اعترافات فتاة ليل تائبة: فرق كبير بين حياة الضياع والهداية
الأحد 28/نوفمبر/2021 - 11:02 ص
محمد على
بكلمات استرجعت فيها الماضي المؤلم، وتذكرت أيامًا ربما لو عاد بها الزمن لن تنجر خلفها، وسلوكيات بالتأكيد هي نادمة أشد الندم عليها، قالت، اسمي وفاء، عمري 55 عامًا، حياتي كانت عبارة عن لهو ولهث ولعب، ثلاث لامات اختصرن حياتي كاملة، عشتها بالطول والعرض، والدي لم يحرمني من شيء، كل ما أريده ينفذ، وفجأة مات والدي وتركني في الدنيا وحيدة ليس لي سوى شقيق وهاجر إلى كندا، عشت حياة ترف بعد أن ورثت نصف ثروة أبي، أنفقتها بالكامل على شرب الخمر وأصدقائي، لم أفكر أبدًا في المستقبل، كنت أعتقد أن الفلوس لن تنتهي ولكن المثل الذي يقول: "خد من التل يختل" فعلا حكمة وليست مثلا، لأنني بعد أن أنفقت أموال والدي بعت الأراضي والشقة التي كنت أقيم بها حتى أصبحت فقيرة، ولأنني اعتدت على العيش في رفاهية لم أتحمل الفقر والحرمان، اضطررت إلى بيع جسدي بل وقمت وزميلتي بتكوين شبكة للآداب وعشنا هذه الحياة وتعرفنا على الكثير من رجال الأعمال، وبمرور الزمن كبرت ووجدت نفسي أصبحت غير مطلوبة وغير مرغوب في، بدأ عقلى يفكر، هل ستستمر حياتي بهذه الطريقة كما أنني لم أعد أتحمل المتعة الحرام بالإضافة إلى شعوري بالخوف من مقابلة الله وأنا على معصية.
طريق الهداية
استكملت قائلة: "استيقظت في إحدى الليالي قبل الفجر، وفكرت في مستقبلى وكيف سرقتني الحياة دون أن أتزوج ويصبح لي زوج وأولاد، أسرة تحميني من الوحدة، هنا أذن الفجر، ارتديت ملابسي وذهبت إلى المسجد وصليت وهنا بدأ طريقي إلى الله، عرفت الفارق الكبير بين راحة النفس والبال وبين راحة الفلوس التي لا تجني سوى تعب القلوب وعدم الراحة، حياة الترف حياة كئيبة، مملة، ومن هنا بدأت أعرف الطريق إلى الله، الصلاة، الزكاة، الصوم، أشياء لا تشترى بالمال لكن بالهداية، غنيمة من المال لا يعطيها الله إلا لمن أحبه، فارق كبير بين حياة الضياع وحياة الهداية، هنا تشعر بآدميتك، لكن هناك عذاب وبؤس وحزن، وكأنك تمسك الهوى بيدك، تتاجر في الحرام أما الآن فأنا تجارتي مع الله والرزق الحلال وإن قل، لكل شيء معنى، راحة نفسة وحالة وجدانية تشعر بها وأنت قريب إلى الله وتحس بقيمتها كلما أخذتك الدنيا ولهتك عن ذكر الله.
السعادة الحقيقية
وأتمت وفاء كلامها: أتمنى من الله وأرجوه أن يغفر لي خطاياي السابقة ويعفو عن حياة الضياع التي كنت أعيشها، ويسامحني فالمال ليس كل شيء ولكن العمل الصالح الذي يتبقى لك من هذه الدنيا الزائلة، كلمات من إنسانة عاشت في هذه الدنيا أكثر من نصف قرن بخمسة أعوام وجربت المال والترف ولم تجد منه سوى التعاسة والألم، لكن السعادة فعلا في الرضا والعيش الحلال، وأشارت إلى أن سجدة إلى الله تبكيها وتجعلنها تندم على سنوات العمر الحرام.