الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الكاتبة منى عبد العزيز لـ«هير نيوز»: المرأة متحققة في الأدب العربي رغم التمييز

السبت 14/أغسطس/2021 - 06:58 م
هير نيوز

كاتبة مصرية درست الإعلام بجامعة القاهرة وعملت بالصحافة وكتابة المحتوى لعدة سنوات.

لها مجموعة قصصية بعنوان "قهوة كحُبك" صدرت عام 2019 عن دار "زحمة كتاب" ورواية "قصة غرام" عن ذات الدار بجانب العديد من القصص القصيرة ومقالات الرأي بالقضايا الاجتماعية، وقضايا التعليم وحقوق المرأة والطفل بمدونتها الخاصة ومواقع عديدة مثل "البداية" و"زائد 18" و"الاتجاه" و"الخبر" و"وسط الدايرة" وغيرها.

شاركت بكتابة سيناريو مسلسل "الشريط الأحمر" عام 2018.

درست بالعديد من الدورات والورش للعلوم الانسانية التي ترصد أنماط الشخصيات وأبجديات التواصل وتعالج اضطرابات العلاقات، تميزت كتاباتها بالتحفيز وتنمية الوعي ورصد التجارب الإنسانية. استضافتها "هير نيوز"، وأجرت معها هذا الحوار.

متى بدأت مواجهة الكتابة، ومتى انحزت للكتابة* من داخلك؟


أداعب الكتابة وتداعبني منذ الصغر، دائماً كان هناك شيء بداخلي كنت أرغب في قوله والتعبير الدائم عنه بشتى الطرق، خاصة بالكتابة والتي كانت أقرب وأحب الطرق إلى نفسي، استمر الأمر طويلاً كهواية وتنفيث عن الذات حتى كان قرار توقفي عن ممارسة الصحافة والتوجه للكتابة الحرة فيما يثيرني من قضايا بمقالاتي على المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، ونهاية بمجموعتي القصصية وروايتي.

كيف ترين وضع الكاتبات العربيات في التحقق وفي التكريم؟

دائماً بنظري يأتي التحقق فوق التكريم وقبله، وربما تحققي ووجودي يغنيني عن التكريم، فوجود المرأة وتحققها في الأدب العربي منذ زمن طويل هو حقيقة لا ينازع وجودها وثبوتها أي شك.. وعلى مدار الزمان وعلى سبيل المثال من قبل العظيمات مي زيادة ولطيفة الزيات وزينب فواز وغيرهن وحتى الأديبات المعاصرات.. يظل برأيي إحساس المرأة غير وقلم المرأة غير.. قلما يضج بالإحساس ويصرخ أنا هُنا، فمن ينكر وجودي أو يسائلني فيه؟


هل تعاني المرأة من التمييز في الوسط الأدبي المصري والعربي الراهن؟

أرى أن التمييز ضد المرأة نمط مجتمعي عام بكل المجالات يجاهد كل المستنيرين رجالاً ونساء في محاولات حثيثة لمحوه وتغييره. 

مارستِ أنواعاً مختلفة من الكتابة، من أين أتي إلهامك بكتاباتك؟

مارست أنواعاً مختلفة من الكتابة.. أخبار صحفية، مقالات، تقارير إخبارية، كتابة سيناريو لعمل درامي، إعداد برامج نهاية بكتابة القصص القصيرة والرواية..
أجد أن إلهامي قد أتى من إحساسي، من تفاعل قلبي مع ما أعايشه من قصص وقضايا معاصرة بمجتمع يطوله التغيير كل يوم بل كل لحظة.

كيف كان شعورك بصدور روايتك الجديدة واهتمام القراء بها؟

شعور من جاءته بشرى مولوده الصغير، الحقيقة قرائي يعلمون أني أسطر كلماتي من القلب؛ لذلك فمن يهتم ويقرأ هو في الواقع يتناول جزءًا عزيزًا عليَّ من قلبي ووعيي وإدراكي، وكعادة ما يخرج من القلب يصل للقلب، ويستحوذ عليه فما من قارئ قرأ لي إلا وأدرك أي نوع من البذل قد بُذل في تلك السطور وصار شريكي في الاحتفاء بنتاج قلبي وقلمي.

