تعرفي على رأي علم النفس.. 3 جرائم زوجية بطلها الشك
الخميس 12/أغسطس/2021 - 11:20 م
محمد على
جرائم قتل الأزواج للزوجات، الكثير منها يكون متعلق بالشك، فنجد من يقتل زوجته وأولاده بسبب شكه في علاقتها بآخر، أو سمعه لها فى مكالمة تليفونية، وغيرها من الجرائم، فى هذا التحقيق نفتح ملف الشك القاتل.
بداية تلك الجريمة التي دارت أحداثها منشأة ناصر، حيث أقدم "م" في بداية عقده الثالث على ذبح زوجته أمام أطفاله لشكه فى سلوكها، ولكنه أكد اثناء التحقيق أن بالفعل الزوجة تخونه كثيراُ، وأنه كان يرضخ لضغوضها كى لا يخرب بيته بيده، وعلى هذا فأن الشك هنا كان من وجهه نظر صاحبة يصل إلى حد اليقين، وأنه سبباً مقنعاً دفعه إلى ارتكاب الواقعة، حيث قال أثناء التحقيق دون أن يخجل او أن يخشى شيئاً " قتلتها ولو عاد بى الزمن هقتلها تانى!".
جريمة أخرى وقعت فى البساتين، لشاب لم يتجاوز الثلاثون من عمره، مقيم فى شارع الصعايدة التابعة لمقابر اليهود، يدعى "إ.خ" بالغ من العمر 28 عاماً، ألقى زوجته "أ.ح" ، 21 عاماً، من الدور الخامس، والسبب محادثة تليفونية، جاء ذلك عندما دخل المتهم بعد يوم عمل طويل إلى البيت ليكتشف محادثة بين الضحية وأحد الأشخاص، حيث وضح خلال التحقيق أنه فقد ثوابه بمجرد أن رأى المحادثة، كيف لها أن تخونه وهو لم يقصر فى حقوقها على حد تعبيره، ولم يتباطئ لحظة فى تنفيذ طلباتها، لم يرى أمامه وقتها، غاب عقله واستحضر مكانه العنف، ونشبت بينهما حيال تلك الواقعة مشادة كلامية ومشاجرة عنيفة انتهت بإلقائها من الطابق الخامس، وعلى حسب ما جاء فى حديث إحدى الشهود وهى جارتهم التى تدعى "ح" أنها أكدت على أن "صوتهم تسمعه من أخر الشارع" وأنها كانت تسمع صوت مشاجرة حادة بين الزوجين قبل أن تعرف أن الزوجة قد ماتت. ولذلك هى ترجح أن يكون الزوج هو الذى ألقاها، وفقاً لما ذهب الكثير فى ترجيح تلك الرواية.
الواقعة الثالثة، كثيرأ ما كان الزوج دائم الشك فى تصرفاتها، يتهمها أنها على علاقة بأحد الأشخاص، ليس هذا فقط، بل يتحدث مع الناس عن أن زوجته خائنة، وكأن ثبوت تلك التهمة على زوجته لن تمسه بشكل أو بأخر، حتى ضاقت ذراعها منه وقتلته بضربة بسكين فى رقبته، كانت تلك الحادثة فى منطقة بولاق الدكرور التابعة لمحافظة الجيزة حيث تم العثور على بواب إحدى العمارات مقتولاً أثر طعنة سكين نافذة فى رقبته، ومن قتلته هى زوجته التى تدعى "ص" والتى أقرت أثناء التحقيق معها بعد الواقعة أنها قتلته لشكه الدائم فى سلوكها ومحاولة تلويث سمعتها بين أهالى المنطقة، وفى اليوم التى أقيمت فيه تلك الواقعة تعدى الزوج على زوجته بغرض الحصول على مبلغ من المال بحوزتها، وعندما رفضت ضربها ضرباً مبرحا وعايرها بسوء سلوكها كما يروج، فما كان منها غير أنها ذهبت إلى المطبخ وقتلته بالطريقة التى أشرنا إليها ، وعلى الفور خر صريعا. تلك الحادثة عندما نتاولها من منظور الشك سنجد أن الزوج دائما ما يتخذ من هذا السبب حيلة لأخضاع زوجته له بشكل أو بأخر، ولو أنه كان يعلم ولو 1% بسوء سلوكها كما يدعى لكان هو أول ما حاول قتلها، ولذلك نعتبر تلك الواقعة من الوقائع التي تمهد لنا الوقوف على أن الشك فى بعض الحالات يستخدم بغرض إضعاف الآخر وإذلاله، حتى وأن كان الأخر مثال للشرف والأمانة.
الطب النفسى وعلاقته بالشك
ولأن جرائم الشك كثيرا طرحنا أسئلة كثيرة، وهل هو وسواس قهرى او حالة سيكولوجية تتميز بوجود أفكار غير قابلة للتفسير، أو بمعنى أخر هواجس تدور فى عقل الشخص حول موضوع بعينه، لكن علينا ألا نغفل عن أن للشك سبب مجتمعى ايضاً، كون الشخص يفقد الثقة فى تصرفات الأشخاص مهما كانت مدى قربهم، يعطينا احتمالية تكاد تكون مؤكدة من أن طبيعة التصرفات الصادرة من المجتمع تعبر عن كم كبير من الاضطرابات، والتي كان من نتيجتها سيطرة حالة شك عامة على كل أفراد المجتمع.
ويحلل هذا الدكتور يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى عن أن تلك الحالة التى تصيب الشخص قد تكون جراء أمور متعددة، من الممكن أن يكون الشخص شكاك بطبعه إلى حد كبير، ويشك فى تصرفات الغير، أو أن يقل مؤشر الثقة إزاء الآخرين حولة، ومن الممكن أن يكون ذلك الشخص طبيعياً جداً لكن تصرفات الشخص المقابل هي التي تدفعه للشك، وفى تلك الحالة لا يعتبر الشك مرض نفسي، إنما هى أمور عارضة جراء تعاملنا مع الواقع المحيط بنا، وهو يختلف من شخص لأخر، على حسب البيئة التي يعيش فيها، لكن هناك شئ أخر يعتبر مرض عضوى، وهو يسمى "ضلالات الشك" وهى بمعنى اليقين التام والراسخ والمعتقد الثابت أن هناك مؤامرة ما أن تدبر ضده، أو أن هناك خيانة زوجية، أو مثلاً اتفاق من أحد الأشخاص ضده، او أنه دائما موقع إتهام وربية، وأن اليقين التام بتلك الأمور يكون جراء خلل عقلى نتيجة تغيرات فى كيميا المخ ولا يمكن تصحيحه بالحجة أو المنطق أو حتى الواقع، وأنه لابد من العلاج الدوائى او الكيميائى، بل ويتطلب الأمر أحياناً إلى جلسات بالكهرباء.
اقرأ أيضًا..