«تاريخ التنجيم».. من ضرب الرمال وحتى التاروت
يحاول البشر منذ العصور القديمة استخدام كل الطرق الممكنة لمعرفة
المستقبل، فقد اختلفت الطرق التي اُتّبعت على مرّ العصور، واستخدم البشر في تنجيمهم
مختلف الأشياء التي عثروا عليها في محيطهم محاولين كشف لمحة عن مستقبلهم.
وعلم التنجيم له تاريخ يمتد منذ آلاف السنين، ففي عصر دولة بابل القديمة، كان يتم ممارسة علم التنجيم من قبل الكهنة للتنبؤ بإرادة الآلهة ـ وفي عصر الدولة اليونانية، تم استخدام النجوم والإيحاءات للتنبؤ بالمستقبل.
وفي الهند كانوا يقومون باستكشاف علم التنجيم في الوقت بين 5000 و3000 سنة قبل الميلاد.
لكن المصريون هم أول من استخدموا علم التنجيم للتكهن بخصائص الشخصية استناداً على تاريخ الميلاد، بينما قام الصينيون بتطوير نظام علم التنجيم منذ حوالي 2800 سنة قبل الميلاد.
واليوم في «هير نيوز» سنتعرف على أشهر طرق التنجيم عبر
العصور الزمنية المختلفة؛ كالآتي:
1. الطيور:
ما قد يُثير دهشتك أن الطيور قد تم استخدامها في القدم من أجل
التنبؤ بالمستقبل، وقد كانت جزءًا شائعًا من الطقوس الدينية لدى اليونانيين؛ حيث
كان يقوم الكهنة بتفسير سلوك الطيور والتقاط الإشارات من تصرفاتها المختلفة؛ ومن
ثم يقومون بممارسة شعائر دينية غريبة في روما، فيأخذون تنبؤاتهم من مراقبة الطيور
وإشارات الطبيعة المختلفة مثل البرق والرعد وذلك في محاولة منهم لتفسير الإرادة
الإلهيّة.
وكان يستخدم عدد معين من الطيور في هذا النوع من التنجيم، حيث يتم تحليل طريقة طيرانها، وصوت الأغاني التي تصدرها.
كما كانت تستخدم الطيور البرية والدجاجات المقدسة؛ حيث كان يتم إطعامهم؛ وإن سقط الطعام من مناقيرها اعتبر الأمر مبشراً للغاية.
2. العظام:
شاع استخدام العظام كطريقة للتنبؤ بالمستقبل تحديداً في الصين
القديمة، وكذلك في العصر الحجري الحديث؛ حيث عملت أسرة "شانج" ومن خلفها
على نقش تساؤلاتهم على ألواح كتف الماشية وعلى قواقع السلاحف، ومن ثم يتم استخدام
إزميلٍ ساخن في حفر نقاط محددة وينتج عن ذلك شقوق في العظم أو القوقعة والتي يتم
تفسيرها كأجوبة عن التساؤلات التي نقشت، فتكون الإجابة إما بنعم أو لا.
ويعتقد بعض الباحثين بأن هذه الشقوق كانت أساساً للأبجدية الصينية، وأن عظام التنجيم التي يطلق عليها اليوم اسم "عظام الأوراكل" هي أقدم الدلائل الموجودة لدينا عن الكتابة الصينيّة.
وقد عُثر على
دلائل لاستخدام العظام بالتكهنات على امتداد شرق وشمال شرق آسيا، وكذلك في شمال
أمريكا ويعتقد أن طريقة التنجيم هذه لا تزال تستخدم من قبل السكان الأصليين.
3. الرمال:
تسمى قراءة الطالع عن طريق الرمال بـ"القزانة"، وقد تم ممارسة هذا النوع من التنجيم في موريتانيا كنوع من أنواع الترفيه وغالبا ما كانت تستخدمها النساء؛ حيث يقوم قارئي القزانة بعمل أربعة أسطر من آثار ضرب الأصابع على الرمال بشكل سريع دون أن يعدها ثم يبدأ بعملية مسح كل نقرتين معا حتى يصل إلى آخر نقرة فإذا كان المتبقي هو نقرة واحدة يكتب نقرة واحدة في الجزء الأول من الحرف وهكذا.
ومن ثم يعرف عدد
النقرات في كل سطر فإذا كان عددها يقبل القسمة على 2 يكتب نقرتين وإذا كان غير
قابل للقسمة على 2 يكتب نقرة واحدة.
