«الكرينولين ومذبحة الموضة».. قصة ثوب فيكتوري قتل 3 آلاف امرأة
هناك قاعدة تقول، إن الراحة والموضة لا يتفقان، ومع ذلك قد يختلف مفهوم الراحة الآن عن المفهوم المتعارف عليه في العصر الفيكتوري، الذي تحملت خلاله المرأة الألم إلى حد الموت.
الكرينولين وصيحة الموضة القاتلة
كانت إحدى أشهر اتجاهات الموضة في العصر الفيكتوري بالقرن
التاسع عشر، هي "الكرينولينيميا" وكانت بالفعل قاتلة، وهي عبارة عن تنورة
داخلية صلبة مصنوعة من شعر الخيل والكتان أو القطن.
ووفقا لبعض مؤرخي الموضة، كان الأصل الحقيقي للكرينولين
هو زي إسباني ظهر بالقرن السادس عشر، في البرتغال.
أما إنجلترا، فقد تعرفت على الكرينولين، عندما كانت
كاثرين أراجون، الزوجة الأولى للملك هنري الثامن، ترتدي "فارثينج"
إسباني مصنوع من الكتان وعصى القصب.
مصدر الكرينولين وإخفاء الحمل
ويُقال إن تاريخ الكرينولين يعود إلى ملكة قشتالة، جوانا
البرتغالية، التي ارتدته لإخفاء حملها غير الشرعي.
وبشكل عام، بدأت صيحة التنانير الضخمة في الإزدهار بداية
النصف الأول من القرن التاسع عشر. وأصبحت التنانير دائرية إلى حد ما.
بدأت النساء في وضع طبقات عديدة من التنورات الداخلية
لتضخيم الجزء السفلي من الأثواب، ولأن الطبقات كانت ثقيلة وغير مريحة، فقد تم اختراع
الكرينولين.
اختراع الكرينولين والموت المحقق
في البداية، شعرت المرأة بالراحة من طبقات التنانير الثقيلة، إلا أن هذه الموضة أودت بحياة الكثير من النساء على مدار التاريخ، خاصة مع اختراع ما يعرف باسم "قفص الكرينولين".
حصل قفص الكرينولين على براءة اختراع لأول مرة في عام
1856 في باريس، لتعود مشكلة الثقل وانعدام الراحة.
خلال العصر الفيكتوري، تم الإبلاغ عن آلاف السيدات اللائي تعرضن لإصابات خطيرة أو حرقن أحياء عندما اشتعلت شرارة عن طريق الخطأ وتلامست مع الثوب القطني الثقيل، كانت هناك حوادث تتعلق باشتباكات أطراف الثوب في عجلات الآلات حيث يتم دهس النساء تحت العجلات.