منى مكاوي تحكي قصة حلمها الذي جعلها تحصد جائزة الإيمي
الخميس 12/أغسطس/2021 - 12:09 م
ادم صالح
لم تكن تعلم منى مكاوي، مهندسة الديكور المصرية، عندما غادرت مصر في عام 2014م لمتابعة شغفها، أنها لن تحقق حلمها بالعمل داخل استديوهات هوليوود فقط، بل ستصل لأبعد من ذلك، حيث ستكون أول مصرية تفوز بجائزة إيمي الخاصة بالإنتاج التلفزيوني، عن فئة أفضل فيلم وثائقي تاريخي "أوفر سايت"، وذلك في الدورة الـ63 لجوائز الإيمي التليفزيونية.
حبها للسينما
أخلصت منى في حبها للسينما في مصر؛ حيث حلمت بأن تصبح واحدة من المؤثرات في تاريخ السينما المصرية، ولشدة إخلاصها في الحلم، حصلت على جائزة الإيمي العالمية في أول عمل تشارك به في هوليوود، وبالفعل رفعت اسم مصر عاليا، أسرع مما كانت تتوقع.
مجال تصميم الديكور
لماذا فتنت منى بحب مجال تصميم الديكور، وقررت ترك كل شيء في مصر بعد نجاحها الكبير هنا، لتبدأ من جديد في مدينة لا تعلم عنها شيئا؟ وهل كانت تتوقع وهي على سلم الطائرة متجهة لحلمها الجديد، أنها ستحصل على جائزة بحجم الإيمي مقابله؟.. كل هذه الأسئلة وأكثر أجابت عنها منى خلال السطور التالية.
Home alone
أكدت منى، أنها أحبت السينما والديكور منذ الصغر، ودائمًا كان يجذبها عنصر الديكور والألوان في الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تشاهدها، مشيرة إلى أن أول الأفلام التي شهدت بداية تعلقها بالديكور هو فيلم "Home alone"؛ لأنها رأت من خلاله كيف يمكن أن يكون الديكور واحدا من أهم عناصر الفيلم، وأدركت أنه علم وتكوينات وفيزياء، وليس مجرد ألوان ومناظر جميلة.
كما شعرت منى وقتها بالانبهار عندما علمت أن ديكور الفيلم تم بناؤه داخل مدرسة، وأن ديكور كل غرفة منفصل عن الثانية، فكل ذلك جعل لديها الشغف الكافي لتسعى لأن تدرس الديكور، وأن يصبح مهنتها.
تغيير مفهوم الديكور في مصر
وأوضحت منى أنها قررت ترك مهنتها هنا، بالرغم من نجاحها الكبير، والسفر للعمل بالخارج؛ لأنها تحلم بتغيير مفهوم الديكور في مصر، فهي أرادت أن تتعلم طرق تنفيذ الديكور بأقل مجهود ممكن، وذلك لكي تصبح جزءًا من التطور التكنولوجي المتعلق بالديكور في مصر.
حصلت منى في عام 2014م على إجازة من العمل في مصر، لكي تجوب العالم كأي رحالة قديم يبحث عن علم ينقله لبلده، أو يكتشف علما جديدا ينقله للعالم بأسره، فهي كان لديها إيمان كبير بأن هذه الرحلة التي على وشك أن تبدأها، ستساعدها في تغيير تاريخ السينما المصرية، فيما يتعلق بالديكور، وبأنها ستترك بصمة مؤثرة.
السوشيال ميديا
بدأت رحلة منى في الخارج عن طريق التسويق لنفسها عبر السوشيال ميديا، فقامت بتطوير وتفعيل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنشأت موقعا خاصا بتصميماتها وأعمالها الخاصة بالديكور، وبعدها بدأت الشركات السينمائية في التواصل معها من أجل المشاركة في أعمالها الفنية.
أوفر سايت
عملت منى في أول فيلم لها كمصممة ديكور في هوليوود، في فيلم "أوفر سايت"، وانضمت للفيلم عن طريق تواصل شركة الإنتاج الخاصة بالفيلم معها، عندما شاهد القائمون على الفيلم أعمالها عبر الموقع الخاص بها، وأدركوا مدى اهتمامها بالتفاصيل، الذي كان مطلبا أساسيا في الفيلم.
