هجر ومقاطعة.. طرق فاشلة لعلاج المشكلات الزوجية
الأربعاء 29/سبتمبر/2021 - 02:58 ص
عبد الرافع علي
لا شك أن الحياة الزوجية مليئة بالخلافات، فلا يمكن للحياة أن تستمر بشكل مستقيم دون عقبات وعوائق تُختبر من خلالها العلاقات، وإلا فإنها تفشل نتيجه لسوء الفهم يبن الطرفين، ولكن هناك نوع من الرجال عندما تحدث مشكلة بينه وبين زوجته يتجه إلي استخدام أسلوب المقاطعة والهجر كعلاج لحل المشكلة فتراهم يعيشون فى منزل واحد ولكن كل واحد منهم في واد يشغله إلي أن يتمكن الكبرياء منهم والرجل يري أنه بمخاصمته لزوجته أنه هكذا يعاقبها أو يعْلمها خطئها كي لا تفعله مره ثانيه، بينما نجد الواقع على خلاف ذلك
فقد حكى رجلا قصتها الأليمة عندما قاطع زوجته وتمكن الكبرياء منه ندم ندما شديدا، فقال "كنت متزوجا من سيدة جميلة وأنيقة ولطيفة، مرت بنا السنين، كانت لي الزوجة والحبيبة والصديقة، ففي أحد الأيام حصل بيني وبينها مناقشة وانتهت بالقطيعة، لا أكلمها وتحاول هي كسر القطيعة، ولكننى كنت مصمما على موقفى، طالت المقاطعة، وازداد العند بداخلى فقررت تأديبها واخذت اهددها بالزواج عليها،وفي أحد الأيام عند عودتي من العمل ومع زيادة الفجوة بيننا واصراري على موقفى، جلست معي بهدوء ثم قالت لي: طلقني! وقع كلامها علي كالصاعقة فقلت لها بكبرياء: "اللي مش عايز يعيش في بيتي مع السلامة".
حاولت امتصاص الصدمة، وطلبتُ أن أخرج أنا من البيت وتبقى هي والأولاد، ولكنها رفضت بكبرياء، ثم أعدت أغراضها وخرجت بصمت، وفي الحقيقة شعرت أن جزءا من كياني انتزع،ولكنه الغرور وطلقتها كنوع من الضغط عليها، فضلت فترة من غير زوجة ونصحني من حولي بالزواج وهم لا يعرفون أن التي ذهبت لن تعوض.
ونرصد لكم فى «هير نيوز» رأي علم العلاقات الأسرية ورأي الدين في الزوج الذي يعاقب زوجته بالتغافل والخصام والمقاطعة.
قال الدكتور رأفت رضوان "دكتور التنمية البشرية والعلاقات الأسرية"، إن الرجل الذي يقاطع زوجته أو خطيبته كعقاب لها أسلوبا خاطئا، ويُرفض استخدامه بين الزوج وزوجته وكذلك الخطيب وخطيبته.
وأكد على أن العلاقات تبنى على التواصل، لذا فإن فكرة المخاصمة أو الترك أو الهجر يكون قطعا لهذا التواصل بل على العكس تماما فإنه يزيد الطين بلّه.
وبين أن قطع التواصل هنا يعني البعد والهروب، سواء أكان بعدا عاطفيا أو ماديا فيبني قصورا من الانهزامية؛ لأنه لم يستطع أن يتواصل بطريقة صحيحة.
وأوضح أن الإنسان إن كانت لديه قدرة على الإقناع وعلى تفهم ما يدور حوله وعلى المحبة والاحتواء فإنه يستطيع أن يوضح لزوجته أو لخطيبته كل شيء دون هجر أو مقاطعة.
وأشار إلى أن أغلب ما يحدث في العلاقات من مشاكل يكون ناتجا عن سوء فهم، فلا بد على متولى مسؤولية هذه العلاقة أن يبدأ في طرح أبعاد هذه القضية والأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك ومن هنا ينتج الحل.
وذكر أنه فى كل علاقة لا بد من توافر بعض الأشياء كالتفاهم والثقة وشرح أبعاد كل نقطه لكي تصل إلى الطرف الآخر بطريقة صحيحة.
إحسان الزوج لزوجته يجعلها لا تطيق هجره
قال الشيخ علي عبد العليم، داعية في وزارة الأوقاف، فى تصريح خاص لـ«هير نيوز» إن درجات معالجة الرجل لشريكة حياته سواء كانت زوجته أو خطيبته هي أولا الوعظ ثم الهجر وهذا ما بينه الله عز وجل فى كتابه حين قال: < وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ..>.
وبيّن أن النشوز هو الخروج عن الطاعة فأمر الله الرجل أن يتعامل أولا بالوعظ والنصح والإرشاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته..> فأنت مسؤول أمام الله عن أهلك.
وذكر أن قول الله تعالى < وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ..> فسره العلماء بعده تفسيرات منها أنه يبتعد عن الجماع أو لا يبيت معها في الغرفه، لكن كل هذا إذا لم يجدى الوعظ ثماره.
اقرأ أيضًا..
4 مشاكل زوجية تواجه الأم بعد ولادة طفلها الأول
وأشار إلى ضرورة أن يتحلى الزوج الواعظ بالمعرفه ويكون رجلا باحثا، فيبحث جيدا عن الموضوع الذي يريد أن يرشد زوجته إليه بحيث تشعر أنه محل ثقة ومعرفة، فتطبق علي الفور.
وأوضح أن إحسان الزوج لزوجته يجعلها لا تطيق هجره ولا تقدر على تكدير صفوه، ومن هنا تستقيم العلاقة الزوجية.