة في الإمارات للأبد أم لا ووافق وفاتحت أوشي في الموضوع و طارت من الفرحة بسبب الهدية غير المتوقعة لأنها هتسافر لأول مرة في حياتها لإحدى دول الشرق الأوسط حيث الصحراء والجمل والجو الحار المشمس طول العام حسب ماقرأت في كتب التاريخ وشاهدت أفلام عن المنطقة في التليفزيون وجاءت أوشي وقضت معنا أسبوع في البر ( البادية) وعشقت الحياة البدوية وقررت الإقامة في دبي في خيمة بدوية وأهداها جدي مزرعة جمال وماعز وغنم وأصبحت جميلة جميلات ألمانيا ذات العيون الزرقاء والشعر الأصفر ملكة الصحراء بدبي وتقوم بجميع الأعمال البدوية وتمارس العادات والتقاليد القديمة.