مستفيدات من مبادرة الكشف عن سرطان الثدي لـ«هير نيوز»: أنقذت حياتنا
تهتم الدولة بالتوعية الصحية في المحافظات والقرى، خاصة التوعية بمرض سرطان الثدي، التي جعلته وزارة الصحة أولى مبادراتها للكشف عن سرطان الثدي ضمن "100 مليون صحة" المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي للتخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية.
ودائمًا تكثّف وزارة الصحة والقطاعات التابعة لها، مجهوداتها في توعية النساء بمخاطر سرطان الثدي، ولا يقتصر الأمر على التوعية فقط ولكن العلاج أيضًا والذي يتم توافره في المراكز والوحدات بشكل مجاني تحت إشراف وزارة الصحة.
وخلال الفترة السابقة، وحتى يوليو لعام 2020، أعلنت الصحة بمحافظة الدقهلية بفحص 1.7 مليون سيدة ضمن مبادرة الصحة للكشف المبكر عن سرطان الثدي ضمن "مبادرة 100 مليون صحة"، مشيرة إلى أنَّه جرى الكشف وعمل الفحوصات الطبية اللازمة وتقديم التوعية بالعادات الصحية اللازمة للحفاظ على صحة المرأة.
وتقدّم مباردة "100 مليون صحة" للكشف المُبكر عن سرطان الثدي، خدماتها للسيدات من أعمار الـ18 عامًا، وما يزيد، حيث يتم عمل الفحوصات المبدئية والتحاليل اللازمة، ثُمَّ الكشف والفحص للاكتشاف المُبكر لأورام الثدي.
«هير نيوز» رصدت من خلال السطور التالية، حكايات مُختلفة لعدد من السيدات اللاتي انتفعن من مُبادرة "100 مليون صحة" للكشف المُبكر عن سرطان الثدي، وكيف تم اكتشاف إصابتهنّ.
"صباح" تكتشف إصابتها بسرطان الثدي بعد 8 شهور من انتشاره
فوجئت "صباح صالح" 45 عامًا، بإصابتها بسرطان الثدي، بعد أشهر من انتشاره في الغدد اللمفاوية مما أدى إلى زيادة خطر انتشاره في أعضاء أخرى مثل "الرئة"، وذلك عندما أجرت فحصًا ضمن الرعاية الصحية المُقدّمة ضمن "حياة كريمة".
وتروي "صباح" تجربتها القاسية مع سرطان الثدي، التي عانت منه عامًا كامل، أنَّها كانت لا تشعر بآلام ولا أيّة أعراض عند إصابتها، وذلك لأنَّ المرض نادرًا ما يُسبب ألم، حسبما أفاد الأطباء، ولكن عند مشاهدتها للقافلة الصحية التي كانت تتواجد بقريتها لغرض توعية الأهالي من خطورة سرطان الثدي، ووجوب الكشف المُبكّر، قررت الكشف ضمن "حياة كريمة" بالمجان، للتأكد من سلامتها.
ولكن بحكم سنّها الذي تجاوز الأربعين، وهو العُمر المُناسب للإصابة، تم إجراء فحوصات طبيّة والكشف عليها ذاتيًا، أولاً، للتأكد بوجود شكّ يستدعي استكمال الفحص، من عدمه، ثُمّ بعد ذلك تمّ توجيهها للطبيب المُختص لإجراء الفحص الإشعاعي للثدي، وهو تصوير الثدي بالأشعة السينية، والتي أوضحت إصابتها منذُ 8 أشهر تقريبًا قبل خضوعها للكشف.
أوضحت السيدة أنَّه تمّ تحديد العلاج وفقًا لتشخيص المرض والتي يحدد حسب النوع والمرحلة والحجم، إلى جانب الحالة الصحية لها، والتي ألزمت بعلاجه عن طريق جلسات العلاج الكيميائي والبيولوجي، وبعد ذلك سيتم استئصال الجزء المتضرر من خلال تدخل جراحي، وفق كلام الأطباء لها.
غياب الوعي يقتل جدة "هناء"
قالت هناء ممدوح، 27 عامًا، إحدى المستفيدات، إنَّ لديها تاريخ مرض سيء مع سرطان الثدي لأن جدتها والدة أمّها توفيت بالمرض، وذلك لعدم وجود الوعي في هذا الوقت، بالإضافة لغلاء أسعار الفحوصات الطبية، لذلك انتقل المرض لأمّها.
وأضافت الفتاة، أنَّ والدتها عانت بشدة، فكانت تحتاج إلى 3 حقن علاجية في الأسبوع وتتكلف الواحدة منهم 3000 جنيه، وكانت تخشى عبور ذلك المرض إليها، حتى سمعت عن المبادرة وضرورة الكشف المبكر والتوعية.
