الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إعجاز اللغة في القرآن (4).. كلمات في كتاب الله تؤدي معنى مختلفًا

الأحد 26/سبتمبر/2021 - 06:07 م
هير نيوز

إن غاب عنا التدبر لكتاب الله فقدنا التذوق لحلاوته، فهمه حصن حصين، القارئ العالم بالتفسير أكثر خشوعًا من غيره، فالعارفون هم أقرب الناس إلى ربهم، ففي هذه السطور نستعرض ما بدأناه من آيات القرآن التي يفهمها الناس بظاهرها ويكون مرادها خلاف ذلك.

قال الله تعالى: "أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهدٌ منه" "هود": يتلوه أي يتبعه، وليس من التلاوة – على الصحيح، وقد فسر شيخ الإسلام هذا السطر في ست وأربعين صفحة في المجلد الخامس عشر من الفتاوى ومجمل القول أن الذي على بينة من ربه هو محمد صلى الله عليه وسلم والبينة من ربه هو الإيمان ويتبعه شاهد منه أي شاهد من ربه وهو القرآن.


وفي قوله تعالى: "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضًا " يوسف ": أي ألقوه في أرض بعيدة وليس إيقاعه على الأرض.


وقوله تعالى: "وجاءت سيارة" " يوسف ": السيارة نفرٌ من المارة المسافرين، وليست الآلة المعروفة.


وقول الله: "فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن " يوسف ": أي جرحن أيديهن بالسكاكين حينما ذُهلن بجمال يوسف وليس قطعنها أي بترنها وأبنّها، وقال بعض المفسرين بل قطعنها حتى ألقين أيديهن أرضا. ولكن رُد ذلك، قال ابن عطية: "فظاهر هذا أنه بانت الأيدي، وذلك ضعيف من معناه، وذلك أن قطع العظم لا يكون إلا بشدة، ومحال أن يسهو أحد عنها".


وقال الله تعالى: "أخانا نكتل": أي نزداد مكيالًا، وليس كما توهم البعض من أن "نكتل" اسم لأخي يوسف.

وفي سورة يوسف يقول الله تعالى: "قالوا يا أبانا ما نبغي" أي شيء نطلب بعد هذا الإكرام الجميل، حيث وفَّى لنا الكيل، ورد علينا بضاعتنا على الوجه الحسن، المتضمن للإخلاص ومكارم الأخلاق؟ وليس من البغي والعدوان وقد قيل به إلا أنه قول ضعيف.

وفي سورة إبراهيم يقول سبحانه: " ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ ": أي لست بمغيثكم ومنقذكم، وليس معناها مناديكم من الصراخ والنداء.


وقال تعالى: "مهطعين مقنعي رؤوسهم " " إبراهيم ": مقنعي رؤوسهم أي رافعي رؤوسهم في ذل وخشوع من هَوْل ما يرون والمعتاد فيمن يشاهد البلاء أنه يطرق رأسه عنه لكي لا يراه، فبيّن تعالى أن حالهم بخلاف هذا المعتاد وأنهم يرفعون رؤوسهم، وليس "مقنعي"من لبس القناع.


وقال سبحانه وتعالى: "إلا ولها كتاب معلوم ": "الحجر " أي لها أجل مقدر ومدة معروفة لا نهلكهم حتى يبلغوها. وليس المراد هنا أن لها كتابًا يُقرأ.


وقال الله: " قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون" " الحجر": بمعنى أخّرني وأمهلني إلى يوم القيامة، وليس المراد انظُر إليّ. ومثله قوله تعالى:" فما بكت عليهم السماء وما كانوا منظرين" " الدخان " أي مؤخَّرين، وقوله: "فنَظِرَة إلى ميسرة " " البقرة " أي تأخير وإمهال.

وقول الله: "ولكم فيها جمال حين تريحون " " النحل ": أي حين تعودون بها إلى منازلها وقت الرواح وهو المساء، وليس من الراحة

وفي سورة النحل قال الله: "أيمسكه على هون أم يدسه في التراب": أي يبقي البنت حية على هوان وذل لوالدها، أو هوان للبنت فيبقيها والدها مهانة لا يعتني بها ولا يورثها، وليس "على هون" أي على تؤدة ومهل.

ويقول الله: " فإذا جاء وعد الآخرة " " الإسراء ": أي وعد الإفساد الثاني لبني إسرائيل، وليس المقصود به وعد يوم القيامة.

ads