جميلة الوطني: حضور المرأة في أعمالى الأدبية لا يرتبط بكونها أنثى
الذكر والأنثى تصنيف لا قيمة له في عالم الكتابة بالنسبة لي
سيصدر لي عما قريب ديوان شعر بعنوان "وسقط القناع عن القناع"
أكدت الكاتبة البحرينية جميلة يوسف الوطنى، أنها فى شعرها وكتبها تقدم المرأة فى صورة قوية موازية للرجل، ولاتقدمها فى صورتها النمطية التقليدية كسيدة مطبخ وربة منزل وضعيفة أمام الرجل ومشاكل الحياة، وكشفت أنها حاصلة على شهادة الدكتوراة في القانون مع مرتبة الشرف، وأنه صدر لها ديوان شعر "بهذا الوهج أحيا"، و"سيرة "تَعْبَه"، وقصص "ضفاف الحنين، لافتةً إلى أن مجمل أعمالها، يحتوى على مايؤكد صدق كلامها فيما يتعلق بنظرتها للمرأة، وأزاحت الستار فى حوار خاص لـ "هير نيوز" عن معلومات فى منتهى الأهمية والإثارة بشأن أشعارها وقصصها، وأعمالها التى مازالت تحت الطبع، فإلى التفاصيل.
- كيف تصورين المرأة في كتابتك الإبداعية؟
بشكل عام صورة للمرأة سواء في نصوصي الشعرية أو السردية، هي المرأة القوية الصلبة المقاومة المغايرة عن المرأة في صورتها النمطية في كتب ومناهج المدرسة التي تصفها بالأم المربية التي جاءت للحياة من أجل الحمل والولادة والطبخ وغيرها من هذه الصور.
الصورة التي جسدتها هي المرأة التي تحتل مواقع مختلفة في الحياة العاملة المفكرة والمناضلة والمقاومة والإنسانة التي لها حقوق، كما أن عليها واجبات، فحضور المرأة في منجزي الأدبي لا يرتبط بكون المرأة أنثى، بل يتعلق باعتباري كاتبة تعبر عن القضايا التي تشغل ذهني وتعبر عن تفكيري وأفكاري التي أؤمن بها وتربيت عليها باحترامي امرأة لي حقوق كالرجل تمامًا، أي امرأة مؤمنة بتساوي الحقوق بين الرجل والمرأة في جميع الأصعدة.
- وماذا عن نعومة المرأة فى أعمالك؟
مسألة الأنوثة والذكورة لا علاقة لها عندي في أعمالي، وهذا تصنيف لا قيمة له في عالم الكتابة بالنسبة لي، فالمرأة بالنسبة لي موضوع أو قضية أو موقف أؤمن به، ذلك لأن الكتابة والأدب من وجهة نظري لا هوية جنسية له، فهو إما أن يكون جيدًا أو يكون رديئًا، بصرف النظر عمن كتبه رجل أو امرأة.
- ما هى موضوعات المرأة التى ستتطرقين لها الفترة المقبلة ؟
قد أتطرق في كتاباتي القادمة لتناقضات المرأة القوية والضعيفة السلبية والايجابية ولكن من أجل طرح موضوع أو تصور دور المرأة في السرد أو نص في الشعر.
- ما هي وظيفتك الحالية؟
أستاذ مساعد "بدوام جزئي" في جامعات خاصة، وذلك بعد الحصول على التقاعد المبكر من المجلس الأعلى للبيئة بصفتي مستشار قانوني لرئيس المجلس، بخبرة لأكثر من 19 سنة.
-أول عمل لك؟ وكيف جسدت المرأة فيه؟
أول الأعمال ديوان شعر "بهذا الوهج أحيا" جسدت فيه المرأة الأم والمرأة الأخت، الفتاة، الطفلة والشابة حتى الكهولة، المرأة القوية بمكانتها الاجتماعية والاقتصادية، أعطيت دور المرأة الحرة غير المقيدة في الحرف والكلمة في القصيدة متمثلة بالزهرة والنخلة والشجرة والأرض ولم أضع حدود لخيالي لها ولا إلى الرجل الذي يقف بجانبها عاطفيًا بل جعلت لحياة المرأة كأم مداد يستنطق القلب، جعلت منها سيدة الحلم وزنابق كلمات وإبهار وضوء يطل من عدة نوافذ، جعلت من قصائدي لها المرأة القوية التي تجمع قوة الفولاذ ورقة النسيم وبركان من الألوان، لا تتعطل عندها لغة الأحلام ولا حتى الواقع بل تنحت التحدي لينبت حقل الورد.
