الإعجاز العلمي في آيات القرآن (3)
السبت 09/أكتوبر/2021 - 06:01 م
مؤمن رمزي
القرآن الكريم كتاب الله خاطب به أولياءه فعرفوه، وأولى الألباب فأدركوه، هو المعجزة الكبرى للرسول صلى الله عليه وسلم، حجة الله على الخلق، تحدى بها الكافرين، وطلب منهم أن يأتوا بمثله أو بشيء من مثله إلا أنهم عجزوا عن ذلك، ليتضح للجميع أن هذا القرآن من عند الله وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الله بعثه هاديًا ومبشرًا ورحمة للعالمين، وفي السطور التالية نستكمل كلامنا عن إعجاز الله في قرآنه.
الغلاف الجوي
حول الأرض تُطلق السّماء على كلّ ما يعلو رؤوسنا إلى ما يمكن لنا إدراكه؛ سواء بالحواسّ أم بالأجهزة، ومنها السّماء الدّنيا التي تشمل الغلاف الجوّي حول الأرض، والذي يتكوّن من عدّة أقسام، وله عدّة خصائص، وكلّما زاد الارتفاع تناقضت هذه الخصائص، وكلّما زاد الارتفاع ضاق النّفس إلى أن ينقطع نَفَس الإنسان، وقد ذُكر ذلك في قوله تعالى:" فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجعَلُ اللَّـهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذينَ لا يُؤمِنونَ "
الشمس والقمر
الشّمس والقمر من آيات الله في كونه، والتي ستفنى في يوم القيامة، قال -تعالى-: " فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ،،وَخَسَفَ الْقَمَرُ ،، وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ " القيامة "، فإنّ الله عزّ وجل يُذهب ضوءهما ويجمعهما معًا ويرمي بهما، قال تعالى " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" فالتّكوير هو لفّ بعضها إلى بعض ورميها الذي يؤدّي إلى ذهاب ضوئها، فقد روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- قال: " الشَّمْسُ والقَمَرُ مُكَوَّرانِ يَومَ القِيامَةِ ".
وفي ذلك يقول الدّكتور زغلول النّجار: أثبت العلم زوال الشّمس والقمر يوم القيامة، وذلك أنّ القمر يبتعد عن الأرض بما مقداره ثلاثة سنتيمترات في كلّ عام حتّى يصل إلى مكانٍ يفقد فيه الجاذبيّة الأرضيّة، فتقوم الشّمس بابتلاعه، فتتعادل قوّة التّنافر الكهربائيّ مع قوّة الجذب ممّا يؤدّي إلى التّكوير، وتكون الشّمس آنذاك قد وصلت إلى مستقرّها، وتسمّى هذه العمليّة بالتّكوير، والمُراد بمستقرّ الشّمس هو انطفاؤها، وهذا ما وصل إليه العلم في القرن العشرين.
ومن آياته منامكم بالليل
أنعم الله تعالى على خلقه بنعمة النّوم، وهي نعمةٌ عظيمةٌ تُساعد الجسم على أن يكون نشيطًا، قال تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ " "الروم " فبمجرد استيقاظ الإنسان ومباشرته بالعمل وبذل الجهد بشكلٍ مستمرٍّ على مدى ساعات اليوم؛ فيحتاج الجسم بعدها تلقائيًا إلى النوم؛ والذي ينقسم إلى نومٍ خفيفٍ يعلم فيه النّائم ما يجري حوله، ونومٍ عميقٍ لا يَعي الإنسان فيه شيئًا، كما نظّم الله -تعالى- في الإنسان عددًا مناسب من ساعات النّوم يتناسب مع عمره ونموّه وحاجته.
عالم الطيور
قال تعالى: " أَلَم يَرَوا إِلَى الطَّيرِ مُسَخَّراتٍ في جَوِّ السَّماءِ ما يُمسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّـهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ " النحل " فالله تعالى الذي خلق الكون بما فيه، وخلق الجاذبيّة ليُساعد هذه المخلوقات على البقاء على الأرض، هو ذاته الذي خلق الطّيور وأودع فيها الخصائص التي تتغلّب فيها على هذه الجاذبيّة، مثل خفّة وزنها، ومتانة جسدها ومرونته، واتّزانها، ممّا يساعدها على الطّيران، وجعلها الله -تعالى- خفيفة الوزن؛ ويتبيّن ذلك بالنّظر إلى رقّة عظمها، وخفّة ريشها، وصغر رأسها وخلوّه من الأسنان التي تُسبّب الوزن الزائد، وكلّ ذلك بما يتناسب مع حجمها وكثافة الهواء الذي تطير به قال تعالى: " وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم" "الأنعام " وكذلك ذَيْلها الذي يساعدها على التّوجه والارتفاع والتهيّؤ من أجل الهبوط.