الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

استشاري طب نفسي يكشف أسباب انتشار تأخر الزواج وآثارها على المرأة

الجمعة 01/أكتوبر/2021 - 01:30 م
هير نيوز

قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية في تصريح خاص لموقع «هير نيوز»، إن جميع الأديان السماوية والحضارات الإنسانية حثت على الزواج كقيمة إنسانية واجتماعية لها أثرا عظيما في تقدم الإنسان وتطور المجتمع، مشيرًا أنه في الحضارة الفرعونية القديمة كان المصريون يعبدون الآلهة المقدسة مثل النيل، حيث يقوم المصري القديم بإلقاء فتاة في النيل تسمى عروسة النيل علي سبيل الزواج.

وفي الديانة المسيحية حضر المسيح عيسى بنفسه عرس قانا الجليل في إشارة منه لإعلاء قيمة الزواج ونبذ العنوسة، مستشهدا بذلك قوله تعالى "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن "، ولكن بالرغم من كل هذا إنتشرت العنوسة كظاهرة عالمية موجودة في معظم دول العالم، حيث بلغت نسبة العنوسة في العراق والصومال حوالي 30% والبحرين حوالي 35%.

وتابع، ولعل من أهم الأسباب وراء ظاهرة العنوسة وانتشار العزوف عن الزواج الظروف الاقتصادية، والتي تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة فبدون وجود وظائف مستقرة سيعجز الشاب عن تكوين نفسه ليكون قادرا علي الزواج، كما أن غلاء المهور وتكاليف الزواج وتجهيز المنزل جميعها تقف عائق أمام الشباب في الزواج، فهذه المصاريف تحتاج العمل لسنوات طويلة خاصة إذا كان راتب الشاب متواضعا.

وأضاف، كما أن لجوء الشباب ودخولهم في علاقات محرمة عبر الإنترنت سهلت لديهم المهمة من عدم تحمل أعباء أو مسؤلية، بل إن تعليم المرأة وإصرار البعض علي رفض فكرة الزواج إلي حين الإنتهاء من الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه، جعلتها ترفض الزواج ممن هو أقل منها تعليما، فتتقدم في العمر ويفوت عليها قطار الزواج.

وأوضح، الجدير بالذكر أيضا أن هناك عوامل تكوين الشخصية يؤدي للعنوسة، فالبنت الجذابة لا تحب أحد وتعتقد أن فارس أحلامها لم يولد بعد وأنه لا أحد يستحق جمالها، في حين أن الشخص الشكاك لا يكمل علاقته وبالتالي تزداد نسبة العنوسة، وأيضا يلجأ الشباب إلي الهجرة في الخارج للبحث عن عمل أو للتعليم، مما يدفعهم إلي الاستقرار في البلاد الأجنبية والزواج من فتيات أجنبيات نظرا لقلة التكاليف الزوجية منهن.

وأكمل، يعد عامل ضعف شبكة العلاقات الإجتماعية والأسرية أحد العوامل المؤدية للعنوسة، حيث تسود حالة من العزلة والانكماش وتقل العلاقات الأسرية والإجتماعية وهذا يجعل مسألة التعارف صعبة ويجعل الكثير من الفتيات منسيات، في حين أن وجود أشكال جواز غير رسمية فنرى شاب عانس ولكنه في الحقيقة متزوج زواج عرفي، حيث شاع خلال الفترات الأخيرة مبادرات تشجع علي العنوسة، ولعل أبرزها "خليها تعنس " "أعنس بمزاجي " وغيرها.

وتابع، تؤدي العنوسة إلي عدد من التأثيرات السلبية الخطيرة علي المرأة، حيث تشعر الفتاة بألم نفسي يؤدي للشعور بالحرمان نتيجة عدم الالتقاء بشريك الحياة، والعزلة والانطوائية فتهرب الفتاة من نظرات الناس ومحاولة البعض تمني الزواج لها بصفة مستمرة، مما يدفعها لتفضيل الانعزال، وتشعر دائما بالحرمان الفطري لاسيما رغبتها للشعور بالأمومة والسعادة الزوجية.

اقرأ أيضًا..

«عقبال عوضك» في عيون البنات: المجتمع يقسو على «الفتاة العانس»


وتعاني أيضا من التوتر الدائم نتيجة عدم إشباع رغباتها الجنسية وتشعر دائما بالقلق والاكتئاب، وتؤدي العنوسة إلي آثار اجتماعية سلبية أبرزها التسرع في الزواج والقبول بأي شخص دون معرفته، والتعرض للزواج العرفي والزواج بشكل غير مكتمل، كما أنها قد يصل بها الأمر إلي التفكير في التبرج، وتصل في بعض الحالات إلى التورط في بعض أمور العنف.

ads