لبنى صالح.. رحلة كفاح من فصول محو الأمية إلى دكتوراه في الآثار
الإثنين 20/سبتمبر/2021 - 06:04 م
أمنية فوزي
لم تكن تعلم الطفلة صاحبة الست سنوات من عمرها عادات القرية، التي ولدت فيها، وحالت بينها وبين التعليم، لكنها لم تستسلم حتى أتت لها الفرصة، وأصبحت الآن دكتوراه في الآثار الإسلامية.
لبنى صالح عبد المولى سليمان ولدت وكبرت في قرية تقع على أطراف صحراء الفيوم التي ليس بها من مقومات التقدم إلا القليل كغيرها من النجوع والقرى الصغير النائية، حيث كان والدها عمدة قرية "المحمودية" التابعة لمركز إطسا في الفيوم.
وعندما وصلت إلى سن السادسة من عمرها وجاء وقت التحاقها بالمدرسة الابتدائية، حالت العادات والتقاليد البدوية لعائلتها دون ذلك، فقد كان الأهالي يرفضون خروج البنات للتعليم خوفا عليهم بسبب بعد المسافات بينهم وبين المدرسة وانقطاع المواصلات.
افتتح في بلدتها فصل لمحو الأمية وتعليم الكبار وهي في سن الثانية عشر، فالتحقت به وفي خلال ١٢ شهر تعلمت فيهم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، وجلست للإمتحان ونجحت به، وحصلت على شهادة محو الأمية عام ١٩٩٩.
بعدها بعام صدر قرار بأحقية الحاصلين على محو الأمية في الالتحاق بالإعدادية واستكمال تعليمهم إن أرادوا ذلك، فالتحقت لبنى بالصف الأول الإعدادي منازل.
كانت "لبنى" تدرس طول العام في المنزل وتذهب لأداء الامتحانات بالمدرسة، وحصلت على شهادة الإعدادية من المنزل بتفوق.
التحقت بالثانوية العامة في القرية المجاورة، وانتظمت في الدراسة، وتقول لبنى "وكان أول يوم لي في الصف الأول الثانوي هي المرة الأولى لي التي أذهب فيها لمدرسة وانتظم واحضر حصص، ونجحت في الثانوية العامة بتفوق، وحصلت على المركز الأول قسم أدبي على المدرسة بمجموع ٩٧%.
التحقت بكلية الأثار جامعة الفيوم وواصلت مسيرتها، وحصلت على ليسانس في الآثار الإسلامية بتقدير جيد جدا، وقررت أن تواصل دراستها لتحقق حلمها في أن تحصل على الدكتوراه.
كما حصلت على درجة الماجستير في الآثار الإسلامية عام ٢٠١٧، وفي مايو ٢٠٢١، حصلت على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في الآثار الإسلامية من كلية الأثار جامعة الفيوم، مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى.
وحققت بذلك حلمها في أن تصبح دكتورة لبنى صالح عبد المولي سليمان.
تقول الدكتورة لبنى صالح عبد المولى الحاصلة على الدكتوراة من كلية الآثار جامعة الفيوم: “أنا من قبيلة الرماح بمركز أطسا بالفيوم أحدى القبائل العربية، تم حرماني من التعليم مع باقى فتيات القبيلة، طبقا للعادات والتقاليد المتوارثة: وكنت أقف أمام منزلى لأشاهد التلاميذ وهم يذهبون لمدارسهم والدموع تنهمر من عيني لعدم تعلمى وحرمانى من التعليم والذهاب للمدرسة، إلا أن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعائى، فبعد مرور 12 عاما التحقت بفصول محو الأمية التابع للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، وبعد مرور 12 عاما افتتح بالقرية فصل تعليمي لمحو الأمية وتعليم الكبار، واستأذنت والدي وبعد أصرار وافق والدي على تعليمى والتحاقي بالفصل وكانت مدة الدراسة به 12 سنة ونجحت والحمد لله وحصلت على المركز الأول على مستوى الدارسين”.
وتابعت: "جلست فى المنزل بعد وفاة والدي رحمة الله عليه، ولا أعلم مصيرى بعدها، فعلمت من شقيقى الذى شجعنى أن هناك قرار بدخول من حصلوا على شهادة محو الأمية الالتحاق بالتعليم الإعدادى مباشرة، وفرحت جدا، والتحقت بالمدرسة الإعدادية وساعدنى فى استذكار دروسي شقيقى وزوجته والحمد لله تفوقت، وكنت اشترى الكتب المستعملة من العام الدراسى الماضى، وكنت أطلع الاولى على جميع امتحانات طلاب المنازل والحمد لله وحصلت على 235 درجة والتحقت بالتعليم الثانوي وحصلت على 97% القسم الأدبى وفزت بالمركز الأول على مستوى الإدارة والمدرسة ولم أتخصص علمى لأن هدفي أن أكون دكتورة فى الجامعة".
وأضافت: "التحقت بكلية الآثار بجامعة الفيوم واحببت الدراسة بها لأنها كلية متميزة، وحصلت على البكالوريوس بتقدير جيد جدا والتحقت بالدراسات العليا وفى 2013 تم أفتتاح تمهيدى فى كلية أثار الفيوم وسجلت تمهيدى ماجستير، وسجلت الماجستير وحصلت عليه فى 2017 بتقدير امتياز ثم حصلت على الدكتوراه من كلية الآثار جامعة الفيوم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بالطباعة والتبادل بين الجامعات".
اقرأ أيضًا..
واستكملت: "الرئيس عبد الفتاح السيسى يعطى اهتماما كبيرا بالمرأة، فالرئيس قدوتى فى كل شيء، ويكفى أنه يوم الجمعة من كل أسبوع أشاهد الرئيس يقوم بالمرور لمتابعة المشروعات القومية فى عز الحر، فالرئيس يكافح من أجل شعب مصر، البلد بترتقى من هذا الكفاح، وهو قدوتنا".