هدى بدران: التعصب ضد المرأة فيروس ثقافي يشبه كورونا
قالت الدكتورة هدى بدران رئيس الاتحاد العام لنساء مصر وأستاذة علم الاجتماع إن قضية حقوق المرأة قضية قديمة وطرحها مستهلك ولهذا أعتقد أنه هناك فيروسات ثقافية، مثل الفيروسات التي تصيب الجسد، تصيب الثقافة مثل فيروس التعصب ضد المرأة.
وأضافت بدران خلال ندوة أقامتها لجنة التربية وعلم النفس بالمجلس الأعلى للثقافة مساء أمس بعنوان" المرأة والسياسات الثقافية" بحضور كل من المستشارة تهاني الجبالي النائبة السابقة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، والدكتورة إلهام عبد الحميد أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بمعهد البحوث والدراسات التربوية وأدارتها الكاتبة إيمان رسلان انه "عندما ظهر فيروس كورونا وجدت أوجه شبه بينه وبين مرض التعصب ضد المرأة، فمثلا هناك ناس تصاب بالكورونا ولا تعلم أنها مصابة، وهكذا فيروس التعصب أحيانا حامله لا يعلم أنه مصاب به، فلا تظهر عليه أعراض، بل أحيانا ينكر مثلما ينكر الكورونا ويقول هذه انفلونزا، وأيضا الكورونا تصيب الرجل والمرأة، والتعصب ضد المرأة يصيب الرجل والمرأة، فالستات متعصبات ضد أنفسهن".
وتابعت " أتذكر ان إحدى النائبات بالبرلمان قالت ذات مرة لازم الست تحط جزمة جوزها فوق رأسها، وأنا أقول لها تحطها فوق رأسها ورأس اللي خلفوها ولكن لا تلزم كل الستات بهذا".
وأضافت "هناك كورونا بسيطة وكورنا شديدة وهناك تعصب بسيط وتعصب شديد، والكورنا تصيب كل المجتمعات وهكذا التعصب ضد المرأة يصيب كل المجتمعات ولكن بدرجات متفاوتة، فهناك مجتمعات مصابة بدرجة قليلة ووأخرى شديدة جدا مثل مجتمعنا العربي والمصري، ومع مراجعة الدراسات والاحصائيات نجد أنه بعد كل هذه الحضارة والثقافة وهذا التاريخ العريق نكون هكذا، ولكن هذا لأننا لا نبذل جهد على عكس المجتمعات الأخرى ".
وذكرت ان العالم بدأ مؤخرًا في فهم وإدراك أهمية المفاهيم الخاصة بحقوق المرأة وتغيير المفاهيم الثقافية لصالحها، وأذكر أنه عندما كنت في الأمم المتحدة صدر تقرير عن تقييم المرأة في الدول العربية أرجع مشكلة التعصب ضد المرأة إلى ثلاثة أسباب أولها قلة المعرفة والوعي، وثانيها الوضع المتخلف للمرأة، وأخيرًا عدم التعبير وعدم الديموقراطية، ووقتها دعت الدول الغنية إلى مساعدة الدول العربية ومصر، وبالفعل قدمت هذه الدول معونات كبيرة جدا لصالح المرأة وازادد عدد الجمعيات الأهلية والمدنية لكن لم نشهد أي تغيير حقيقي وفعال تجاه حقوق المرأة، معتبرة ان المشكلة تكمن في السياسات الثقافية لأنها هي التي تقود المجتمع.