الزوج بريء من قتل زوجته.. والكفتة والحمام المشوي في قفص الاتهام
الخميس 19/أغسطس/2021 - 05:40 م
محمد على
كان الزوج في عالم آخر يحتسي كوبًا من الشاي، وبيده سجارة ملفوفة بالمزاج، يعيش في كوكب آخر، يشعر وكأنه طير فى السماء، جالسا فى حجرته لا يريد أحد أن يقتحكم خلوته ويعكر صفو مزاجه، ولكن فجأة سمع صوت صراخ زوجته، يدوي فى أرجاء المنزل، انتفض الزوج من فوق مقعده، على صرخاتها التي تطلب الاستغاثة، تهرول مسرعة إليه لإنقاذها من النار التي أمسكت بملابسها، تندفع نحوه صارخة من شدة الاحتراق، بينما النيران يرتفع صوت أجيجها.
حالة من الخوف والذعر
حالة من الخوف والذعر تسيطر على الزوج، يشعر وكأنه يشاهد فيلم رعب، نظراته شاردة يجوب الغرفة ذهابا ومجيئا، يترنح وكأنه طائر افتقد لأحد جناحيه مما جعله يفقد توازنه، ولم تعد قدماه تستطيع أن تحمله، بينما سقطت الزوجة فوق الأرض، بعدما أحرقت النار مراكز الأعصاب بجسدها، وأخذت تئن أنينا خافتا، يتمزق له الأكباد، فما كان منه إلا انقض عليها ممسكا ببطانية لإخماد الحريق بجسدها، وبصوت جهوري وبكلمات استغاثة تجمع على إثرها الجيران، الذين سارعوا بنقلها إلى المستشفى، لكنها توفيت متأثرة بجراحها.
إشعال النار في زوجته
الهدوء يعم أرجاء المنزل، والصمت على المنزل، الجيران يواسون الزوج، ووسط كلمات الرثاء فوجئ الزوج برجال الشرطة يلقون القبض عليه، حيث قام أهل الزوجة بتقديم بلاغ يتهمونه بإشعال النار في زوجته، علت وجهه علامات الحيرة وتحول الحزن إلى دهشة، تلوح في عينيه نظرة شاردة تغيب بصاحبها عما حوله.
لم يتمكن من إنقاذها
وتبين من التحقيقات أن الزوجة تعد الطعام لزوجها وتعتاد تجهيز له الحمام لمشوي الذي يهوى أكله بعد شرب السيجارة الذي يعشقها، وحينما كانت تفعل ذلك وتعد الفحم لشوي الحمام والكفتة، سكبت كمية من الكيروسين وما إن أشعلت عود الثقاب أمسكت النيران في ملابسها، وهرول الزوج مسرعا ولم يتمكن من إنقاذها وإطفاء النيران التي اشتعلت في زوجته أمام عينيه، وبعمل التحريات المكثفة أكدت أن الزوج برئ من إحراق زوجته، وأنه حاول إطفاء النيران فلم يستطع، وأن اتهام أسرة الزوجة له بسبب خلافات زوجية فيما بينهم.
وأصدرت محكمة جنايات المنوفية، حكمها ببراءة الزوج من تهمة إحراق زوجته التي لم تتهمه أيضا قبل وفاتها وهي على فراش الموت.