وأخيرًا، وبعد عملية استخراج الحروف يقوم قارئ القزانة بتفسيرها
بعد أن يرتبها كما وردت وكل تركيبة من الحروف تعني شيئا معينا يراه قارئ القزانة.
4. الكتب:
استخدمت الكتب كطريقة للتنبؤ بالمستقبل بشكل كبير عند الإغريق والرومان، كما تم استخدامها في العالم الإسلامي وفي أوروبا في فترة العصور الوسطى وفي العديد من الأماكن والأوقات الأخرى.
وتعتمد هذه الطريقة على طرح سؤال، ثم فتح
الكتاب واختيار صفحة عشوائيّاً وتفسير أول مقطع يقع عليه بصر الناظر كإجابة على
السؤال الذي قام بطرحه، على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن تقرأ الكتاب لتحصل على
الإجابة.
وفي روسيا، كان الأشخاص يقومون بربط الكتب في السقف باستخدام خيط أو سلسلة، ومن ثم يقومون بملاحظة طريقة تأرجح الكتاب حينما يتم التلفظّ بأسماء معينة، حيث يمكن أن يشير هذا التأرجح إلى اسم الشريك المستقبلي أو إلى أسماء الفتيات اللواتي سيتزوجن خلال عام.
5. الدجاج:
نعم، الدجاج كان يتم استخدامها في التنبؤ بالمستقبل في العصور
القديمة؛ حيث كان يتم عرض أنواع معينة من الحبوب على دجاجة معينة في مكان معين أو
في اتجاه معين، ثم تترك الدجاجة لكي تختار، تعتمد الاختيارات على نوع السؤال الذي
طُرح.
وطبقاً للموسوعة الحديثة للغيبيات، فإن إحدى أشهر المرات التي استخدمت فيها هذه الطريقة كانت خلال فترة حكم الإمبراطور "فالنس"، الذي حكم ما بين 364–378م، إذ سعت مجموعة من حاشيته إلى إيجاد خليفة له، وخلال تأديّة الطقوس، رُسِمت دائرة وقسمت إلى أجزاء حيث رمز كل جزء لحرفٍ معيّن، ثم وضعت حبات قمح في كل جزء وأدوا عدة تعاويذ وطلاسم، وقامت الدجاج بنقد الحبوب في الأجزاء المقابلة للأحرف.
6. الجبن:
تم استخدام الجبن كأداة للتنجيم ومعرفة المستقبل في العصور
الوسطى، وكانت هذه الطريقة منتشرة بكثرة؛ حيث اعتقد المنجمون وقتئذ أن أشكال
الثقوب الموجودة في الجبن تحمل دلالات معينة، على سبيل المثال فالثقب على شكل قلب
يشير إلى الحب، وتُقرأ بعض الثقوب الأخرى كأحرف؛ فقد اعتمدت الفتيات الشابات في
الريف قديماً على استخدام الجبن في توقع أزواجهنّ المستقبليّين؛ حيث كانت تكتب أسماء الخطاب على قطعٍ من الجبن وأول قطعة جبن تبدأ بالتعفن، هي تلك التي تحوي
اسم الشخص المناسب.
7. الشمع:
كان المنجمون يستخدمون الأشكال التي تنتج عن صبّ الشمع المذاب في
الماء كأداة للتنجيم في القدم؛ حيث يتم إذابة الشمع في وعاء نحاسي، ومن ثم يتم سكب
الشمع المذاب في وعاء آخر مملوء بالماء البارد وحينها يقوم متكهن مختص بتفسير
الأشكال التي تطفو على الماء.
وهذه الطريقة تشبه استخدام المعادن في التنجيم؛ وبالأخص الرصاص، وهو
مذكور في أحد الكتب الإيرلندية القديمة؛ حين نصح أحد المنجمون نساء القرن التاسع
عشر واللواتي كن فضوليات بشأن معرفة من هم أزواجهن المستقبليّين بأن يأخذن قطعةً من
الرصاص ويقمن بوضع القطعة تحت وسائدهن، وعلى ذلك أن يحدث في عشيّة يوم منتصف
الصيف، وفي اليوم التالي تقوم المرأة بتسخين قطعة الرصاص حتى الغليان ليُسكب الرصاص
لاحقاً في وعاء من الماء.
