الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

نساء في القرآن| 3 معلومات لاتعرفينها عن زليخة امرأة العزيز وعلاقتها بملك المغرب

الأربعاء 25/أغسطس/2021 - 12:22 م
هير نيوز


تواصل هير نيوز نشر قصص النساء التي وردت في القرآن الكريم سواء بالتصريح بأسمائهن أو بذكرهن ضمنا.

واليوم نتناول قصة امرأة العزيز.. زليخة

 ذكر عنها «معجم أعلام النساء في القرآن الكريم»: «هي (زليخا) بنت ملك المغرب هيموس، وأمها أخت الملك الريان بن الوليد صاحب مصر.. زوجة (قطفير) وزير ملك مصر، وكان يلقب بالعزيز، وهي امرأة العزيز. كانت آية في الحسن والجمال، وكان زوجها لا يستطيع التقرب إلى النساء. 

تعد قصة امرأة العزيز التي قصَّها الله سبحانه وتعالى علينا في القرآن في سورة  يوسف من القَصص الذي يُبيِّن كيف يمكن للإنسان حين ينحرف أن يراجع نفسه ويعود إلى جادَّة الطريق.

كلام دار الإفتاء المصرية 

لقد كانت امرأة العزيز مفتونة بهذا الفتى اليافع "يوسف" ترجو أن تنال منه ما تنال المرأة من زوجها، وتسرب شعورها هذا وأصبح حديث نسوة البلد، يتداولن فيما بينهنَّ أن هذا الفتى الذي يعيش لديها وزوجها قد شغفها حبا، وحين فشلت في النيل منه حين راودته عن نفسه وحفظه الله تعالى، اشتعلت الغيرة في قلبها، واستولى الشيطان على عقلها ونفسها، فهي لا ترى في هذه اللحظة سوى كبرياء امرأة تنازلت عنه حين راودته فخاب سعيها، ثم تلقت صفعة من الحكم أو من زوجها الذي أقرَّ بخطئها: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ [يوسف: 28]، وفوق ذلك ترى امرأةُ العزيز نسوةَ القوم يلوكون سيرتها بألسنتهم، ويسخرون من اشتعال قلبها وشغف حبها، ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [يوسف: 30].
لقد استبدَّ بها الكيدُ فأرادت أن تنتقم من الجميع.

كيد النساء

بدأت بالنسوة اللائي يتحدثن عنها، فدعتهم إلى حفل تكشف لهنَّ فيه أنها تملك فتى ساحر الجمال، يأخذ بلبِّ أي امرأة، وتهفو إليه النفس، وترنو إليه الأبصار، وحين أَمَرَتْهُ بالخروج عليهنَّ سُحرت ألبابُهنَّ حتى إنهنَّ قطعن أيديهنَّ بما آتتهنَّ من سكاكين لقطع الفاكهة دون أن يشعروا بآلام الجراح من ذهولهنَّ بجماله: ﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾ [يوسف: 31].

ثم كادَتْ ليوسف أن يقبع في السجن ظلمًا، فهي لا تملك أن تنال منه الغرض الذي تريد، وهي سيدة القوم وامرأة عزيزهم، وهو فتى ضعيف، لا أهل يحمونه، ولا عُصْبَةَ تمنعُه، فحبَسَتْه جزاءَ امتناعه عن إجابتها لما تريد، بالرغم من وضوح الظلم وبيان البراءة؛ قال تعالى: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾ [يوسف: 35].

صبر يوسف

تمر السنون، وتحصل تغيرات في المجتمع وتبدُّل في الأحوال، ويوسف قابع في سجنه، لم يثنه الظلمُ عن إظهار نبيل الأخلاق وكريم الخصال، فلم يبخل بالنصائح التي تنقذ المجتمع من الهلاك آنذاك، ولم يقايض إنقاذهم بخروجه من السجن، بل رفض الخروج فيما بعد متمسكًا بإظهار العدل وإحقاق الحق وإثبات براءته أمام الكافة قبل أن يخرج، في موقف فريد، رُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَجِبَ منه حين قال: «عَجِبْتُ لصبرِ أَخِي يُوسُفَ وكَرَمِهِ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ حَيْثُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ليُسْتَفْتَى فِي الرُّؤْيَا، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَفْعَلْ حَتَّى أَخْرُجَ، وعَجِبْتُ لصَبْرِهِ وكَرَمِهِ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ أُتِي لِيَخْرُجَ فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى أَخْبَرَهُمْ بِعُذْرِهِ، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لبادرتُ الْبَابَ» رواه الطبراني.

توبتها

في ظل هذه المواقف تعود امرأة العزيز لرشدها، وتراجع نفسها، وتعيد التفكير فيما ارتكبته من جريمة بحق هذا الشاب البريء؛ فاعترفت أمام الجميع بصدقه وأقرَّتْ بعفته، قال تعالى: ﴿قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ۞ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف: 51 ، 52].

لقد مثَّلت هذه القصة نموذجًا لقبول الله سبحانه وتعالى توبة عباده، وبيانًا لإتاحة الفرصة للعبد لكي يعود عن ذنبه ويرجع إلى الطريق المستقيم، فأبواب الله مفتوحة أبدًا، وخزائن رحمته لا تنفد.

ads