أكدت منى أن فيلم "أوفر سايت" كان واحدًا من أكثر الأفلام التي استمتعت بالعمل بها، حيث سادت روح الفريق والتعاون ما بين أفراد فريق العمل، مما جعل الكواليس أكثر من رائعة، على حد قولها.
أوضحت منى أن هذه الروح ساعدت في إظهار كل فرد لأفضل ما عنده، فكان الفريق يبدع بكل سهولة وأريحية، وبجانب مساعدة بعضهم، كانوا أيضا يعملون بعين الناقد دون أي حساسية.
جائزة الإيمي
لم تكن تتوقع منى أن تحصل على جائزة الإيمي على الإطلاق، خاصة من خلال أول فيلم تقوم بالمشاركة فيه، مشيرة إلى أنها تشعر بأن جائزتها الحقيقية هي استمتاعها بمشاركتها في الفيلم، وانضمامها لفريق العمل الرائع، فهذا يعد بالنسبة إليها نجاحا بحد ذاته.
وأضافت منى: "كون الفيلم حصل على جائزة أفضل فيلم، فهذا أكبر دليل على أن جو الفريق العام كان في غاية التناسق والتفاهم، وبالتأكيد أشعر بالفخر بحصولي على الجائزة، فهو إحساس لا يوصف، وأشعر أنها بداية مشجعة، ومؤشر واضح على أني أسير على الطريق الصحيح الذي خططته لنفسي منذ صغري".
مثلها الأعلى وأبوها الروحي
أكدت منى أن الفنان الراحل شادي عبدالسلام هو مثلها الأعلى؛ حيث تعتبره بمثابة أستاذها، بينما أبوها الروحي هو صلاح مرعي، رحمهما الله، موضحة أنهما لديهما من الدقة والضمير والمجهود المبذول في أعمالهما، ما لم تره حتى الآن في أي فنانين آخرين، وأشارت إلى أنها تضع اسمهما وأعمالهما دائما نصب عينيها، كدافع لها للاستمرار في مهنتها بنجاح.
رسالة لكل فتاة
ووجهت منى رسالة لكل فتاة وسيدة تحلم بأن تسعى وراء شغفها، وأن تحقق حلمها كما حققته هي، مؤكدة أن الأمر سهل وبسيط جدا؛ حيث تحتاج المرأة فقط إلى أن تؤمن بنفسها وأن يكون حولها دعم حقيقي غير مزيف، حتى لو كان مقدم من شخص واحد فقط من عائلتها.
الثقة والإيمان
كما أشارت إلى أن المرأة تحتاج إلى أن يكون لديها الثقة والإيمان في طريقها الذي اختارته لنفسها، وفي حلمها أيضا، وأن تكون شديدة الإيمان بأن الله سيقف بجانبها وسيساعدها، وكلما ستبذل مجهودا أكبر، كلما ستقترب من حلمها أكثر.
الملوخية المزروعة
تحدثت منى عن أكثر الأشياء التي تفتقدها بمصر، قائلة: "بالتأكيد أفتقد عائلتي، والملوخية المزروعة لأنها حبي الأول، لكن مصر معي في كل مكان، وهذا ليس كلاما تجميليا ولا أشعارا، فأنا أرغب بالتأكيد في تصميم الديكور في مصر، وأن أكون سببا في التأثير الإيجابي والتقدم الحضاري لبلدي، ورجوع مصر للريادة في العالم كله، وهذا حلمي الذي يدعمني معنويا لكي أكون الأفضل".
مجموعة أفلام قصيرة
تستعد منى حاليا لخطوتها القادمة، حيث تعمل على مجموعة أفلام قصيرة ترصد أوضاع المهاجرين في الغربة، خاصة بعد حدوث تغييرات كبيرة في قوانين الهجرة تحت قيادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
هذا بجانب مشاركتها في مجموعة من الأفلام الأخرى التي تدور حول الوضع الاقتصادي المتردي وتأثيره السلبي على الطبقة المتوسطة بأمريكا بعد جائحة الكورونا، كما أكدت منى أنها تحلم بالتأكيد بأن تكون جائزتها المقبلة، هي الأوسكار.