أرملة دفعتها ظروف الحياة للبيع في الشارع..عثرت على 150 ألف جنيه.. لن تصدق ماذا فعلت
"الحمد لله أنني انتصرت على
نفسي فالنفس أمارة بالسوء" .. كلمة قد لا تتوقع سماعها من بائعة تفترش عربة صغيرة على جانب الطريق ولا يحول
عنها حرقة الشمس إلا كف يدها الذي ما يلبث مرتفعا على جبينها ثوان معدودة إلا
وأنزلته لتنظم فرشها وتعرض منتجها للمشتري تارة، وتداعب فتاتها اليتيمة التي مات
عنها والدها بعد ثلاثة أيام من ولادتها، تارة أخرى.
لعل تَعجبك
من الكلمة ينبع من أحد أمرين؛ أولاهما أن شخص بهذه الظروف وتلك المعاناة غالبا لم
ينهل من العلم والدين ما يؤهله لفهم وقول
كلمة كتلك بأسلوب مليء بالرضى كما فعلت، وثانيهما أن أحدا غيرها بظروفها حتى لو وعى وتعلم لوسوس إليه الشيطان بالنقم على
هذه الحياة القاسية وكان مطيعا لنفسه الأمارة بالسوء.
هذه
السيدة الأمينة هي حميدة سعيد أبو شنب؛ توفي عنها زوجها من سبع سنوات ليترك لها
ابنتهما ساندي وهي ابنة 3 أيام، و3 صبية صغار، فلم يكن أمامها بد إلا أن تطعمهم
من الحلال بعدما فارقها زوجها.
فقررت بيع
الملابس في أحد الشوارع القريبة منها؛ وتقوم صباح كل يوم صابرة متحاملة لتبدأ يومها وتعود ليلا لا لترتاح
وإنما لتهتم بأطفالها، فتقوم بمهام رجل البيت وست البيت.
في أحد
الأيام جائها شابين أحدهما كان يحمل في يده حقيبة وأراد الشراء منها، وعندما اشترى ما اختار أعطاها مائة جنيه فلم تجد معها باقي للمائة.. فذهبت لأحد جيرانها لتعود
وقد"فكت المية جنيه".. وبعد أن أخذ الشابان ما اشتروه غادرا المكان،
لتلحظ أنهما قد نسيا حقيبتهما، لتعود خلفهما مسرعة لتلحق بهما وتعطيهما الحقيبة
بعدما لاحظت أن بها مبلغا كبيرا من المال.
وهنا يعود
للشابين روحهما فقد كان أحدهما قد قضى من العمر ما قضى في الغربة والبعد عن أهله
لجمعه، وحاول أن يمنحها أي شيء من المال الذي بلغ 150 ألفا جزاءً لأمانتها إلا
أنها رفضت.
وتقول
تلك الأمينة أنها وجدت اللوم من بعض من رأوها، كيف لها أن تفرط في هذا المال وهي
أحوج ما تكون إليه، وتقول أنها لم تسلم حتى من نفسها التي سولت إليها ولو للحظات أن تحتفظ بها لكنها أبت،
وتقول "الحمد لله أنني انتصرت على نفسي فالنفس أمارة بالسوء".
ولا تطلب
تلك السيدة الأمينة إلا محلا أو حتى كشكا تتدارى فيه عن الشمس وحرارتها، وتحافظ على
نفسها وبضاعتها، وأن يتبنى أحد الأندية الرياضية ابنها الموهوب في كرة القدم.
اقرأ أيضًا..