نهى الطالوني تكتب: الطلاق وطوق النجاة
قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ، وعلى الرغم من ذلك وبكل أسف إنتشرت ظاهره الطلاق في الآونه الأخيره كالنار في الهشيم ، إحصائية من ضمن الإحصائيات العديدة تشير إلى أن هناك حاله طلاق في مصر كل دقيقتين تقريباً ، وكأن الزواج أصبح لعنه وليس ميثاق تراضي وشرعي مثلما أشار إليه الله عز وجل ، الأمر أصبح مدهش والأغرب منه هو أن أغلب السيدات يعتبرونه بمثابه طوق نجاة يسترد حقوقهم الشرعية في حق الحياة وكبريق أمل لبدايات جديدة متزنه من صنعها هي.
ورغم أن الزواج
سنه الحياه إلا أن الطلاق حاليا أصبح هو الحياه بذاتها لدى بعض النساء اللاتي
تحررن من قيوده على حد وصفهن.
فما أسباب تلك الطفرة المجتمعية التي باتت تهدد
معظم البيوت المصرية؟
لابد من وجود
دوافع عديده أدت لحدوث تلك الفجوه التي هي بمثابه ثورة غضب عارمة تنتصر النساء في
نهايتها لكرامتها وتستعيد روحها وحياتها من جديد دون أي اعتبارات لنظرة الناس أو
المجتمع ، فلماذا وهو أبغض الحلال ؟ لماذا وهو كان ذات يوماً حلم تسعى إليه كل
فتاة؟
حلم كل فتاة هو
بناء كيان مستقل يضمن لها آدميتها ، حلم كل فتاة هو تحقيق مشروع العمر بتكوين أسره
صغيرة يغمرها الدفء والحب والسعادة مع شريك الحياة الذي توسمت فيه خيراً يكون لها
السند والعوض بعد الله ، تعيش أحلامها الوردية متناسية العقلية الذكورية التي تطغى
على المجتمع المصري الذي رسخ فيه مفهوم القوامة على أنه فرض رأي وتسلط ومنحه الحق
و المبرر للإهانة والعنف اللفظي والجسدي.
ثقافة مختلة
ومدرسة ظالمة جعلت الحياة أكثر تعقيداً وسلبت من المرآة شغفها حين اصطدمت بالواقع
المر فما بني على باطل فهو باطل.
العلاقة بين
الزوج والزوجة لابد أن تتوازن من البداية في العطاء والتعاون والتفاهم والتفاني
والاحترام والإخلاص وتتسم بالأخلاق وكأنها سباق على إثبات من هو جدير بالآخر أكثر
فكل طرف منهم عليه واجبات وله حقوق فحين يختل الميزان وتصبح المرأة مسؤوله عن
الأسرة بمفردها ونظير هذا لا تجني التقدير والإحترام المنتظرين حيث تتحول لماكينة
تعمل دون توقف ودون رحمة فمن المنصف لها جداً إنها تستغني وتشتري راحتها وسلامها
النفسي.
وعلى الرغم من أن
الزواج ذكر في كل الأديان السماوية كرباط مقدس إلا أن هناك ظروف عديدة تؤدي إلى
الطلاق بكل سهولة ودون تردد سوف يتم تناولها بالتفصيل مع شرح العوامل التي أدت إلى
هذه الظاهره البغيضه في المقالات القادمة إن شاء الله.