لأ أبدًا هنحارب.. صرخة بهية تجلب النصر
الأربعاء 06/أكتوبر/2021 - 10:06 ص
"لأ أبدًا هنحارب".. صرخة أطلقتها "بهية" التي جسدت دورها الفنانة الراحلة محسنة توفيق في فيلم "العصفور" للمخرج الراحل يوسف شاهين، وهي تركض في حواري حيها الفقير، بعد نكسة 1967، ليتنبأ من خلالها صناع الفيلم الذي انتج عام 1972 ومعهم "بهية"، بأن الحرب والنصر قادمين لا محالة، في وقت كانت تخوض فيه القوات المسلحة معارك ضارية في حرب الاستنزاف.
الفن مرآة للواقع
صرخة بهية التي كانت تعمل "خياطة" في الفيلم، تحدت من خلالها اليأس الذي لمحته في أعين من حولها، فنفضت بصرختها روح الهزيمة عن ابنائها، وفتحت شبابيك البيوت المغلقة، ليردد فيما بعد خلفها جموع المواطنين "هنحارب"، فجاء المشهد على الرغم من أن شخصية "بهية" ترمز لمصر، إلا أنه جاء تجسيدًا أيضًا لدور الأم في كل بيت مصري وقت النكسة وخلال حرب الاستنزاف بما تقدمه من دعم معنوي لابنائها وحثهم على مواجهات التحديات وزرع اليقين بالنصر ورفض لنظرة الانكسار في عيون فلذات أكبادها.
بهية تتبرع بالدم
المشهد الثاني واقعي ولا يمط للرمز بصلة، حيث كشفت الإحصاءات الرسمية، خلال حرب أكتوبر عن تبرع أكثر من 30 ألف فتاة وسيدة بالدم لمصابي وجرحى حرب أكتوبر من جنودنا الأبطال.
لتعطي "بهية" قبلة الحياة لمن وعدتهم بالحرب والنصر، فلم تبخل عليهم بدمائها، كما هم لم يبخلوا عليها بدمائهم في معركة تحرير الأرض واسترداد الكرامة.
فروت دماء بهية، أجساد جرحى الحرب، وسالت في عروقهم، لتجدد العهد معهم بضرورة النصر ومواصلة المعركة حتى آخر نفس.
سيمفونية الزغاريد
المشهد الثالث، تستقبل "بهية" أبطال الحرب بسيمفونية مصرية خالصة مبهجة على واقع أذان المصريين أكثر من سيمفونيات بيتهوفن، تسمى في شوارعنا وحوارينا بالـ "زغاريد"، فعزفت نساء مصر بحناجرها سيمفونية النصر، وهن يستقبلن أبطال حرب أكتوبر في الشرفات والشوارع، بالورود.
بالتأكيد لم يقتصر دور المرأة المصرية في حرب أكتوبر على تلك المشاهد الثلاث، فكانت الممرضة والإعلامية والمرشدة للجنود في سيناء والإسماعيلية ومشرفات على طهي الطعام المقدم للجنود على الجبهة، فكانت المرأة شريكا أساسيًا في نصر أكتوبر، ببطولات لن تمحى من ذاكرة التاريخ.