واختتمت، أنَّها وجدت متطوعات في أحد الشوارع يتبعن المبادرة، ويقومن بتوعية النساء من خلال منشورات ورقية مكتوب فيها طُرق التوعية المُبكرة، واستوقفتها إحداهنّ وشرحت لها طُرق الكشف المبكر وأهميته وإن العلاج يكون بالمجان، وبالفعل قامت الفتاة بالكشف للاطمئنان على نفسها.
نبيلة: عرفت بالمبادرة عن طريق الإنترنت
قالت نبيلة فتحي، 34 عامًا، ربّة منزل، إنَّها سمعت عن مبادرة "100 مليون صحة"، والكشف المُبكر عن سرطان الثدي، من خلال مقطع فيديو على الإنترنت، الأمر الذي دفعها لإجراء بعض الفحوصات الطبية، خصوصًا بعدما تأكّدت أنَّ الفحص والكشف بالمجان.
وأضافت نبيلة، أنَّها بدأت بتسجيل بياناتها الرسمية على الموقع الرسمي التابع لوزارة الصحة، وذلك لتحديد موعد الكشف، وبعد مرور يومين أُبلغت باليوم الذي سيتم فيه إجراء الفحوصات الطبيّة، وعند ذهابها توقعت بزحام شديد، لكنَّها فوجئت بتنظيم متكامل لعمليات الكشف، وأنَّه لا يزيد الزحام عن الحد المعقول.
وأوضحت، أنَّ إجراء الكشف الطبي لها كان يدويًا ومن خلال بضعة أجهزة، ويتم التوعية بالمرض خاصة بعد سنّ الأربعين للنساء، إلى جانب إجراء عدد من الأشعة والفحوصات وكل تلك الأمور تمت بشكل مجاني.
طبيب يوضح أسباب الإصابة
أكد الدكتور محمد سلامة، أستاذ جراحة الأورام وجراحة أورام الثدي بجامعة كفر الشيخ، أنَّ الإصابة بسرطان الثدي، تأتي نتيجة نموّ غير طبيعي لخلايا الثدي، قد يكون سببًا في تغيّر عمل ونموّ لأنسجة الثدي، ممّا يحولها إلى خلايا سرطانية، ويتم اكتشافه عن طريق الفحص الذاتي، وأخذ عيّنة من الأنسجة لتحديد نوع الورم إن كان "حميد" أو "خبيث".
وأضاف أستاذ الأورام في تصريح خاص لـ«هير نيوز» أنَّ سرطان الثدي يُصيب الرجال والنساء؛ لكن النساء يكنّ أكثر عُرضة للإصابة، موضحًا أنَّ هناك عدة أنواع من سرطان الثدي، وأكثر هذه الأنواع شيوعًا ما يُعرف بسرطان قنوات الحليب، وسمي بهذا الاسم كونه يبدأ داخل قنوات الحليب، ويشكل هذا النوع 90% من حالات الإصابة بسرطان الثدي.
وعن العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة به، أشار سلامة إلى أنَّها تزيد عند ظهور بعض الأعراض التي تُشير بالإصابة، دون فحصها أو التأكد من تشخيص الحالة، موضحًا أنَّ سرطان الثدي ليس له أسباب رئيسية حتى الأن، ولكن له بعض الأعراض تأتي في المراحل المتقدّمة.
وأوضح أستاذ الأورام أنَّ من هذه الأعراض التي تُشير للإصابة بسرطان الثدي، هو ظهور كُتل أو عُقد صلبة بشاكل مُفاجئ في الثدي أو تحت الإبط، وتكون غير مؤلمة، أيضًا تورم وانتفاخ في الثدي، وخروج بعض إفرازات منه، وتغير حجمه، أو طفح جلدي حول منطقة الثدي، مؤكدًا على أنَّه نادرًا ما يكون في ألم بسبب هذه الأعراض.
ونصح أستاذ الأورام بجامعة كفر الشيخ، جميع السيدات، خاصة ما بعد 25 عامًا بإجراء فحصًا ذاتيًّا شهريًّا، وزيارة الطبيب عند ملاحظة أية تغيرات، وذلك للتأكد من سلامة الثدي وعدم تعرضه للإصابة.
60 % من حالات سرطان الثدي لا تحتاج للكيماوي
يذكر أنَّ وزارة الصحة، كانت أعلنت سابقًا أنَّ 60 % من حالات سرطان الثدي المكتشفة مبكرًا لا تحتاج إلى علاج كيميائي، ووفق معهد ناصر للأورام فإنَّ سرطان الثدي يمثل 35 % من جميع حالات السرطان.
كما يوجد في مصر 5 مراكز تقدم خدمة الكشف المبكر عن سرطان الثدي للسيدات بشكل مجاني، وهي: "حملة 100 مليون صحة، المعهد القومي للأورام، مستشفى بهية، مستشفى أيادي المستقبل لعلاج السرطان، المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي".
اقرأ أيضًا..