الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إعجاز اللغة في القرآن (5).. كلمات في كتاب الله تؤدي معنى مختلفًا

الإثنين 27/سبتمبر/2021 - 12:42 م
هير نيوز

إن أراد الإنسان تخليد ذكرى جيدة بين الناس فعليه أن يترك أثرًا يحفظ بالوجدان، وما أجمل من أن يترك الإنسان أثر طيب من العلم لينتفع به غيره، وأعظم العلوم المختصة بالقرآن وتفسيره، ونستكمل حديثنا عن ما يفهم من القرآن بظاهره.

نبدأ بقول الله تعالى: «وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً» الإسراء؛ أي أعطينا قوم صالح الناقة آية واضحة بينة لا لبس فيها، وليس المراد أن للناقة بصر تبصر به، وإن كان لها ذلك، قال القرطبي: "فالناظر إلى ظاهر العربية يظن أن المراد به أن الناقة كانت مبصرة، ولا يدري بماذا ظلموا، وأنهم ظلموا غيرهم وأنفسهم، فهذا من الحذف والإضمار، وأمثال هذا في القرآن كثير".

وقال الله تعالى: «إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ» الإسراء؛ أي مثلَي عذاب الحياة الدنيا ومثلي عذاب الآخرة إن ركنت إلى المشركين؛ أي عذابا مضاعفا، وليس من الضَعف الذي هو ضد القوة.

وفي قول الله: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً» الإسراء؛ أي زيادة في العلو والرفعة لك، وليس المراد أنها نافلة أي مندوبة وغير واجبة عليه صلى الله عليه وسلم؛ إذ أن التهجد واجب على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال جمع من العلماء، وعلى القول بعدم وجوبه عليه صلى الله عليه وسلم فمعنى الآية أن التهجد زيادة رفعة له إذ لا سيئات عليه، بخلاف غيره فإن التهجد يكفر به سيئاته.

وقوله تعالى: «تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ» الكهف؛ أي إن الشمس تعدل وتميل عن أصحاب الكهف وتتركهم وتتجاوزهم لئلا تصيبهم بحرها، والمعنى: أنهم كانوا لا تصيبهم شمس ألبتة كرامة لهم، وليس تقرضهم أي تقرصهم بحرارتها كما فهم بعضهم.

وقوله سبحانه: «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ» الكهف: الغداة أي أول النهار ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وليس المراد وقت الظهر، ومثله قوله تعالى: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا»: أي إن قوم فرعون يعرضون على النار أول النهار وآخره، وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله عز وجل إليه يوم القيامة».

وقول الله تعالى: «فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ» مريم: أي ألجأها واضطرها المخاض إلى الجذع، وليس أجاءها بمعنى أتاها.

ويقول الله تعالى: «وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي» طه: أي أضرب بعصاي الشجر فتتساقط الأوراق لتأكل منه الغنم، وليس المراد بالهش التلويح بالعصا للزجر.

وقال تعالى: «فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ» طه: الرسول هنا جبريل، وهذا قول عامة المفسرين، إذ أخذ السامري من تراب حافر فرس جبريل وألقاه على حُليّ قوم فرعون، واختلفوا متى رآه، وليس الرسول هنا موسى عليه السلام.

وفي قوله تعالى: «فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ» الأنبياء: أي فظن أن لن "نضيق" عليه من التقدير، وليس المراد أن لن "نستطيع" عليه من القدرة؛ قال القرطبي: "وهذا قول مردود مرغوب عنه؛ لأنه كفر".

وقول الله تعالى: «يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ» الأنبياء: للكتب أي للمكتوب في السجل والسجل هو الصحيفة فيكون المعنى: يوم نطوي السماء كطي السجل على ما كتب فيه، وليس الكتب هنا جمع كتاب.

ads