الحب ينتصر.. زوجان يتراجعان عن دعوى طلاق في محكمة الأسرة
الخميس 07/أكتوبر/2021 - 04:09 م
محمد على
دخلت المحكمة ودموعها تنزل وكأن عينها قد قررت ألا تجف أبدا، وهو ظل يراقبها وقلبه يرتجف من وراء أضلعه.
العشيقان تحولا خصمين ظلا عاما كاملا فى حروب قضائه وتراشقات تتردد بين الحين والآخر، لحظات قليلة وتكتب كلمات النهاية بقرار من محكمة الأسرة، لكن نبضات قلبهما تأبى الاستسلام، الجسدان يقتربان، يتعانقان، بينما يخيم الذهول على الحاضرين، كيف للحب أن ينتصر بهذه الطريقة؟.
رضى العاشق أن يتحول إلى قيس جديد لكنه رفض أن يشارك المحب الأسطورى فى نهاية حياته، عندما عثروا على جثته وسط الأحجار فى الصحراء، وأصبعه قد خطت أخر أشعاره من بينها "مات جريح القلب".
قيس هذا الزمان أبا أن يموت جسده وقلبه مازال جريحا، ليلاه ساعدته أيضا عندما انزوت عن كلمات أهله وأهلها، عندما تجاوزت الصعاب والتجاوزات وتركت الأمور الحسابية لأهلها أن تجعل من معادلتها الوحيدة أن الحب لا يعرف المستحيل.
حياتها بالفعل أشبه بقصص من الراويات بدأت وهما فى عامهما الجامعي الأخير، كلا منهما كان يعتبر تلك الفترة هى البوابة التي سيدخل من خلالها إلى جنة العشق او ستخرجه إلى جهنم الفراق، ثلاث سنوات تبادلا فيها النظرات وكلمات الحب والغرام، وفى الرابعة كان الامتحان عندما انهارت الفتاة الجميلة أمامه، تخبره بأنها أتت من قريتها فقط من أجل التعلم، وأنها لم تستطع كتمان شعورها نحوه عن والدتها، وأن والدتها أمرتها أن تقطع تلك العلاقة نهائيا، إلا أن يقوم بالتقدم لأهلها، هو طار من السعادة، كان أتيا من أجل أخبارها بأنه سيأتي إلى أهلها للتقدم إليها لكن فور الانتهاء من فترة الامتحانات وعلى الرغم أن والده لم يوافق فى البداية بزواجه منها، بسبب تدني مستواها المادي ووضعهم فى خانة الأثرياء إلا أن إلحاح الابن نسف تلك العقدة التي امتلكها الأب، بالفعل كان اللقاء بين ابن الذوات والجميلة فى منزل أهلها البسيط في إحدى القرى، وفى المقابلة الأولى كان الترتيب على كل شيء وتحديد موعد للزواج، أربعة أعوام كاملة كانت كفيلة لأن تجعلهما يقرران الزواج بل أن يحققا حملهما الوحيد الذي اشتركا فيه منذ تبادل النظرات وبالفعل تم الزواج.
وقف كل منهما أمام المحكمة ووفقا لما قاله كل منهما أمام القاضى، بأنهما عاشا أجمل أيام حياتهما فى البداية، حتى بدت أحوال زوجها تتغير، بسبب عمله مع والده فى التجارة، مما جعله يسافر لأيام طويلة ويتركهما بمفردهما فى المنزل كان لابد وأن يتشاركان فى وضع حد لها لتستطيع اقناع بأنها ستعمل هي الأخرى حتى لا تشعر بالملل ووافق الزوج، لكن ماحدث كان بداية جديدة لموجة عاصفة من المشاكل.
والد الزوج يثور ضده، يواجهه كيف له أن يترك زوجته تعمل؟، ولماذا فهو لا يحتاج لدخل آخر؟، هل سيتركها تختلط بالرجال، ستكون السيدة الأولى فى العائلة التي تعمل خارج منزلها، حتى انهار الزوج امام والده ووعده أن يجعل زوجته تقف عن العمل.
اقرأ أيضًا..
اشتد العناد بين الزوجين، وهى تطلب أن يعمل ساعات محدودة فى اليوم دون سفر، أو أن يتركها تعمل فهي لا تطيق العيش بمفردها، بين أركان المنزل، لكنه رفض، وهي زادت من عنادها حملت حقائب ملابسها وانطلقت إلى أهلها، أما هو فقرر بعد عدة تهديدات رفع دعوى ضدها، المشاكل تزداد، يتخاصمان، كل شخص منهما فى وادي، وأصبح بينهما محاضر شرطة ونيابة، وحضر العاشقان ومحاميهما ولم يستطع منهما السكوت واحتضن كل منهما الأخر، ويعودان إلى عش الزوجية وسط ذهول الحاضرين وليعلن الزوج أمام المحكمة تنازله عن الدعوى الذي تقدم بها ضدها.
وعادا العاشقان وانتصر الحب فى النهاية.