أستاذ علم الاجتماع يكشف لــ "هير نيوز" أسباب انطوائية الأطفال وطرق علاجها
الأحد 24/أكتوبر/2021 - 06:57 م
مؤمن رمزي
يختلف الكثير من الأطفال في زمننا المعاصر عن الآخرين، فحين يلعب زميله ويضحك ويشارك أصدقاءه ويختلط معهم، تجد آخر منعزلًا عن الجماعة مما قد يعرضه للاكتئاب، وقد يصفه زملاؤه في المدرسة بالغرور أو التكبر نتيجة انطوائيته، وسبب هذه الانطوائية إما أن تكون نتاج تعامل الأسرة وإما المدرسة وإما البيئة المحيطة.
كشف الدكتور"محمد السيد أحمد" أستاذ علم الإجتماع لـ" هير نيوز " عن أسباب عدم انطوائية الأطفال، قائلًا، "الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي متفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة، وإما أن تكون هذه البيئة مشجعة على أن يتداخل في المجتمع أو أن ينطوي".
الأسرة السبب الرئيسي في الانطوائية
وأشار " السيد " إلى أن الأسرة التي تهمل الأبناء في المراحل العمرية المبكرة خاصة مع التطور التكنولوجي، وخروج الأب والأم للعمل وترك الأبناء لفترات طويلة أمام الأجهزة التكنولوجية هذه الأمور تؤدي الى ارتباط الطفل بهذه الأجهزة وتوحده معه وعدم اختلاطه بالأشخاص، ويفقد القدرة على أن يكون كائنًا اجتماعيًّا طبيعيًّا، فينطوي مع نفسه ويخجل من التفاعل مع الآخرين.
وذكر أستاذ علم الاجتماع أن البذرة الأولى هي الأسرة فبالانشغال عن أطفالهم ينطوي هولاء الأطفال عند دخول المدرسة، فلا يكون لديهم القدرة على التعامل مع أقرانهم ويتجنبون الانخراط واللعب معهم.
وأكد على دور المدرسة في تنشئة الطفل اجتماعيًّا ومنحه القدرة على الانخراط وقيامها بدور الأسرة التي غابت عن طفلها، فيشاركون الأطفال في الألعاب الجماعية ويتفاعل المعلمين بالحوار معهم حتى يكسروا حاجز الخوف والخجل.
علاج الانطوائية المؤقتة
وتابع حديثه عن أسباب الأنطوائية، قائلًا: "منها الانطوائية المؤقته وهي المرتبطة بالحدث، بمعنى تنمر بعض الأطفال على بعضهم، أو تنمر المعلم على الطالب، وتزول هذه الانطوائية بالابتعاد عن مكان الحدث، وفي هذه الحالات يحتاج الطفل أو الشاب الذي يتعرض للتنمر وتسبب له انطوائية للاندماج للخروج من هذا الاضطراب الداخلي".
العلاج من الانطوائية
وتابع " السيد " موضحا طرق العلاج: "تفاعل الأم مع طفلها في الحوار ومشاركته أكثر أوقاته ورغباته ومواطن احتياجاته، وتجديد الثقة في الطفلة من خلال الحوار حتى يسترجع الحياة الاجتماعية الطبيعية".
وواصل الحديث عن العلاج من الانطوائية المؤقتة مشيرًا إلى زوال السبب وتهيئة الأجواء التي أدت إلى انطوائية الطفل أو الفرد، سواء كانت في مؤسسة أو في مكان العمل.
دور الأسرة في التعامل مع طفلها الانطوائي
واختتم أستاذ علم الاجتماع بقوله: لغة التواصل بين الأسرة وأعضائها أحد أهم عوامل زوال الانطوائية فلا بديل للغة الحوار والمشاركة، وابتعاد الأسرة عن التطرق للأجهزة الإلكترونية طيلة الوقت ومشاركة أبنائهم حوارًا فعّالًا مقابل ذلك، ومعرفة المشاكل التي يتعرض لها في الخارج وأسباب انعزاله عن إخوته وملاحظة ذلك، والنظر في ما يعوق هولاء الأطفال، ومد جسور الثقة بين الأهل وأبنائهم.