تكرار الاستخارة ٧ مرات.. سر الحصول على نتيجتها
تقدم شاب لخطبتي وأنا في حيرة من أمري، وأريد أن أصلي صلاة استخارة، فكيف تؤدى هذه الصلاة؟ وهل أكررها أكثر من مرة إلى أن يلهمني الله للاختيار الصحيح؟
سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، فأجابت في فتوى لها قائلة:
من أراد أن يستخير ربه فى أمر من الأمرين لا يعرف أيهما أفضل فعليه أن يتوضأ ويحسن الوضوء ويصلى ركعتين من غير الفريضة ويدعي ربه بدعاء الاستخارة وهو:
" اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه . وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به".
ويستحب أن يكرر المستخير الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات.
روى عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- : &يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ&، أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة".
انشراح الصدر
وتكرار الاستخارة يكون عند عدم ظهور شيء للمستخير، فإن ظهر له ما ينشرح به صدره لم يكن هناك ما يدعو إلى التكرار.
وانشراح الصدر عبارة عن ميل الإنسان وحبه للشيء من غير هوًى للنفس أو ميلٍ مصحوب بغرض، فإن لم يظهر شيء بعد أداء الاستخارة؛سواء كانت الاستخارة بالدعاء أو الصلاة ينبغي أن تكرر الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات.
وتابعت الدار أن الفقهاء صرحوا بأنه إذا لم يظهر للمستخير شيء بعد السابعة استخار أكثر من ذلك.
وذكرت ما قاله العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار": [وَيَنْبَغِي أَنْ يُكَرِّرَهَا سَبْعًا ... وَلَوْ تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ الصَّلاةُ اسْتَخَارَ بِالدُّعَاءِ].
وواصلت بما قاله الشيخ عليش المالكي في "منح الجليل شرح مختصر خليل": [وَيَمْضِي لِمَا يَنْشَرِحُ صَدْرُهُ إلَيْهِ مِنْ فِعْلٍ أَوْ تَرْكٍ، وَإِنْ لَمْ يَنْشَرِحْ لِشَيْءٍ مِنْهُمَا فَلْيُكَرِّرْهَا إلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ] .
واستكملت أن ابن عِلَّان الشافعي قال في "الفتوحات الربانية": [فإن لم ينشرح صدره لشيءٍ فالذي يظهر أن يكرر الاستخارة بصلاتها ودعائها حتى ينشرح صدره لشيء وإن زاد على السبع، والتقييد بها في خبر أنس جريٌ على الغالب؛ إذ انشراح الصدر لا يتأخر عن السبع].