الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

رحلة «التاتو» من الحضارة الفرعونية للقرن الـ 21

الجمعة 01/أكتوبر/2021 - 02:22 م
هير نيوز

لم يكن فن رسم الوشم أو "التاتو" ابتكار حديث في مجتمعنا المصري والذي انجرف إليه عدد ليس بقليل من الشباب كنوع من التغيير أو توثيق حدث معين، رغم الألم الذي يسببه.

بل عرف التوشيم أنه ممارسة أوراسية، تعود إلى العصر الحجري والعصر النحاسي، فقد بدأ فعليًا فن العملي لرسم الوشم منذ 4000 عام قبل الميلاد، عند المصريين القدماء، حيث كانوا يقومون بالوشم على مومياواتهم، ويكرسون فكرهم العقائدي والديني من خلال الوفاء لهذه المبادئ عن طريق رسمها على أجسادهم.

كما اعتبروا أن الوشم هو عبارة عن رسم الإنسان لمبدأ ما هو يؤمن به أو عقيدةٍ خاصة به أو ذكرى لأحد أحبائه الغائب عن حياته، بحيث أنه أينما ذهب ومهما حل به ستظل هذه الذكريات والمبادئ مرافقةً له على جسده وأمام ناظريه.

وتم العثور على مومياء في وادي " أوتز" في جبال الألب وعليها ما يقارب الـ 57 وشما كربوني تتكون من نقاط وخطوط بسيطة في العمود الفقري السفلي، وخلف الركبة اليسرى وعلى الكاحل الأيمن، ويعتقد بأن هذه الوشوم كانت شكلًا من أشكال العلاج بسبب موضعهم الذي يشبه الوخز بالإبر.

وقد تم اكتشاف مومياوات أخرى تحمل الوشم والتي يعود تاريخها إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، مثل مومياء أمونيت في مصر القديمة ومومياءات بازيريك في هضبة أوكوك.

وشهد بعد ذلك التاتو أو الوشم تصاعدا في الشعبية في أجزاء كثيرة من العالم حتى أصبح وجوده خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واضحًا في الثقافة الشعبية.

وتعد اليابان من الأمم التي بدأت العمل بالوشوم قديمًا في عام 400 قبل الميلاد، حيث كانت فكرتهم مشابهة لفكرة الوشم الترسيخية والأساسية، وهي إعلاء شأن المبادئ والمعتقدات وغرزها في الجسد لتخليدها والوفاء بها، وكانوا يستخدمون رسم الوشوم أيضًا للدلالة على المجرمين، ويرسمون وصفًا دقيقًا لملابسات الجريمة للتوصل إلى الفاعل.

أما الأمريكيون فقد ركزوا قبل المسيحية القديمة على ضم وشوم تبرز ولاءهم للقبيلة التي ينتمون إليها، وخاصةً قبائل "الإيروكوا" وقبيلة "الشيروكي"، أما النساء فقد كانوا يوشمن لإظهار إرتباطهن، أي إن كانت متزوجة أم لا.

وترجع جذور التوشيم في العالم الغربي في " بولنيزيا" من قبل المستكشفين في القرن الثامن عشر، وهذه العادة أصبحت شائعة بين البحارة الأوروبيون، قبل أن ينتشر في المجتمعات الغربية عمومًا.

ويُقال أن البحارة الغربيين أعجبتهم فكرة الوشم، وانتشر بينهم هذا الفن بسبب طول الرحلات البحرية وطبيعتها المملة، فبدلًا من جلوس البحارة دون أن يفعلوا شيئًا، قاموا بالوشم على بعضهم البعض بغرض تمضية الوقت، وكان الأمر مجرد هواية غالبًا في بدايته، بينما تم صنع حبر الوشم من البارود والبول.

كما كانت تحمل الأوشام البحرية معاني أو تعاويذ معينة، على سبيل المثال، كانت المرساة تعني إنك عبرت المحيط الأطلسي، في حين أن رسم وشم لخنزير وديك على قدميك من المفترض أن تكون بمثابة تعويذة تحميك من غرق سفينة

ويذكر أنه تم اختراع آلة الوشم الحديثة عام 1891 على يد مؤسسها "سامويل أورايلي" مستوحاة من آلة المرسام التي اخترعها ”توماس أيدسون“ عام 1877.

اقرأ أيضًا..

يتم رسم الوشوم بواسطة ماكينة مدورة لها إبرة حادة تتحكم بعمق الوشم ودخوله إلى طبقات الجلد، ويوجد بهذه الماكينة علبة صغيرة معدنية لتعبئة الحبر بها، ويعد رسم الوشم مؤلمًا بحسب العمق الذي يريده الشخص، كما أن هناك آلات متطورة جدًا يقوم الرسام بالتحكم بها عن طريق دواسة قدم.

ويراعى مع رسم التاتو التعقيم والنظافة وارتداء القفازات، لمنع إنتشار الأمراض الجلدية والتي تنتقل عبر الدم.

ads