ما رأيك في التجارب القصصية والروائية الموجودة في الساحة الآن؟

بالطبع لم أقرأ كل التجارب الحالية حتى يكون رأيي معضداً بعلم اليقين فالأمر بالنسبة لي ذائقة أدبية تتناسب مع عمل فأراه مثاليًّا ولا تتناسب مع آخر فأراه غير مناسب أو غير جيد فالأمر نسبي بحت وخاص جداً بذائقة من يقرأ لكني بالنهاية أرى أن كل إبداع إنساني يستحق الاحترام حتى ولو اختلف مع ذائقتي الأدبية الخاصة.

ما الذي يمكن أن يضيفه الكتاب والاهتمام بالفنون للأسرة المصرية من وجهة نظرك؟

نحن نعاني في حرب لزيادة الوعي والإدراك بالمجتمع ككل، والإبداع الإنساني، وفي مقدمته القراءة والفنون هي أهم الأدوات التي يجب أن ندفع بها في وجه أي تغييب للوعي، الفن يرتقي بالنفس والقراءة تنقل مستوى الوعي من حال لحال أفضل بكثير.

وإليكم مقتطفات من أعمالها: من مجموعة (قهوة كحبك)

صباح الخير أيها القريب .. أيها المقيم على أعتاب القلب .. حارساً عتيداً تمنع من يمر من الاقتراب أو العبث بأسراره .. صباح جميل كقلبك .. ناصع البياض والوضوح كمبادئك .. مغرق في الفروسية والنبل كأخلاقك .. تظهر به السحب قريبة لناظري كقربك لقلبي ..  وتشرق به الشمس جميلة دافئة كإشراقك بحياتي .. تلك صباحات قهوتي التي وجدتني أشربها كل يوم مستمدة حالتها من حالة قلبي ومزاجي الخاص معك وبك وبأيامي .. إنها قهوة كل يوم .. لكنها كل يوم قهوة ..  كحُبِك،،، 
"قهوتي اليوم منعشة للغاية .. منعشة بطعم البدايات .. مبهجة وطازجة .. تتلمس العقل والقلب معاً .. كولومبية الموطن شرقية المُستقر ناعمة الملمس .. تتغلغل رائحتها لعقلي فتنعشه وتملؤه حباً وإقبالاً على الحياة .. تدلل حواسي كلها .. تلفحني رائحة حباتها المسحوقة بشدة فتجعلني مستعدة لخوض مغامرة كحُبِك.

"جميلة هي البدايات .. مغرية للغاية وواعدة للقلوب .. في البدايات .. يبتهج القلب وتتراقص دقاته الغاوية  .. تهفو العين لأن تنعم بالنظر لطيفٍ كلما غاب اشتعل الشوق أكثر وأكثر .. تعلو التوقعات ويغيب العقل أحياناً ..  في البدايات .. لا نرى سوى ما نتمنى .. ولا نتخيل سوى ما يسعدنا  .. في البدايات نكون النسخة والأفضل والأروع من أنفسنا .. ربما تكون خادعة أحياناً .. لكنها بلا جدال الأجمل والأكثر شغفاً وبراءة".


_ مقطع من رواية (قصة غرام.. مانيفيستا الحياة)

"لم نكن نريد سوى بعض السعادة والسلام والأمان، تخلينا عن بعض الحب رغبة في السلام والأمان البعيد عن تقلب الحب ومخاوفه، لكن يبدو أن الحب الذي هربنا منه هو ما كان سيمنحنا هذا السلام، وذاك الأمان وتلك الحياة لكنه ذهب وعاد غريباً كما بدأ وكأننا لم نحب يوماً ولم نقترب، ربما أخطأنا أننا أحببنا من البداية،أو كان الخوف هو الخطأ الأكبر ..
ربما كانت خطيئتنا أننا فقط أردنا أن نعيش أيام .. كالأيام".

اقرأ أيضًا..


ads