الطلاق الصامت.. زواج على الورق.. والدين يتبرأ
يحلم كل شاب وفتاة باليوم الذي سيجمعهما بشريك حياتهما ومدى سعادة الحياة والمشاركة الزوجية فيما بينهم، وبالفعل يحدث عقد الزواج المقدس الذي من المفترض أن يمثل بداية حياة سعيدة ومستقرة وفجأة وبعد فترة من الزمن يتحول مسار الزواج إلى حزن قاتم وظلام دامس قلوب ممتلئة بالصمت الطويل ليتحول الزواج من الأحلام الوردية إلى طلاق صامت زواج شرعي في العلن فقط، فالطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية لعقد الزواج ففي هذه الحال لا يعقد الطلاق بشكل رسمي ويبقى العقد ساريًا؛ حيث يعيش كل منهما بمعزل عن الآخر في كل نواحي الحياة.
الدين يتبرأ منه
وعلق الشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف، على ما يحدث في البيوت أو ما يسمى بالطلاق الصامت أن الدين يتبرأ
تماما منه لأن الزواج في الأساس قائم على المشاركة والمودة والرحمة
بين الزوجين، وأن الطلاق في الدين إما أن يكون طلاق بيّن ينفصل فيه الزوجان عن
بعضهما ولا يجوز لهما الاختلاط أو التواجد في نفس السكن، أو طلاق رجعي وفي هذه
الحالة يحق لهم البقاء في نفس المكان.
يبدأ بالهجران
يبدأ الطلاق الصامت بالهجران أي التعمد في البعد كل طرف ينام في غرفة غير
الأخرى، ووجود اضطرابات في العلاقة العاطفية كالبرود الجنسي بوجود حالة من الملل والروتين
أثناء العلاقة الحميمية، عدم وجود لغة الحوار والتفاهم، غياب الأحضان والقبلات
خارج إطار العلاقة الحميمة؛ حيث أثبتت الدراسات أن حضن الرجل لزوجته خارج إطار
العلاقة الحميمة يقي الزوج من أمراض القلب والضغط، غياب التعبير عن المشاعر وتراكم
المشاكل وتأجيل حلولها حتى تتكاثر وتنهمر فوق بعضها.
الخرس الزوجي
ومن الأسباب أيضا الخرس الزوجي، أي غياب كل طرق الحوار بينهما، ويفضل كل
منهما الصمت لتجنب المشاكل، وقد يحدث بسبب الاختلاف بحيث لا تتكيف الأطراف مع بعضها
البعض لاختلاف في الثقافة، الضغوطات المادية والحياتية كعدم قدرة الزوج على سد
احتياجات الأسرة بسبب الانشغال بالعمل وتوفير احتياجات الأسرة، شعور أحد الأطراف
بالتقيد في تحقيق أحلامه خاصة الزوج يمثل له الزواج "كلبشات" تسلب منه
حريته التي كان يحلم بها قبل الزواج، الرهبة من شبح الطلاق ونظرة المجتمع خاصة في
حالة وجود أطفال.
الاعتراف بالمشكلة
وكالعادة أول حلول أي مشكلة هو الاعتراف بها وتحديد الأسباب الكامنة وراءها، يمكن للزوجة أن تبدأ بالحديث بهدوء مع زوجها
وتكون صريحة تخبره بكل ما يدور في عقلها وما تشعر به، والنقاش معًا للبحث عن
الحلول وفي النهاية إذا لم تصلا لأي حلول يمكنكما الذهاب لاستشاري علاقات زوجية
فربما تكون المشكلة أعمق ويجب التدخل لحلها.
اقرأ أيضًا..
بمعدل حالة كل دقيقتين.. ما
هي أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مصر؟