إعجاز اللغة في القرآن (11).. كلمات في كتاب الله تؤدي معنى مختلفًا
الإثنين 04/أكتوبر/2021 - 08:59 م
مؤمن رمزي
إعتنى المسلمون منذ فجر الإسلام، وانبثاق نور الهداية الإلهية على ربوع العالم بالقرآن الكريم، مصدر تلك الهداية ومنبع ذلك الإشراق، عنايةً كبرى شمِلت جميع نواحيه، وأحاطت بكلّ ما يتصل به، وكان لها آثارها المباركة الطيبة في حياة الإنسان عامّة، والمسلمين خاصّة، وأفاد منها العلم، وأفاد منها العقل، وأفاد منها الدين، وأفاد منها كلُّ مظهرٍ من مظاهرِ النشاط الفكري والعملي عرفه الناس في حياتهم المادية والروحية. وفي السطور التالية نختتم كلامنا عن مايفهم من القرآن بغير المراد.
يقول الله تعالى "ومِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا "الإنسان ": أي صلّ له، وليس معناها ذكر اللسان، هذا قول أكثر المفسرين.
وقال سبحانه " رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا" "النازعات ": بفتح السين أي رفع سقفها وارتفاعها، وليس المراد هنا السُمك بالضم أي العَرض والكثافة.
ويقول الله "مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ" "التكوير": يخطئ البعض في معنى ثَم وفي نطقها: فـ ( ثَم ) بفتح الثاء أي: هناك وبضمها ثُم: للعطف. والمعنى جبريل مطاعٌ هناك في السماوات أمين، ومثله قوله تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا" " الإنسان " أي وإذا رأيت هناك في الجنة.
وفي قوله تعالى " وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ " "الانشقاق": أي سمعت وانقادت وخضعت وحق لها أن تسمع وتطيع، وليس أذنت بمعنى سمحت، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن، يجهر به"أخرجه البخاري ومسلم يعني بذلك: ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن، استماعٌ يليق بجلاله سبحانه.
وقول الله "وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ" " الإنشقاق ": أي بما يضمرون وما يجمعون في قلوبهم، من الوعاء الذي يجمع فيه وليس من الوعي والإدراك.
وقوله تعالى " وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ " "الفجر ": أي قطعوا الصخر ونحتوه وخرقوه، وليس جابوه بمعنى أحضروه كما في اللهجة العامية.
وفي سورة الفجر يقول أيضا " فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ": قدر يعني ضيق عليه رزقه وقلّله وليس من القدرة والاستطاعة.
"وفي سورة التين قال الله " فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ": أي غير مقطوع عنهم، وليس معناها: بغير منّة عليهم، فلله المنّة على أهل الجنة دائمًا وأبدًا إذ لم يدخلوها إلا برحمته.
وقال تعالى " إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ" "العاديات ": الخير أي المال، فهو محب للمال حبًّا شديدا، وليس المراد به أعمال البر.
ويقول الله في سورة القارعة " وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ● فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ " "القارعة ": أي رأسه هاوية بالنار وقيل أمه هي نفسها الهاوية وهي درك من أدراك النار سميت أمه لأنها تؤويه لا مأوى له غيرها نسأل الله العافية منها، وليس معنى الأم كما يتبادر.