زهران: شركات التجميل استغلت «سطوة الإعلان» لتسليع المرأة
أوضح الأستاذ الدكتور سامي زهران؛ أستاذ الصحافة والإعلام؛ المقصود بتسليع المرأة، مشيرًا إلى دور الإعلام وشركات التجميل في هذا التسليع، ومشيدًا بتجربة «هير نيوز» التي حاولت مخاطبة عقل المرأة ومناقشة قضاياها بشكل أكثر جدية؛ وذلك في تصريح خاص.
حيث أبدى إعجابه بتنوع محتوى موقع «هير نيوز» ومخاطبته لعقل المرأة لا لجسدها، موضحًا معنى تسليع المرأة: "هو رؤية ومعاملة
النساء كشيء عبر استخدام جسدها للترويج
والتسويق للمنتجات وزيادة الأرباح، واستخدام المرأة كأداة عرض جنسية في الإعلانات
التي تسعى إلى تكوين صورة ذهنية للمنتج ملتصقة بصور الإغراء".
قضايا المرأة لا تثار بعمق في الصحافة الموجودة
وأشار "زهران" إلى دراسة أجرتها الدكتورة إيناس أبو يوسف في مركز دراسات المرأة في كلية الإعلام، جاء فيها أن قضايا المرأة لا تثار بعمق في الصحافة الموجودة بشكل عام، وتتسم بالموسمية متزامنة مع الاحتفالات الدولية والمحلية الخاصة بالمرأة مع التركيز على موضوعات لا تهم أغلب النساء؛ ولهذا لم يعد الرأي العام متعاطفًا مع قضايا المرأة؛ لأن الصحافة الموجودة تعامل مع قضايا المرأة غالبًا في مستوى الخبر لا تعاملًا متعمقًا ينفذ إلى التفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية للمرأة.
وتابع زهران: "المتتبع لعادات المجالات النسائية المتخصصة في
العالم العربي يكاد يجزم أن أغلبها _على الرغب من جودة وجمال ألوانها وإخراجها_ مضمونها التثقيفي يكاد ينعدم، وسط الكم الهائل
من الصفحات الاستهلاكية الخاصة بالموضة، فنلاحظ أن مواد المعلنين تتحكم في سير هذه
المجلات".
وأكمل زهران: "ولعل الأسباب التي أدت إلى عجز قيام الصحافة
النسائية بدورها الحقيقي أغلبها أن القائمين على هذه الصحافة معظمهم من الرجال،
وغني عن البيان أن الإعلام يخضع لضغوط الممولين والمعلنين لتحقيق الربح المادي وقلة
التمويل، وإحجام المرأة العربية عن ممارسة العمل الصحفي الجاد بصورة احترافية
مهنيا واعتماد الترجمة عن الصحف والمجلات الأجنبية".
وكشف عن العديد من الانتقادات التي وجهت في الفترة الأخيرة للصحافة النسائية: "لعل من
أهمها دراسة للأستاذة الدكتورة سهام نصار
بقسم الإعلام آداب حلوان تحت عنوان "المجلات النسائية والإشباعات المتحققة
منها" وجاء فيها أن الصحافة النسائية تغفل في أحيان كثيرة أو لا تهتم بخصوصية
قضايا المرأة العربية فتقع في فخ التبعية لأجندة اهتمامات الغربية المغايرة تمامًا
لأجندة المرأة العربية.
وبين أن الدراسة كشفت عن ضعف
ملحوظ في مستوى الأداء المهني لعدد من الصحف النسائية، بالإضافة إلى عجز هذه
المطبوعات عن تشكيل رأي عام نشط وواعٍ بقضايا المرأة وتقديم صورة واقعية تعكس
إنجازاتها وتناقش همومها ومشاكلها وتعبر عن ذاتيتها، وتقدم مضمونًا يشبع احتياجاتها المعرفية والثقافية والإعلامية ويربطها بقضايا المجتمع.
وأردف زهران: "أظهرت أن الحيز الأكبر من صفحات الصحف والمجلات النسائية يحوي مضمونًا استهلاكيًّا لا يواكب وقع المجتمع والمرأة والأسرة، والكثير من الأبحاث العربية ظهرت إليها هذه النتائج وبدأت تخرج بتوصيات منها".
كيف حققت شركات التجميل هذا التسليع ؟
وأجاب زهران: "من الواضح أن شركات التجميل تركز على الجانب
العاطفي عند المرأة الذي يتمثل في الأزياء والموضة والماكياج وعمليات التجميل
وغيرها من الأمور التي تصب في مصلحة شركات التجميل إجمالا؛ لذا حرصت على استغلال
ما يسمى " سطوة الإعلان" فسطوة الإعلان في أي مؤسسة إعلامية له دوره
الكبير والذي يجب أن يوضع في اعتبار أي مؤسسة إعلامية ودوره الكبير في ترسيخ مبدأ
تسليع المرأة، فبدأنا نشعر أن المرأة سلعة شيئًا يباع ويشترى وهدف كل الشركات هو
السعي لتوظيفه لتحقيق أرباح خيالية منه".
ونصح زهران للخروج من هذا المأزق: "يمكننا النظر إلى توصيات
العديد من الأبحاث العلمية التي تناولت تسليع المرأة؛ ومنها توصيات لصاحب القرار
السياسي والمجال الاجتماعي، وتبني استراتيجيات إعلامية واضحة المعالم ومحددة بأطر
زمنية واضحة تقود في النهاية لتحقيق أهداف واضحة تتمثل في تقديم صورة متوازنة
وإنسانية للمرأة، وتمكين المرأة من المشاركة الفعالة في العملية الإعلامية من خلال
صحافة نسوية، علاوة على خلق آليات ربط ما بين العاملين في حقل الإعلام الموجه نحو
النساء والمختصين في مجالات العلوم الاجتماعية وخصوصا علوم الإعلام والاتصال، وفتح
آفاق جديدة للتدريب والتكوين أمام المرأة الصحفية لتعزيز قدراتها، ودعم المبادرات
التي تقوم بها الجمعيات النسائية وبخاصة في مجال توقيت الوعي بأهمية دور المرأة
الصحافي".
وأوضح زهران أنه للقيام بهذه المبادرات لابد من تحقيق عدد من
الأهداف؛ وهي دراسة الوضع الحالي للصحافة النسائية وتقويمه، وتحديد الأهداف الاستراتيجية
التي يجب على الصحافة النسائية خدمتها، ومقاربة مشكلات المرأة الحقيقية وطرحها
بصورة بارزة عميقه مستكفية لجميع الجوانب، وتقديم الدعم المعنوي والمادي للمجلات
والصحافة النسائية الجادة.
وأنهى زهران حديثه: "في عصر المجتمع الرقمي والإعلام الجديد
والشبكات الاجتماعية يتحتم على المرأة والصحافة النسائية أن تخرج من روتين الأزياء
والموضة وأخبار الفضائح، وأن تلتزم منهجية واستراتيجية تؤهلها لأن تكون أكثر جدية
وأكثر فعالية".
اقرأ أيضًا..
مذكرة
تفاهم بين "بنية وأوبنر" لدعم الشركات الناشئة في مصر
نائبة
برلمانية: "تحيا مصر" تقدم 36 طنًّا من المواد الغذائية لمنطقة الواحات
إيناس
عبد الدايم تفتتح أول مركز ثقافي تشيكي في مصر والوطن العربي
في
لفتة إنسانية.. السيدة انتصار السيسي تتناول الشاي بمنزل أسرة بالمنوفية