جميلة بوحيرد.. أيقونة الثورة الجزائرية
"الجزائر أمُنا"، صراخ تسبب في طردها من مدرستها وعقابها
عقابًا شديدًا فكانت الشرارة الأولى لانضمامها
لجبهة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، المناضلة الجزائرية «جميلة بوحيرد»، التحقت
بصفوف الفدائيين وهي في العشرين من عمرها عندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954،
وكانت أولى المتطوعات مع المناضلة «جميلة بو عزة» التي قامت بزرع القنابل في طريق الاستعمار
الفرنسي، ونظًرًا لبطولاتها في الدفاع عن الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، فكانت أهم شخصية
يتم مطاردتها من الاحتلال حتى أُلقي القبض عليها عام 1957، فسقطت محاطة بدمائها
بعد إصابتها برصاصة في الكتف، لتبدأ رحلتها القاسية مع التعذيب.
مراحل تعذيبها
بدأ الفرنسيون بتعذيب
«جميلة» من داخل المستشفى، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام من المستعمرين لكي
تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول "الجزائر
أُمُنا"، وكان دور «جميلة» النضالي يتمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد
الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة «ياسيف السعدي» الذي كانت
المنشورات الفرنسية في المدينة تُعلن عن دفع مبلغ 100000 فرنك فرنسي ثمنًا لرأسه، وحين فشل المعذِّبون في
انتزاع أي اعتراف منها، تقرر محاكمتها صوريًا وصدر بحقها حكم بالإعدام عام 1957،
وأثناء المحاكمة وفور النطق بالحكم رددت جملتها الشهيرة "أعرف أنكم ستحكمون علي
بالإعدام لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، ولن تمنعوا الجزائر
من أن تصبح حرة مستقلة".
حكم الإعدام
وكان السابع من مارس 1958 يومًا لتنفيذ حكم الإعدام على «جميلة»، لكن هذا
الحكم أثار الجدل في العالم، واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت
الملايين من خطابات الرفض من جميع أنحاء العالم، ونتيجة لذلك تم تأجيل تنفيذ الحكم،
وبعد ذلك حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر عام 1962، خرجت «جميلة»
من السجن، وتزوجت من المحامي «جاك فيرجيس» فرنسي الجنسية سنة 1965 وكان محاميها
الذي كان يُدافع عنها وعن مناضلي جبهة التحرير الوطني، واعتنق الإسلام واتخذ منصور
اسمًا له.
نشأتها
ولدت «جميلة بو حيرد» في حي القصبة، الجزائر العاصمة، وكانت
ابنة وحيدة مع سبع شُبان من أب جزائري مثقف وأم تونسية من القصبة، كان لوالدتها الفضل
الأكبر في حبها للوطن فكانت تُذكرها دائمًا بأنها فرنسية لا جزائرية منذ طفولتها، واصلت
جميلة تعليمها المدرسي، ثَم التحقت بمعهد الخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء،
ومارست الرقص الكلاسيكي، بالإضافة أنها كانت ماهرة في ركوب الخيل.
مناصب تولتها
تولت جميلة رئاسة
اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها
مع الرئيس أحمد بن بلة. آنذاك وقبل مرور عامين، استقالت وأخلت الساحة السياسية؛ لأنها لم تعد تحتمل المزيد.
ملهمة الشعراء
تعتبر «بوحيرد» من أشهر رموز المقاومة في الجزائر بل في
العالم العربي بأكمله، فكتب عنها أشهر
شعراء الوطن العربي، نزار قباني، صلاح عبد الصبور، بدر شاكر السياب، وآخرين، كما
كُتب عنها العديد من المقالات.