الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

مراهقات ضحايا لـ "العقد النفسية" وانحرافات "السوشيال ميديا" بسبب انفصال الوالدين

الإثنين 04/أكتوبر/2021 - 07:01 م
هير نيوز

تعد تجربة الإنفصال من التجارب الصعبة ليس فقط علي الزوجين ولكن تكون أصعب على اللأطفال، وتؤثر بشكل كبير إن كان الأبناء في مرحلة المراهقة؛ كونها مرحلة يمر بها الأبناء بيتغيرات فسيولوجية ونفسية ويكونوا بحاجة كبيرة للدعم المعنوي والأسري، ولكن عندما يحدث الانفصال تبدأ معاناتهم.

ولذلك قامت "هير نيوز" بعرض نماذج لمراهقات كانوا ضحية الانفصال مع تعليق من بعض المختصين على هذه الحالات.

حضان الجدة

"أ.ف" و"س.ف" شقيقتان كانا ضحية الانفصال وهن في سن 15 و17 وأجبرت الأم على ترك بناتها لجدتهن لوالدهم حسب القانون، وبسبب المشاكل التي جاءت بعد الإنفصال حرموا الفتاتين من رؤيا أمهم، وبرغم وجود الجدة الحنون إلا أن فرق السن الكبير واختلاف الأجيال كان عائقًا كبيرًا بينهم وبين جدتهم؛ ولذلك كانوا دائمي الحاجة لأمهن.

عقدة الزواج

"ن.ع" فتاة تخلي والدها عنها هي وأمها في سن 12 وتركهم حتي دون وقع أي طلاق، فمرت الأم وابنتها بأوقات صعبة بين إنتظار الأب الغائب دون سابق إنزار ومعرفتهم بعد غياب دام سنتين انه تزوج من أخرى؛ ولذلك وجب على ألم أن ترفع قضية طلاق وتحصل عليه، كل ذلك كان له تأثير كبير على الفتاة، ومع مرور السنين أصبح لديها عقدة من الرجال خوفًا من أن يحدث معها مثلما حدث مع أمها.

ما بين "زوج الأم " و"مرات الأب"
"ع.م" هي الطرف الوحيد الذي جني ثمار الانفصال وهي في سن 16 فبعد حدوثه قام الأب بالزواج للمرة الثانية ثما عقبته الأم بالزواج مرة أخرى تاركين ابنتهم بين قسوة "مرات الأب" وعدم رغبة "زوج الأم" بها لينتهي بها الحال عند عمتها لعدم قدرتها على الإنجاب وتلقي الرعاية والاهتمام من أشخاص ليسوا عم من أنجبوها.

وقال الدكتور "أشرف حنفي" أستاذ علم الاجتماع، موضحًا تأثير انفصال الوالدين على المراهقات: "مما لاشك فيه أن الطلاق أمر صعب على الأسرة بأكملها ورغم صعوبته قد يكون الحل الأمثل تفاديا للأصعب، ورغم القناعة التامة بذلك إلا أنه يترتب على الطلاق تأثير سلبي على الأولاد وخاصة المراهقات".

مشاعر المراهقة

وأوضح "حنفي" أن الشعور بالخجل الذي يعتري المراهقة وإحساسها أن الأسرة أصبحت مختلفة عن باقي الأسر، وانهيار القدوة الممثلة في الوالدين وأحيانا كره أحد الأطراف وتحميله المسئولية، وشعوره بعدم الأمان وعدم الثقة في الآخرين، يحدث كسرًا في مشاعر المراهقة؛ وذلك لاحتياجها المباشر للاحتضان من قبل الوالدين.

واستكمل "حنفي": ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تلجأ المراهقة إلى استعاضة هذا الاحتضان من أشخاص آخرين لمجرد أنهم يشعرونها بالاهتمام، وينتج عن ذلك انجراف الأبناء في كثير من الأحيان لهذه المواقع لإثبات الذات من خلال التيك توك أو الصفحات المختلفة في مواقع التواصل؛ مما يترتب عليه كثير من الانحرافات السلوكية.

