السواقة مش للرجال فقط.. قصة أول فتاة لتعليم القيادة في الإسكندرية
تجلس على الكرسي وتحكم بعصى "الدركسيون" بطريقة مُبهرة، تقود السيارة وكأنها تجيد القيادة منذُ سنة أولى طفولة، لديها إمكانيات رهيبة في التحكم والسيطرة على كل آليات ومحركات السيارة، تسير على الطريق ولا تخشى الاصطدام، السرعة لعبتها المفضلة والسباق لا يكون مجرد تفكير، فهي بطبيعة الحال تسارع الطُرق رغم زحام المدينة الملقبة بعروس البحر المتوسط.
ماهيتاب محمد حسن أو "ماهي" كما تحب أن يناديها الناس، التي كسرت قيود الفكرة المشهورة عن الفتيات، وغيّرت مفاهيم الرجال عن قيادة السيدات وطبع أنهنّ لا يجدن القيادة، وأعطت درسًا لجميع الحاقدين بعدما تقمّصت دور الشخصية العالمية للممثل العالمي "فين ديزل" وأثبتت قدرتها على القيادة مثله.
تخرّجت "ماهي" من قسم المحاسبة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، وتعمل حاليًا مدربة متخصصة في تعليم القيادة للسيدات أو الرجال، إلى جانب قدرتها على تصليح الأعطال المختلفة بالسيارات.
وقالت "ماهي" إنَّ لديها الرغبة في القيادة منذُ سنّ الطفولة لكنَّها كانت تخاف كثيرًا، خاصة عند مشاهدة الحوادث ونتائج مشاهدها المُرعبة، وظنًا منها أنَّ قيادة النساء غيرصحيحة كما يقولون، لكنها تجرأت حين قادت السيارة لأول مرة بصحبة أبيها، ومن هنا بدأت تخطى فكرة الخوف والقلق.
وأضافت أنَّ السيدات دائمًا متهمات سمعة سيئة في القيادة، وهذا ما يظهر في أغلب المواقف، حيثُ تعترف أنَّ هناك فئات غير قادرات على القيادة والأغلب فهن لا يجيدها بشكل عام.
وأشارت "ماهي" إلى أنَّها من الذين يدعمون سوارقة السيدات، لكنها تؤكد أنَّ هناك عدد كبير من السيدات تجدن سواقة السيارات ومحترفات بجنون، موضحة أنّها لأجل ذلك تعلمت قيادة السيارات وأثبتت نفسها في شوارع الإسكندرية.
وأوضحت أنَّ تعليم سواقة السيارات يعتمد على مدى مشاعر الإنسان الإيجابية، مشيرة إلى أنَّ الشعور السلبي يسقط عدد كبير من الذين يريدون تعلم القيادة، لذلك تلعب على زيادة الرغبة والجرأة لدى القادرين.
وأكدة ابنة الإسكندرية أنّها اتجهت لمجال تعليم قيادة السيارات، كنوعًا من المساعدة لكبار للذين يريدون تعلمها، خصوصًا كبار السن المحتاجين لها بشكل ضروري، مشيرة إلى أنَّها تمتاز في مجالها وتسعى لتحقيق المزيد منه.
حيث ذاع صيت الفتاة الأسكندرنية داخل المحافظة وخارجها، وبدأ الكثير يتردد عليها من كل مكان رغبةً منهم في تعلم قيادة السيارات، مشيرة إلى أنَّ بعض العملاء العراقيين كانوا يأتون لها لتعلم القيادة، وهذا يشعرها بالسعادة.
وعبرت عن شعورها بالسعادة حين تكون سببًا في تعلم الكثيرين من النساء والرجال لقيادة السيارات بشكل مُحترف جدًّا.