إعجاز اللغة في القرآن (6).. كلمات في كتاب الله تؤدي معنى مختلفًا
الثلاثاء 28/سبتمبر/2021 - 05:33 م
مؤمن رمزي
الكلمات القرآنية فيها إرشاد للضال والمهتدي، وهي طريق الصالحين ومنهج التائبين الخاشعين، وهي دستور الفقهاء والمفسرين، ومن أنعم الله عليه بحفظ القرآن وفهمه سلك درب أهل النور والبرهان، ونستكمل في السطور التالية كتابتنا عن ما يفهم من القرآن بغير المراد منه.
قال الله تعالى: «وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» الحج، رجالا أي على أقدامهم، والمعنى يأتوك مشاة وركبانا، وليس المراد هنا: الذكور.
ويقول الله تعالى: « لَكُمْ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ» الحج: محِلها بكسر الحاء أي حيث يحِل نحرها، وليس المعنى مكانها بفتح الحاء.
وقوله تعالى: «فإذا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا» الحج: أي سقطت جنوبها بعد نحرها "أي الإبل" وليس الوجوب الذي بمعنى الإلزام.
وأيضا في سورة الحج يقول تعالى" «إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ»: أي إذا قرأ القرآن ألقى الشيطان الوساوس في قراءته، وليس التمني هنا الذي هو طلب حصول شيء بعيد الوقوع.
وقوله سبحانه: «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ» المؤمنون: وجلهم هنا من فعل الطاعة ألا تقبل منهم، وليس من فعل المعصية، قالت أمّنا عائشة رضي الله عنها للمصطفى صلى الله عليه وسلم: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: "لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون". أخرجه الترمذي بسند صحيح، وقال الحسن: لقد أدركنا أقواما كانوا يشفقون من حسناتهم أن ترد عليهم، أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها".
وفي قول الله تعالى: «لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ» النور: المتاع أي الانتفاع والتمتع والمصلحة وليس المراد بها الأغراض أو الأثاث، وذلك كدور الضيافة وغرف الفنادق.
وقال تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ» النور: جيوبهن أي صدورهن، فينسدل الخمار إلى أن يغطي الصدر، وليس الجيب بمعنى خبئة الثوب التي يخبّأ فيه المال وما شابه كما هو شائع.
وعند قول الله: «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» النور: المشكاة كوّة، أي شباك صغير مسدود غير نافذ، كالذي يوجد في البيوت القديمة وغرف التراث توضع عليه السُرج وغيره، وهي أجمع للضوء وقيل هي موضع الفتيلة من القنديل، وقبل أن أضع هذه الكلمة هنا سألت ثمانية من الإخوة عن المشكاة فظنوا أنها سراج أو زجاجة أو ما شابه.
اقرأ أيضًا..
وفي آخر سورة النور يقول الله: «لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا»: أي لا تجعلوا نداءكم له كمناداة بعضكم بعضا: يا محمد ويا أبا القاسم؛ بل قولوا يا رسول الله، وكذلك مناداته لكم إذا ناداكم أجيبوه وجوبا، وليس المراد من الدعاء هنا الطلب بل النداء.
وقول الله تعالى: «وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ» الشعراء: المدائن المقصود بها مدائن مصر، جمع مدينة، والتي كانت تحت سطوة فرعون وملكه، وليس المراد منطقة المدائن المعروفة.