مشكلات الأبناء

وأكد "حنفي": نجد أن المجتمع الوهمي الذي يلجأ إليه الأبناء يتسبب في انحراف بعضهم، ونجد أن الشخصية التي في مرحلة التكوين والإرشاد قد تحولت لشخصية تعتبر نفسها مسئولة عن أفعالها، ومن المشكلات التي تواجه الآباء عند انفصال أبنائهم محاولة إرضاء أبنائهم بأي طريقة؛ وذلك محاولة لكل منهما جذب الأبناء نحوه عن طريق تلبية طلباتهم أو تقديم عدد من التنازلات نحو الإرشاد والتوجيه؛ مما يتسبب في استغلال الأبناء لهذه النقاط، ورفع سقف الطلبات، ويتحول بعض المراهقين إلى شخصية مضطربة ما بين الانطواء والعدوانية، أو تصبح شخصية تتسم باللامبالة لعدم شعورها بالأمان والاستقرار.

مرحلة المراهقة

واختتم "حنفي" بأن مرحلة المراهقة صعبة في حد ذاتها، فما بال وقع الطلاق على نفس المراهقة، ومهما كانت الأسباب واضحة ومهما كان الحل الأفضل لن يتقبل الأمر، ولن يتفهم إلا بعد فترة؛ لذا على الوالدين قبل اتخاذ هذا القرار التفكير كثيرًا في العواقب المترتبة عليه، وفي حال أنه القرار الأمثل ينبغي تهيئة الأمر للأولاد، وكذلك الصبر عليهم لتقبل الأمر والاحتواء من قبل الوالدين، وتذكيرهم دائمًا بأن الانفصال ليس له علاقة بمحبتهم كأولاد.


آثار الانفصال

وللدكتور "وليد هندي" استشاري الصحة النفسية رأي حول تأثير الانفصال على المراهقين بشكل عام والمراهقات بشكل خاص.
قال " هندي " إن الانفصال يكون له تأثير كبير على الأطفال والمراهقين سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، وتتعمق آثارها النفسية إن كان الانفصال يتبعه صراع بين الآباء، ووصول الأمر إلى المحكمة، ويليها مشاكل الرؤية والنفقة، كل ذلك يعمق من الأثر النفسي والصحي على المراهقين والمراهقات.

واستكمل "هندي": ويزداد الأمر صعوبة إن كان الأبناء في مرحلة المراهقة المبكرة لوجود بعض المشكلات الصحية مثل الصداع واضطرابات في النوم وفقدان في الشهية، وتمر الفتاه بإضطرابات "الدورة الشهرية"؛ بسبب الحالة النفسية التي تمر بها، والتوتر الدائم والشعور بالإجهاد.

وأوضح " هندي "، أنه بسبب ما مرت به الفتاه أثناء انفصال الأبوين يتكون عندها صورة ذهنية عن الزواج أنه مشروع فاشل وتعزف عنه؛ خوفًا من تكرار فشل أبويها، أو على النقيض بسبب ما حرمت منه من دفء وحنان الأسرة تبدأ بالبحث عنه خارج المنزل؛ نظرًا أن في مرحلة المراهقة يكون من السهل التأثير عليها..

وأكد "هندي " على أن هناك بعض المشكلات التي تواجه المراهقين ضحايا الانفصال كـ "السرقة المرضية" "العصبية المفرطة" "الرغبة في الانتقام" "التأخر الدراسي" "العزلة الاجتماعية" و"العدوانية".

ظاهرة الصمت الاختياري

هناك ظاهرة موجودة عند المراهقات "الصمت الاختياري" وتوجه كافة حواسها للموبايل وتندمج معه أكثر من التفاعل البشري.

ويترتب أيضًا على الانفصال شعور الفتاة بالخزي والخوف عندما يأتي لها "عريس"؛ خوفًا من نظرة المجتمع للأم المطلقة.

"الهروب من المنزل" "التفكير في الانتحار" من أكثر الظواهر التي لوحظت على الفتيات نتيجة الانفصال بين الأبوين.

آثار نفسية كبيرة يتعرض لها الأبناء بعد الانفصال يجب على الآباء التفكير فيها قبل اتخاذ هذه الخطوة.


ads