الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

محمد عبد الله يكتب.. شكرًا «طبلية» أبويا

الثلاثاء 21/ديسمبر/2021 - 04:41 م
هير نيوز

هناك إحصائيات كثيرة حول المرضى النفسيين في مصر، وكان آخرها أن العدد ارتفع إلى ما يقرب من ١٥ مليون مواطن بنسبة تصل لنحو ١٧% من المصريين.

ووفقا للمسح القومى للصحة النفسية الذي تم إعلانه فى نهاية شهر أبريل الماضى أن 24.7 % من المصريين لديهم مشاكل وأعراض نفسية.


كما يوجد 3 ملايين مدمن بمصر، وأن 10% من هؤلاء المدمنين يحتاجون إلى الحجز بالمستشفيات وتصل مدة العلاج 3 أشهر.


وتشير الإحصائيات إلى أن 10 % من متعاطي المخدرات وصلوا إلى مرحلة الإدمان.


اللمة ودفء الأسرة

خريطة الأمراض النفسية فى مصر توضح أن هناك متغيرات كثيرة طرأت على المصريين ونفسيتهم.. فى أيام البساطة والرضا – مع وجود الطموح – كان الناس لا يعانون من هذه الأمراض المركبة ولا حالات الاكتئاب التي وصلت للأطفال.


كانت الأسرة تجتمع على "طبلية" الطعام فيستمع الأب والأم إلى شكاوى الأبناء وكان الوالدان يقدمان حلولًا سريعة ويحيطان الأبناء بالرعاية والتوجيه والمتابعة، وكانت الأم متفرغة لرعاية البيت فلم تكن البنت في حاجة لاستشارة صديقاتها عديمات الخبرة الحياتية فتكون نتيجة هذه الاستشارة كارثية.


متربي على طبلية أبوه

وكان هناك مثل يُقال إذا أراد الناس مدح شخص لأنه يمتلك قيمًا وأخلاقًا أنه راجل "على طبلية أبوه" أي أنه ابن أصول.


عندما كان لدينا مؤسسة اسمها الأم كان لدينا مجتمع متوازن نفسيا وعندما كان لدينا سند اسمه الأب لم يكن الشباب فى حاجة للبحث عن قدوة من مجتمعات تختلف عنا ثقافيا فقد كان الأب قادرًا على متابعة الأبناء ومراقبة سلوكهم وانتشالهم سريعا من براثن تجربة أصدقاء السوء، كان الترابط بين أعضاء الأسرة الكبيرة شديدًا وعندما كانت تمر البلاد بأي أزمة كان ترابط الأسرة الصغيرة يؤدي إلى تماسك الأسرة الكبيرة، ففى حرب أكتوبر عام 1973 لم تسجل أقسام الشرطة أية حوادث، فقد كان لدينا شعور بالمسؤولية.


الاكتئاب والشعور بالوحدة

بالطبع هناك متغيرات كثيرة طرأت على المجتمع وخاصة بعد فترة الانفتاح الاقتصادي وغلبة النموذج الغربي والأمريكي في الثقافة وانعكاسه على الأسرة وزاد من تأثيره قوة ثورة الاتصالات والعولمة التي جعلتنا مستقبلين لقيم جديدة وغريبة على مجتمعنا.


زاد مع هذه المتغيرات انسلاخ المصريين عن الشعور الجماعي وزيادة اللجوء إلى الانعزالية والفردية فزادت معها حالات الاكتئاب والشعور بالوحدة وزاد اللجوء إلى المخدرات كحل غير واقعي للأزمات النفسية أو الخروج من المشاكل الحياتية.


المصري "ابن النكتة" 

المصري "ابن النكتة" كان وعلى مدار التاريخ قادر على التغلب على أزماته بالضحك والابتسام والسخرية من الأزمات والتكيف مع كل الظروف وعبورها بالسخرية منها وهو ما جعل الشخصية المصرية متفردة بين كل دول العالم.


نحتاج إلى العودة إلى الترابط ونحتاج عودة الأب إلى بيته وعودة الأم إلى الأبناء فصلاح المجتمع الكبير وسلامته النفسية يبدأ من سلامة الأسرة الصغيرة وترابطها.


اقرأ أيضًا..

عميدة الدراسات الإسلامية تكرم الزميل محمد عبدالله مدير التحرير


ads