خريجات «كليات القمة».. سلمى ومي فضلن «الطبخ والاكسسوار» عن الطب
لأننا في مجتمع لا يرى القيمة والنجاح إلا في كليات القمة، وكأن إخفاق الطالب في الثانوية يعني ضياع مستقبلة، وخيبة أمل تصيب والديه كأنهم فقدوه في ظلمة الفشل ولن يجدوه بنور النجاح مرة ثانية، نجد نتيجة ذلك حالات الحزن تخيم على بيوت الثانوية التي لم تحصل على النجاح الذي تشكل أمامهم في كليات القمة.
وعلى الجانب الآخر نجد بعض من نالوا النجاح الظاهر بدخولهم كليات القمة، وجدوا أن ذلك النجاح كان مزيف، فلم يجدوا أنفسهم بمجالات القمة تلك، ووجدوا قمتهم بمجال آخر، وبمجرد أن خلعوا عباءة كليات القمة ازدهروا وأصبحوا قمة يشار لهم بالبنان.
فنجد الشيف سلمى سليمان، التي شاهدناها على الفضائيات المصرية لمدة 10 أعوام، تقدم برامج طهي متعددة أبرزها برنامج "مطبخ سلمى"، كانت تعمل طبيبة جراحة عيون لمدة 12 عامًا.
فقد تخرجت من كلية الطب بأسيوط، وحصلت على الماجستير بعدها وعملت في العديد من المستشفيات بالقاهرة، وتزوجت وأنجبت ثلاثة أبناء، وتقول أنها وجدت المجال الطبي ليس المجال التي تشعر بالسعادة فيه، وأنها فجأة وجدت نفسها تتصل بالمشفى التي تعمل بها، لتخبرهم أنها لن تحضر مرة ثانية.
وبدأت بالبحث عن مجال تشعر بذاتها وتجد شغفها فيه، فتقول بعد ثناء أصدقائي وأقاربي على صنوف طعامي المختلفة التي ما لبثت أن تعلمتها، شجعني كثيرا في المسارعة على التقديم في مسابقة الطبخ التي أقامتها إحدى القنوات لاختيار شيف لتقديم برنامج لديهم، وبالفعل نجحت في الاختبارات وأصبحت شيف أقدم برنامج تلفازي، وترى أن تركها لمجال الطب جعلها تكتشف ذاتها من جديد واستطاعت معرفة هوايتها فتمكنت من النجاح.
وهذه أيضا؛ الدكتورة مي الهادي التي تركت مجال الطب بعدما عملت فيه 4 سنوات بعد تخرجها عام 2011 من طب عين شمس، حيث تقول أنها كانت شغوفة ومحبه لعمل الاكسسوارات والحلي، وذلك منذ صغرها وطفولتها، وأنها كانت تستطيع بالفعل عمل اكسسوارات مميزة، وقامت بعمل مشروعها الخاص أثناء دراستها الجامعية، لكنه كان صغيرًا إلى حد ما، فكانت تصنع اكسسوارات هدايا، وبعد تخرجها تركته 4 سنوات فقدت فيهم مهارتها، إلا أنها أخذت إجازة من المشفى لفترة طويلة أخذت فيها كورسات واستعادت مهارتها وأصبحت أكثر احترافية، وبالفعل أقامت مشروعها الخاص الذي نجحت فيه، ونجاحها الأكبر كان في السعادة التي شعرت بها وبتحررها واكتشافها لنفسها من جديد.
اقرأ أيضًا..