- بأى الأشياء قد تأثرتى فى طفولتك وحياتك؟
العاطفة وجمال الطبيعة (البحر والبساتين) متأثرة بطفولتي التي عشتها في مسقط رأسي منطقتنا الساحلية والخضراء الغنية بالنخيل والأشجار، الرجل بالمرأة على حد سواء، الأمومة والطفولة، الشهداء والوطن، بل مختلف قضايا العالم. وأختصر كل ما هو جميل في الشعر، لم أجعل أضع لخيالي حدودا بل أطلقت له عنان الخيال الفني للشعر، وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك.
وماذا عن سيرة "تَعْبَه"؟
سيرة "تَعْبَه" هي سرد واقعي لامرأة تدعى تعبه، عانت من ضنك الحياة وصعوبة ومآسي الظروف، من الزواج المبكر وعدم توفر العلاج العلاج اللازم والمستشفيات في البحرين، وجرت أحداثها محلية الطبع من عادات وتقاليد وأوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية، وعرجت إلى التراث القديم وممارساته المغلوطة الموروث الاجتماعي الذي أدى لظلم المرأة في تلك الحقبة من الزمن من القرن العشرين.
وما الموضوعات الأخرى التى تتكلم عنها تلك السيرة؟
سيرة تعبة تتكلم أيضا عن صبر هذه المرأة التي مثلها الكثير في تلك الحقبة عند طرح المعنى في السيرة المضخمة بالصبر والتعب والتضحية، إضافة للتغذية البصرية المتجسدة في الصور المنتقاة بعناية تعبر عن الشخصيات التي تتخلله،بجانب صورة الغلاف للسيدة بطلة السيرة "تعبه" إلى أن استراحت في برزخها، بعد أن نثرت أوجاعها وجمدتها بصبرها، سيرة تخلد ذكرى تعبها لتظل خالدة حاضرة عبر الزمن، هي أمي.
- ماهى آخر أعمالك المنشورة؟
هي قصص "ضفاف الحنين"، والمرأة في قصص ضفاف الحنين هي المرأة التي عاشت في الغربة "الأم وفتاة وزوجة"، والتي تعاني في الغربة والشتات كما الرجل تمامًا، جسدت دور المرأة في معاناتها بعد أن تركت وطنها في طفولتها أو شبابها، وأنها بجانب الرجل في المخيمات التي يعيشها هي كذلك، اختزلت الأحداث في دور الشخصيات المهجرة والمغتربة ومعاناتها كما الرجل تمامًا كإنسانة بحسها الوطني عند سرد القصص، بحيث أن في قصة قيثارة مخيم، جسدت مصير طفلة كيف انتقلت من الرفاهية إلى المخيم ومعاناتها كلاجئة قد أدى بها لمرض نفسي إلى عالم انفصام الشخصية وصدمة الأم والأب على حد سواء. كما أن لاعبة الجمباز الذي جسدت فيه صورة فتاة ولكنها كيف ترى وطن الحروب وحقوق الناس في أوطانهم. وكذلك دور الفتاتين الصديقتين في الغربة أحداهن تمت خيانتها من زوجها والأخرى المعنفة من زوجها، قد لا يكون الموضوع مختلفًا عن ما يطرح في عدة قصص سبقتني، ولكن أنا هنا أطرح قضيتهما في الغربة.
هل لك أي أعمال تحت قيد الكتابة؟
سيصدر لي عما قريب ديوان شعر بعنوان "وسقط القناع عن القناع" يتعلق جميعه بالقضية العربية الأولى فلسطين، بجانب ديوان شعر يحتاج للكثير من العمل في اختيار القصائد الأفضل منها.
كما أن في ظل الحظر الذي نحن فيه، أستغله أيضًا في تعديل بعض النصوص الشعرية وسرد بعض القصص التي كتبتها قبل جائحة كورونا، وتعديل قصص أخرى كُتبت من سنين، وتحتاج التأمل والتطوير والتعديل حسب التراكم الثقافي، ولعلني أستطيع بعد القناعة التامة بها، أن تكون جاهزة للإصدار، وأتمنى أن تكون بعض ما أنجزت يصدر بعضها في العام القادم بإذن الله.