الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بـ"لاب توب" المديرة النصابة تستولي على آلاف الجنيهات

الإثنين 06/سبتمبر/2021 - 11:10 ص
هير نيوز

لا تدع أحد يرسم لك مستقبلك، كن أنت الرسام الوحيد حتى لو ظللت مكانك ماتبقى من عمرك يكفيك أنك صاحب القرار الوحيد لمستقبلك، كن على يقين أن الخير قادم ولا تلجأ لمساعدة الأخرين لكن مع السعي، واكتفى بالرضا ستكون من أسعد الخلق، ربما لو ان كل منا وضع تلك الكلمات نصب عينيه ما تعرض لعملية نصب واحدة، وخلت الدنيا من جرائمهم، فضحايا النصابين هم من يصنعوهم، "لا أحد يخدعنا، إنما نحن نخدع أنفسنا"، تلك الكلمات للأديب الكبير "غوته"، لهذا فإن النصابة التي نحن بصدد حكايتها التي استولت على أموال ضحاياها، عبر صفحات متعددة على "الفيس بوك" بزعم مساعدة وصرف إعانات لهم، بالفعل هي متهمة وتستحق العقاب، لكن لو أن كل ضحية من ضحاياها تذكر عبارة "إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة" لا ستراح، ولم يفقد أمواله، في النهاية النصابة مباحث الأموال العامة ضبطتها، لكن لا يزال ضحايا النصب طلقاء.. فرفقا بأنفسكم وجنبوا طمعكم حتى لا تندموا !.


فتاة هدفها الاستيلاء على أموال أصحاب النفوس الضعيفة، وضعت خطة محكمة لتنفيذ مخططها الشرير، استعدت جيدا وربطت خيوط جريمتها، معتقدة أنها لن تترك ثغرة ورائها تسقطها في قبضة الشرطة، اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و"الواتس آب" وسائل للإيقاع بضحاياها، كانت تجلس يوميا ترسل كم كبير من طلبات الصداقة بطريقة عشوائية للكثيرين، ودائما النصاب يلعب على وتر الطمع لدى ضحيته مستغلا ظروفه وحاجته للمال، وهكذا أسقطت الكثير.
كانت "م"  تمسك باللاب توب الخاص بها وتجلس القرفصاء، او عبر هاتفها المحمول، تتحدث مع ضحاياها تستغل إتقانها اللغة الإنجليرية والفرنسية والعربية ولكن رغم ذلك كانت تتعمد الحديث إلى الشخص الأخر بطريقة "العربي المكسر" حتى لا تزرع الشك لدى الضحية، ترتدي الزي الرسمي، تجلس في حجرة تضاهي أكبر الشركات من حيث الديكور والأثاث، وهي في الأساس شقة كائنة بحي دار السلام الشعبي ، تمتلك قدر كبير من الذكاء الذي يجعلها تحدد بأي لغة تتحدث مع ضحيتها، وبطريقة جادة، ونظرات حادة، تبدأ تتعرف على الطرف الاخر "الضحية"، تقدم نفسها على أنها مدير شركة كبرى، وبصوت هاديء تتحدث السيدة صاحبة البشرة البيضاء، وتبدأ في تبادل الحديث وتعريف الهدف من الحوار والتعارف، بأنها  تستطيع توفير مساعدات مالية لتحسين مستوى معيشتهم من قبل جمعيات خيرية ومن رجال أعمال كبار يسعون لفعل الخير فى داخل مصر وخارجها، هنا يبدأ الطرف الثاني في طرح أسئلة عن السبب وماهي الشروط التي يجب استيفائها للحصول على المساعدة؟، ببساطة شديد وبنفس الرصانة والهدوء تجيب عليه المديرة المزعومة، قائلة:" الشرط الأول تحويل مبلغ مالي بأحد الحسابات البنكية كمصاريف إدارية، هنا يقتنع الشخص ويسعى إلى تنفيذ كامل شروطها دون حديث أو تبادل الآراء مع أخرين.
على الجانب الأخر، النصابة التي تقيم بدار السلام  تتابع جيدا الإجراءات، هي بالفعل أنشأت صفحات إليكترونية احتيالية على الفيس بوك، بأسماء وصفات منتحلة- خلافا للحقيقة- وكان من بينها تلك الصفحة والتي أوقعت بالنصاب، وهذا ما أكدته تحريات ضباط إدارة مكافحة جرام التزييف والتزوير، بالإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، بحجة مساعدة المحتاجين وتطلب من ضحاياها إيداع مبالغ مالية في العديد من الحسابات البنكية كرسوم إدارية للسير في إجراءات إرسال الأموال لهم.
الفتاة الذكية والنصابة المحترفة، لم تقوم بعمليات نصبها هكذا، ولكن قبل أن تبدأ في نشاطها الإجرامي، فتحت حسابات بنكية بإسمها في كثير من البنوك ببيانات مخالفة للحقيقة، حيث كانت تغير محل إقامتها ولأنها محترفة كانت لا تتردد على البنوك لكن كان وسيلة صرف الأموال من خلال ماكينات الصراف الآلي لسحب المبالغ المالية المستولى عليها دون الدخول لصالات البنوك حتى تكون بمنأى عن ضبطها.
نجحتفى إسقاط أشخاص كثيرين ضحاياها، أخرهم كان حاصل على بكالوريوس تربية، مقيم بالعمرانية بالجيزة، يدعى "م.ك"، وحينما لعبت به الفتاة وشعر بأنه تورط في مثل هذه العملية حيث سقط فريسة سهلة لنصابة محترفة، بعد قيامه بتحويل 12 ألف، لحساب سيدة زعمت قدرتها على مساعدته كما هو سابق، لكنه اكتشف أنها استولت على أمواله، فحرر محضرا في الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، وتم ضبط المتهمة، وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الجريمة وجرائم أخرى على شاكلة هذه البلاغات، وقالت: لم أخصص ماكينة صرف ألي واحدة لكني كنت أتردد على ماكينات القاهرة الجديدة، ومدينة نصر والمعادي، وكانت شقتي في دار السلام هي نقطة انطلاقي، وفى المرة الأخيرة تم ضبطي أثناء ترددي على ماكينة صراف آلي لأحد البنوك في منطقة مصر الجديدة.

ads