جلطات بالدم وتدمير للرحم.. الولادة القيصرية.. بيزنس الأطباء لتحقيق الثراء على حساب أرواح النساء
الخميس 02/سبتمبر/2021 - 05:48 م
كمال القديري
شهدت خلال الآونة الأخيرة العديد من النساء الحوامل التي ماتت أثناء ولادتها في العيادات الخاصة، إثر تعرضها لنزيف حاد أو تجلطات بالدم نتيجة خضوعها لعملية "الولادة القيصرية" والتي بدأ أغلب الأطباء منعدمي الضمير، يتخذها مجالاً للربح ويتاجرون بأرواح النساء، لجمع ملايين الجنيهات.
وبحسب الإحصائيات الأخيرة، التي صدرت عن الهيئة العامة للتعبئة والإحصاء، وصلت نسبة الولادة القيصرية في مصر 61%، وتُعدّ هذه أعلى نسب عالميًا، وهذا ما يجعلنا أمام خطر لابد مواجهته قبل انتشاره بين العيادات التي تسعى للربح من خلال أطبائها.
تسبب جلطات ومشاكل تنفسية
يقول الدكتور إبراهيم عبد ربه، أستاذ قسم النساء والتوليد بمستشفى كفر الشيخ، إنَّ الولادة القيصرية ليس أسلوب أساسي يتم التعامل بها مع جميع الحالات، بل هي حالة استثنائية يرجع لها الأطباء في حالة وجود مشاكل في الولادة الطبيعية، والتأكد من أنَّ الولادة الطبيعية ستؤثر على السيدة حال وقوعها.
وأوضح أستاذ قسم النساء والتوليد، أنَّ هناك بالفعل أطباء يتجاهلون الآم السيدات المريضات، وينظرون للعائد المادي في عملية الولادة، لذلك يتبعون "الولادة القيصرية" متجاهلين الآثار الجانبية التي تنتج عنها.
وأشار الدكتور إبراهيم عبد ربه، إلى أنَّ الولادة القيصرية، من العمليات الخطرة التي لا يتهاون بها، مؤكدًا أنَّ لها آثار جانبية كُبرى ومخاطر عدة، منها فقد الدم بتوالي، وتقليل فرص الحمل المستقبلية، بالإضافة إلى تعرض المرأة لالتهابات شديدة بعد ذلك، إلى جانب جلطات في بعض الأحيان، وتدمير الجهاز البولي وبطانة الرحم تدريجيًا من الآلام.
إلى جانب ذلك، تعرض الجنين لمخاطر بشكل مؤقت، وتؤثر نشاطاته لفترة، نتيجة المُخدر الذي يضعه الأطباء أثناء الولادة، بالإضافة إلى أنَّ بعض الحالات ما قبل 39 أسبوع، يتعرضون إلى مشاكل في التنفس متكررة، تستدعي لحجز الجنين في الحضانة بضعة أيام.
بيزنيس لارتفاع سعرها
فيما قال الدكتور أحمد أبو الوفا، طبيب النساء والتوليد، إنَّ هذه النِسب تُشير إلى كارثة كُبرى، وهذا يُعني نسب الولادة القيصرية في مصر 3 أضعاف الولادة القيصرية في العالم، وهذه جريمة لابد معاقبة فاعليه فورًا، مُشيرًا إلى أنَّ الولادة القيصرية تُسبب العديد من المشاكل في الجهاز التناسلي للمرأة، وتؤثر سلبيًا على صحة الجنين.
وطالب "أبو الوفا"، الجهات الرقابية لملاحقة الأطباء الذين يتخذون هذه العمليات مجالاً للربح، منوّهنًا على أنَّها تقتصر على الحالات الحرجة فقط، والتي تتمثل صغر حجم الحوض، أو وضع الجنين غير مؤهل للولادة الطبيعية، أو لدى الأم أمراض مزمنة مثل السكر وضرورة الخضوع للولادة المبكرة، أو وضع المشيشة السيئ الذي لا يسمح للولادة الطبيعية، أو كبر حجم الجنين، ولا يجب تطبيقها على جميع الحالات.
وأشار طبيب النساء والتوليد، إلى أنَّ الولادة القيصرية تحقق أرباحًا هائلة، لذلك يتجه بعض الأطباء إليها، وغير مراعاة الخوف الذي ينتاب السيدات الحوامل، والآلام التي يتعرضون لها إثر خضوعهن للولادة القيصرية.
نسبتها تجاوزت النسب العالمية
فيما وضعت منظمة الصحة العالمية قاعدة لنسب الولادة القيصرية بألا تتجاوز في أي مجتمع عن 15% إلا أن مصر نسبة الولادة القيصرية في مصر طبقا لآخر مسح سكاني تم إعلان نتائجه في ٥ مايو ٢٠١٥ هي ٥٢ ٪، وتشير الإحصائيات إلي أن اعلي محافظة في نسبة الولادة القيصرية هي بورسعيد بنسبة ٧٧ ٪، بينما تعتبر محافظة مرسي مطروح أقل نسبة ولادة القيصرية حيث بلغت 26 %، وبلغت نسبة الولادة القيصرية في المستشفيات الحكومية 45 %، بينما بلغت النسبة في المستشفيات الخاصة 66 % ( بمعدل ما بين كل ٣ ولادات ، اثنين قيصري).
وبحسب المسح الصحي السكاني الأخير الذي يصدر عن وزارة الصحة والسكان فإن فاتورة "بيزنس الولادات القيصرية" في مصر ارتفعت لـ 14 مليارًا و525 مليون جنيه سنويًا في مقابل الولادات الطبيعية التي بلغت فاتورتها 3 مليارات و675 مليون جنيه على اعتبار أن تسعيرة الولادات الطبيعية تتراوح بين أطباء النساء والتوليد من 1000 إلى 3000 جنيه بينما الولادة القيصرية من 8 آلاف إلي 14 ألف جنيه.
اقرأ أيضًا..