8. الأبراج:
يعتبر البرج هو الزنار أو مجموعة من الكويكبات التي تنتقل من خلالها الشمس، والقمر، والكواكب عبر السماء، إذ لاحظ المنجمون هذه الكويكبات وربطوها بأهمية خاصة، وطوروا نظام الإثني عشر برجًا بمرور الوقت: "الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، العذراء، الميزان، العقرب، الجوزاء، والجدي، والدلو، والحوت.
ويعتبر التنجيم بالأبراج نظام
يدعي البعض وضعه في منطقة البحر
الأبيض المتوسط وخاصة
بمنطقة مصر
الهلنستية خلال
أواخر القرن الثاني أو أوائل القرن الأول قبل الميلاد، ومع ذلك، تم ممارسة التنجيم
بالأبراج في الهند منذ العصور القديمة، وتأتي كلمة horoskopos بمعنى
الطالع في اليونانية، وهي التي اشتق منها كلمة الأبراج، وفي العصر الحديث، تشير الكلمة
إلى الرسم البياني الفلكي عامة.
9. الرنجة:
كانت النساء في منتصف القرن
التاسع عشر، في (بيلفاست) في أيرلندا بالتحديد، تقوم بالتنبؤ بشخصيّة أزواجهن
المستقبليين باستخدام الأجزاء اللزجة من سمكة الرنجة، ويعود أصل هذه الطريقة إلى
خادمات كن يقمن بتناول سمكة الرنجة، ثم يقمن برمي هذا الجزء اللزج على الحائط
لمعرفة مستقبلهن، حيث يتم تفسير الشكل الذي يصنعه التصاق هذا الجزء على الحائط،
فقد يثبت بشكل مستقيم تماماً، منحنٍ، ملتويٍ، أو ملتويٍ للغاية، وقد يتجمع في كومة
صغيرة، الهدف هو أن هذا الشكل يدل على صفة الزوج فيكون إما طويلاً أو قصيراً،
وسيماً أو قبيحاً وهكذا.
10. التاروت:
أوراق التاروت هي عبارة عن مجموعة من الصور الرمزية التي لها دلالات يستخدمها
العراف ليقرأ منها قصة حياة الشخص المستهدف فيقرأ له طالعه أو مستقبله إعتماداً
على ما تأتي به تلك الأوراق وطريقة ترتيبها، ويرى البعض أن دراسة التاروت يزيد من
غموضه لاختلاف الآراء في تحديد معاني رموزه ولاختلاف طرق العمل به؛ حيث تتكون التاروت من 78 ورقة يمثل كل منها جانباً من تجارب الإنسان في
العالم المحيط به واتصاله وتفاعله مع بيئته، كل ورقة تحمل صورة رمزية ورقم، للرقم
معانِِ فى علم الأرقام أما الصور فلها معان وتفسيرات خاصة مستمدة من علم التنجيم.
وقد اختلفت أصول تسمية التاروت فمنهم من يعتبر أن كلمة تاروت مركبة من كلمتين هما (تا ) و (رو ) وهي كلمة هيروغليفية تعني الطريق الملكي في مصر القديمة، أما البعض ذكر أن أصل الكلمة هندي وهي كلمة "" Taru التي تعني البطاقات أو الأوراق.
ويُعتقد أن أوراق التاروت قد ظهرت
في إيطاليا، خلال القرن الرابع عشر الميلادي، كإحدى ألعاب الورق، وشاع استخدامها
للعب في فرنسا وبريطانيا، قبل أن تشهد تصاميم حزم الأوراق تطورا كبيرا، خلال
القرنين السابع عشر والثامن عشر، إثر الانفتاح على تأثير الثقافات والأديان
الآسيوية والمصرية القديمة واليهودية والهندية.
على كل حال، قد تعتقدين عزيزتي
أن التنجيم مجرد ترفيه لا أكثر وغير ضار ،
لكن في الحقيقة هو له الكثير من الأضرار وعلى مستوى عالمي كبير؛ مثلًا في اليابان ووفقًا
لمعتقدات المنجمين اليابانيين، فإن النساء المولودات في السنة المعروفة بحصان
النار يُعتقد أن زيجاتهن ستكون فاشلة أو غير سعيدة في سنة 1966م، وهو العام الذي
سيوافق عام حصان النار في اليابان، ونتيجة ذلك انخفض معدل الولادات في اليابان إلى
مليوني ولادة بنسبة 25٪ إثر عمليات الإجهاض التي وصلت إلى نصف مليون حالة، ولم يكن الناس وقتئذ يريدون المخاطرة بإنجاب فتيات سيكون من الصعب تزويجهن.
اقرأ أيضًا..